كشف تقرير لموقع عربي بوست البريطاني، من أن حفتر يحاول إنهاء الحرب عبر الاستعانة بقوات خاصة فرنسية ومصرية وجنود مرتزقة لتجنُّب سيناريو بنغازي الذي استمرت 3 سنوات.
ونقل الموقع في تقريره عن مصادر داخل قوة «حماية درنة الليبية» قولها: أن 25 خبيراً عسكرياً فرنسياً وصلوا بالفعل إلى منطقة الأردام ( 15 كم جنوب غربي قرية مرتوبة عند المدخل الشرقي لمدينة درنة)، حيث مركز قيادة عمليات حفتر العسكرية ضد قوة حماية درنة، إضافة إلى الدور المحوري للقوات الخاصة المصرية والطيران الإماراتي منذ انطلاق المعارك.
والوجود الفرنسي بشرق ليبيا لمساعدة حفتر يعود لأكثر من 3 سنوات في بنغازي، تحديداً منذ إدارة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، الأمر الذي أكده محمود رفعت رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي والعلاقات الدولية، حيث يقول إنهم في المركز يسعون لتقديم ملف للمحكمة الجنائية الدولية يتوفر على أدلة تدين فرنسا، التي تتخذ من مصر والإمارات واجهة لتدخُّلها العسكري في ليبيا.
وكان تقرير لموقع Intelligence Online قد أكد في وقت سابق، تلقِّي الجنرال خليفة حفتر زعيم التمرد في الجيش الليبي مساعدةً من فرنسا، من شأنها أن تقلب الموازين في معركته التي يخوضها للسيطرة على مدينة درنة، والمساعدة عبارة عن طائرة استطلاع تشغِّلها شركة CAE للطيران، التي تعمل أيضاً لصالح جهاز المخابرات الخارجية الفرنسي DGSE.
ويضيف التقرير أن الطائرة قامت أيضاً بعدة جولات أكثر سرّية في منطقة فزان (جنوب ليبيا)، حيث يحاول حفتر أن يجد لنفسه موطئ قدمٍ عسكرياً، وتظهر محاولاته جليةً في استخدامه الغارات الجوية.
وتلعب طائرة CAE Aviation على هاتين الجبهتين دوراً محورياً، بما تقوم به من جمع للمعلومات الاستخباراتية، وربما في بعض الأحيان تحديد الأهداف المحتملة.
يؤكد الخبير الدولي أن الطيران المصري والإماراتي كان وراء قصف معارضي حفتر في درنة وقبلها بنغازي، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية؛ بل وتأمين خروج مسلحي عناصر داعش من درنة وصولاً إلى سرت قبل عامين، موضحاً أن أدلة بحوزته تؤكد دخول شحنات سلاح من مصر والإمارات إلى ليبيا خلال فترات متباعدة من السنوات الثلاث الأخيرة.
في المقابل، يرى الخبير العسكري سليمان بن صالح أن الدعم الذي يقدمه الثلاثي فرنسا ومصر والإمارات لقوات حفتر كان الفيصل في صمود حفتر وقواته بحرب بنغازي، موضحاً في تصريحات لموقع عربي بوست، البريطاني، أن حضور هذه الدول كان -وما زال- بشكل ميداني، مستمراً عبر إشراك وحدات قتالية إماراتية ومصرية إلى جانب قوات حفتر، وكذلك بتوفير معلومات استطلاع ميدانية عن طريق طائرات الاستطلاع والتجسس.
بن صالح يزيد أن مشاركة هذه الدول وصلت إلى غاية وضع الخطط العسكرية بغرف قيادة أُنشئت في بنغازي والمدن القريبة الخاضعة لسيطرة حفتر ومنها تنطلق عمليات القصف المباشر بطائرات دون طيار وطائرات مقاتلة حديثة غير متوافرة لدى سلاح الجو التابع للمشير.
ويعتبر "بن صالح أن" مدينة درنة ليست استثناء عما حدث في بنغازي، وأن السيناريو يتكرر الآن والداعمِين أنفسهم؛ فرنسا ومصر والإمارات التي حسم طيرانها المعركة لمصلحة حفتر قبل أشهر في بنغازي، بعد حرب دامية استمرت 3 سنوات ضد مقاتلين إسلاميين وآخرين محسوبين على ثورة فبراير 20011.
وأكد أن معركة درنة لن تُحسم أيضاً إلا بمساعدة عسكرية ومعنوية من مصر والإمارات برعاية فرنسا، «التي زوَّدت مصر بطائرات رافال مقاتِلة هي التي نفذت الهجمات ضد درنة انطلاقاً من قواعد مصرية على الحدود الغربية مع ليبيا».
الدعم الخارجي لقوات حفتر في حرب درنة لم يقتصر على وجود قوات خاصة وخبراء ومستشارين؛ بل مرتزقة أفارقة ومتطوعين من المدن المجاورة، بحسب رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي محمود رفعت، الذي أكد أيضاً أن رئيس انقلاب مصر، عبد الفتاح السيسي، دفع بخبراء ووحدات خاصة برية إلى ليبيا الفترة الماضية، إضافة إلى الخبراء السابقين الموجودين فعلاً.
وأوضح أن عدداً من تلك القوات يقدَّر بالعشرات، أغلبهم لقي حتفه في معارك درنة. وكان « المركز الإعلامي لمدينة درنة الليبية » قد نشر أسماء ضباط مصريين، قال إنهم قُتلوا في محاولة إنزال بحري « فاشلة »، بعد محاولة للسيطرة على ميناء درنة البحري شرق ليبيا.
وتحاصر قوات حفتر مدينة درنة الواقعة في الشرق، منذ يوليو 2017، حيث يعارض الجنرال حفتر الحكومة المعترف بها دولياً، ومقرها طرابلس في غرب البلاد.