في ما اعتبر تأكيدا آخر على ظهور علامات واضحة عن دخول إمارة دبي في “ركود اقتصادي” و نذر أزمة خانقة، أعلنت شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية للطيران أنها سوف توقف رحلاتها بين مطار هيثرو في لندن ومدينة دبي بدءا من مارس 2019.
وقالت الشركة في بيان ، أمس، إن قراراها جاء بعد دراسة مستفيضة لشبكة عملياتها، وأرجعت القرار إلى “عدد من العوامل الخارجية” التي تشير إلى أن هذه الرحلات لم تعد ذات جدوى اقتصادية.
ونقل البيان عن شاي ويس، كبير مسؤولي العمليات التجارية لشركة فيرجين أتلانتيك: “ليس من السهل على الإطلاق الانسحاب من أحد المسارات، ونحن نرغب في شكر عملائنا وفريقنا المتفاني في دبي على ولائهم خلال الاثني عشر عاما الماضية. وسوف نواصل تقديم رحلاتنا اليومية بين دبي ومطار هيثرو في لندن حتى 31 مارس 2019″.
وأوضحت الشركة أنها ستواصل استقبال حجوزات السفر والفنادق على هذا المسار حتى الليلة السابقة لآخر رحلاتها من هيثرو إلى دبي في 31 مارس 2019.
نُذر أزمة اقتصادية والركود يحوّلها لمدينة أشباح
و يأتي هذا فيما ذكر مقيمون في إمارة دبي أنها تتحول بسرعة إلى مدينة أشباح، ما أدى لإغلاق العديد من المرافق من ضمنها: معظم مطاعم أبراج الإمارات، معظم مطاعم ومتاجر سوق البحر، مول بر عجمان والوافي «ميتان»، مول مركز الغرير العربي والسانست تقريبا، «ميتان»، بلازا لامسي، سوق الذهب الجديد وسوق الذهب في مدينة المهرجان ودبي مول أغلقت محلاتها، فنادق سافوي كريست وبانوراما وجرماد ورمادة وريشموند، حديقة دبي ميراكل وحديقة سافاري دبي. ويلاحظ السكان أن محلات سوق الذهب في الديرة وبر دبي فارغة للمرة الأولى منذ أكثر من أربعين عاما.
وفي السياق، أكد عدد من المستأجرين في دبي أن ملاك المباني التي يسكنون فيها يقدمون عروضا مغرية تنافس عروض مفاجآت «صيف دبي» بهدف تجديد عقود الإيجارات السنوية، بعد ركود غير مسبوق ضرب سوق العقارات في الإمارة.
ويرى هؤلاء أن دخول المشاريع الجديدة هو الدافع والمحرك لهذه العروض، إذ لم يكن ملاك العقارات أو المؤجرون يقدمون مثل هذه العروض في السابق.
ولا تقل عروض التأجير في سوق المحال التجارية عن نظيرتها السكنية، فقد أعلنت إحدى الشركات دعمها للشركات الناشئة والمتعثرة بتأجيل دفع الإيجارات المستحقة عليها حتى عام 2019، وذلك حتى يتحسن الوضع المادي لهذه الشركات، ما يتيح لها البدء في تأسيس أعمالها واستكمال مشروعاتها وتعد هذه المبادرة أشبه بحاضنة الأعمال للمستثمرين الجدد تساعدهم في بدء المشاريع وتنميتها وتنويعها والتوسع فيها، بحسب ما ورد في صحيفة «البيان».
وأوضح أحد المستأجرين أن مالك المبنى الذي يسكنه علق لافتة تقول إن المستأجر الذي يشجع مستأجرا آخر على الاستئجار سيحصل بالمقابل على شهر مجانا، لافتا إلى أن قيمة الإيجار التي يدفعها في الوقت الراهن مناسبة، لكن سوق الإيجارات يقدم خيارات أخرى تنافسية.
وفي الربع الأول من 2018 شهد سوق العقارات المباعة على الخرائط في دبي تراجعا بنسبة 46٪، بينما تراجع سوق العقارات الجاهزة بنسبة 24٪، ومن المتوقع استمرار الركود في الربع الثاني من العام.
وكانت وكالة فرانس برس نقلت عن الباحث في مركز الكويت المالي «إم. آر راغو» قوله إن «أسعار العقارات (في دبي) تراجعت، فأصبح السوق راكدا».
وحسب تقارير محلية، فإن مستويات السيولة النقدية تراجعت بنحو 35 ٪ في أبريل وحده.
ويتحدث مواطنون تركوا الإمارة عن مدينة الجميرة، المنطقة الشبح الأخيرة، حيث ما زال «نادي الباشا» مغلقا بعد هرب مالكه عام 2016، وأن الحانتين: الأيقونة و«ليفت بانك» و«ذي أجنسي» تغلقان أبوابهما.
ونشرت مجلة «تايم آوت دبي» هذا الأسبوع تقريرا عن هاتين الحانتين، كتبه سكوت كامبل، وجاء فيه: هذا الأسبوع نقلنا إليكم الخبر الحزين بأن بار «ذي أجنسي» المفضل في سوق مدينة الجميرة يغلق أبوابه، والآن بار آخر من تجمع البارات: «ليفت بانك» يغلق أيضا في اليوم نفسه. يغلق المكانان نهائيا يوم السبت 30 يونيو. وحتى يوم الإغلاق قدمت الحانتان عروضا مغرية للزبائن تتضمن شمبانيا ممتازة. وخفض «ليفت بانك» أسعار المشروبات على مدى الأسبوعين الأخيرين، حيث تتراوح جميع المشروبات بين 25 و35 درهماً. والعرض سار حتى نفاد الكمية.
وحسب المجلة فتح بار «ذي أجنسي» أقبية خموره الممتازة مع الشمبانيا والجبن، بـ 199 درهما للشخص الواحد، وبالإمكان الحصول على شمبانيا ممتازة لمدة ثلاث ساعات، في أي وقت من الخامسة بعد الظهر وحتى منتصف الليل، إضافة إلى كمية غير محدودة من الجبن.
وتنوعت العروض، حيث يمكن الذهاب في «ساعة السعادة» (الهابي آور) يوميا منذ الساعة الخامسة بعد الظهر وحتى الثامنة، حيث تقدم زجاجة النبيذ بـ 105 دراهم، وكأس النبيذ بـ 30 درهما. ومن الثامنة مساء وحتى منتصف الليل، فإن عرض «أفتر دارك» يقدم عددا غير محدود من نبيذ المحل بـ 200 درهم، والنبيذ بفقاعات بـ 350 درهما، والشمبانيا بـ 500 درهم.