كشفت مجلة "فوربس" الأمريكية عن قيام وفد إماراتي بزيارة إلى فرنسا وفنلندا، أوائل شهر يوليو الجاري؛ للتعاقد من أجل شراء أنظمة مضادّة للطائرات من دون طيار، إثر قيام جماعة الحوثي في اليمن باستخدام هذه الطائرات في هجمات على مصالح اقتصادية في السعودية والإمارات.
وقالت المجلة إن ذلك يأتي بعد أن تحوّل هذا النوع من الأسلحة إلى خطر يهدّد المصالح الاقتصادية في السعودية والإمارات، موضّحة أن الهجمات ستتزايد خلال الفترة المقبلة، وستستهدف البنية التحتيّة والنقل في كلا البلدين.
وبحسب مقال الكاتب دومنيك دودلي، فإنه كان لافتاً ما أعلنته جماعة الحوثي من أنها نفّذت هجوماً بطائرة مسيَّرة من دون طيار على مطار أبوظبي الدولي في الإمارات.
وبحسب مسؤول عسكري تابع لجماعة الحوثي تحدَّث لوكالة "سبأ" التابعة للجماعة، فإن الهجوم وقع بطائرة من نوع "صماد 3"، دخلت مؤخراً الخدمة العسكرية لدى الحوثيين.
الإمارات من جهتها نفت صحة تلك الأنباء، وأصدرت سلطات مطار أبوظبي بياناً قالت فيه إن هناك حادثاً عرضياً نجم عن سيارة إمداد، ولم يؤثّر على حركة المطار أو جدول العمليات التشغيلية.
وقبل يوم واحد من هذا الهجوم، شنّت جماعة الحوثي هجوماً على اثنتين من ناقلات النفط السعودية في مضيف باب المندب، عند مدخل البحر الأحمر، الأمر الذي دفع الرياض إلى وقف شحنات النفط عبر المضيق، الذي يُعدّ نقطة هامة لتجارة النفط.
وأعلنت الشركة الوطنية للملاحة في السعودية "بحري" في بيان لها أن ناقلتها النفطية "أرسن" تعرَّضت، صباح يوم 25 يوليو، إلى هجوم، ما أدّى إلى إصابتها بأضرار طفيفة دون إصابة طاقمها.
الحوثيون أعلنوا سابقاً أنهم تمكّنوا عبر الطائرات المسيَّرة من استهداف شركة "أرامكو" السعودية، وتحديداً يوم 17 يوليو الجاري، في حين أصدرت الشركة بياناً قالت قيه إنه "حريق".
والعام الماضي ادَّعى الحوثيون أنهم أطلقوا صواريخ على الإمارات في عدد من المناسبات، ومن ضمن ذلك استهداف محطة "البركة" للطاقة النووية (تحت الإنشاء) في أبوظبي.
كما شنّت الجماعة المتُّهمة بتلقّي الدعم المالي والعسكري من إيران هجمات صاروخية عديدة على السعودية من اليمن، بعضها استهدف مطار الملك خالد في الرياض.
وتزعم السعودية أن أنظمة الدفاع الصاروخي، ومن ضمنها بطاريات "باترويت" المضادّة للصواريخ، الأمريكية الصنع، نجحت في حماية أراضيها، على الرغم من وجود تقارير عديدة عن سقوط ضحايا جراء هذه الصواريخ، بحسب المجلة.
ويقول الكاتب إن هذه الأحداث مجتمعة تؤكّد مجدَّداً أن جماعة الحوثي لا تزال تشكّل تهديداً حقيقياً للسعودية والإمارات، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء عمليات التحالف العسكرية في اليمن.
وإذا ما ثبت فعلاً أن جماعة الحوثي قد تمكّنت من الوصول إلى قطاع النفط والنقل بالسعودية والإمارات فإنها حتماً ستزيد من هجماتها المستقبليّة، ما قد يؤدّي إلى تداعيات مستقبليّة خطيرة تتجاوز الإضرار الفوري للبنية التحتيّة.
وبيّن أن حكومتي أبوظبي والرياض باتتا أكثر جدّية في معالجة هذا التهديد المتطوّر الذي تمثّله مليشيا الحوثي، وخصوصاً الطائرات المسيَّرة من دون طيار (درونز).
وينقل الكاتب عن شركة "درون شيلد" الأسترالية قولها إنها تلقَّت مؤخّراً طلباً لشراء 70 طائرة من طراز دونيغون بقيمة 3.2 ملايين دولار، في بلد بالشرق الأوسط لم تذكر اسمه، إلا أنها قالت إنه متحالف مع حكومات غربية، بحسب "الخليج أونلاين".