ذكرت صحيفة "القدس العربي" أن موجة الاغتيالات في مدينة عدن، جنوبي اليمن، ارتفعت خلال يومي الأحد والسبت الماضيين بشكل عاصف وغير مسبوق، منذ عودة الرئيس اليمني هادي إلى عدن الشهر الماضي، في مؤشر قوي يكشف تصاعد حدة الخلاف بين هادي ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تحاول فرض هيمنتها على صناعة القرار في اليمن والسيطرة على الموانئ اليمنية.
وأوضحت الصحيفة، أن اليومين الماضيين شهدا ست حالات اغتيال، من اجمالي إحدى عشر حالة اغتيال، بعضها فاشلة، شهدتها مدينة عدن منذ مطلع الشهر الحالي، والعدد في تصاعد مستمر، وبالذات خلال الأيام الأخيرة التي شهدت فيه العلاقات الدبلوماسية أزمة شديدة بين أبوظبي والرئيس اليمني هادي.
وأشارت الصحيفة إلى أن أصابع الاتهام تتجه بشكل واسع في هذه العمليات المخلة بالأمن والاستقرار في محافظة عدن إلى القوات الأمنية التي أنشأتها الإمارات العربية المتحدة في عدن منذ سيطرة قواتها على المدينة نهاية 2015، والتي أصبحت هي المسيطر الفعلي والمتحكم بكافة التحركات الأمنية في محافظة عدن، باسم سلطة الحكومة التي أصبح دورها شكليا، بل وأصبح كبار المسؤولين الحكوميين لا يستطيعون التحرك أو زيارة أي مرفق حكومي سيادي في عدن إلا بعد أخذ الموافقة والاذن من قيادة القوات الإماراتية.
وبحسب الصحيفة، شهدت الأيام الأخيرة حالة توتر شديدة بين الرئيس هادي وحكومة أبوظبي، إثر انهيار الهدنة وانفجار الأزمة مرة أخرى بينهما، وذلك مع انزعاج هادي من استمرار القبضة الأمنية الإماراتية على مجريات الأمور في العاصمة الحكومية المؤقتة عدن، التي عاد اليها هادي منتصف الشهر الماضي، بعد شهور طويلة من الغياب وممارسة مهامه الرئاسية من العاصمة السعودية الرياض، بسبب حدة الخلافات مع أبوظبي التي تلوح دائما بالورقة الأمنية في وجه هادي عند كل أزمة عاصفة بينهما.