أحدث الأخبار
  • 04:22 . عام على طوفان الأقصى.. أبوظبي بوابة "بقاء إسرائيل" مع انهيار الأسس القديمة... المزيد
  • 01:07 . الذهب يستقر مع ترقب المتعاملين لمحضر اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 01:07 . الأرجنتين تسعى لتعزيز الصدارة والبرازيل تهدف لإحياء آمال التأهل في تصفيات المونديال... المزيد
  • 11:40 . في محاولة للنيل من المقاومة.. قرقاش: بمرور عام على حرب غزة تبرز ضرورة تعزيز الدولة الوطنية... المزيد
  • 11:38 . "أكسيوس": بايدن ونتنياهو سيتحدثان اليوم بشأن مهاجمة إيران... المزيد
  • 11:25 . البرلمان الكيني يصوت لعزل نائب الرئيس... المزيد
  • 10:53 . عالمان بارزان في الذكاء الاصطناعي يفوزان بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2024... المزيد
  • 10:51 . مسؤول إيراني: يجب ألا تسمح دول الخليج باستخدام مجالها الجوي ضدنا... المزيد
  • 10:40 . الصحة اللبنانية: 36 شهيداً و150 مصابا في هجمات إسرائيلية خلال 24 ساعة... المزيد
  • 10:36 . وزير الدفاع السعودي يبحث مع نظيره الأمريكي سبل خفض التصعيد بالمنطقة... المزيد
  • 11:15 . إعلام عبري: نتنياهو دعا وزراء لمشاورات أمنية بوزارة الدفاع... المزيد
  • 08:48 . طحنون بن زايد يبحث مع "إنفيديا" التعاون في تكنولوجيا المناخ والذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 08:43 . "دبي القابضة" تدرس إنشاء صندوق استثمار عقاري... المزيد
  • 08:19 . تراجع طفيف لأسعار النفط بعد أسبوع من الصعود القوي... المزيد
  • 08:17 . حمدان بن محمد يجري مباحثات مع أمير الكويت وولي عهده... المزيد
  • 07:39 . جيش الاحتلال يقر بإصابة 48 جنديا في غزة ولبنان خلال 24 ساعة... المزيد

إشكالات «التهدئة» في غزة واستغلالاتها الكثيرة

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 13-08-2018

ما إن يُعلن التوصل إلى تهدئة في غزة حتى تغير الطائرات الإسرائيلية أو يتجدد القصف المدفعي والصاروخي على مناطق متفرقة من القطاع. ولا يعني ذلك سوى استمرار للتفاوض بالتراشق الناري؛ لأن في الاتفاق تفاصيل لا يمكن حلها بالحجج التفاوضية، ولا يمكن لـ «الوسيط» المصري أن يذلل عقباتها، ربما لالتزامه مسبقاً بتفاهمات محددة مع الجانب الإسرائيلي. 

هذا لا يمنع أن تقول الأطراف جميعاً -بمن في ذلك حركة «حماس»- أن ثمة تقدّماً يُحرز على طريق الاتفاق الذي يُفترض أن يجمع بين مقترحات مصرية لفترة هدوء مفتوحة وبين خطة الأمم المتحدة لإنشاء مشاريع اقتصادية-تنموية تخفيفاً للحصار الإسرائيلي وتحسيناً للوضع المعيشي في غزّة، باعتبار أن تدهوره إلى مستويات خطيرة يغذّي حال التوتر واحتمالات اندلاع حرب جديدة. 

على عكس مراحل سابقة كان جيش الاحتلال يتطلع فيها إلى إشعال مواجهة في غزة لتحقيق أهداف عدة، نجد أن هذا الجيش هو الذي يطرح الآن خططاً لتفادي أي عملية واسعة، رغم تهديده المستمر بها وتأكيد جهوزيته لخوضها. بين الأهداف التي كان يحددها لأي حرب -وكما جرى التعرف إليها- تأكيد إصراره على كسر أي تطوير تنجزه فصائل القطاع لمقاومتها المسلحة، وضرب الروح المعنوية للغزيين، لكن الأهم كان دائماً تجريب الأسلحة الجديدة لدى إسرائيل.

 لكن اختبار كل الأساليب مع تشديد الحصار لم يمنع انطلاق «مسيرات العودة» وما أحدثته من تحدٍّ سلمي غير مسبوق ومن إشكالات خارجية لإسرائيل، كما لم تحلْ دون استخدام الطائرات الورقية والبالونات الحارقة وما أثارته من إحراجات داخلية لسلطات الاحتلال. لذلك اقترح جيشها تخفيف الحصار، عبر تشغيل رصيف بحري في قبرص لتسهيل تدفق البضائع إلى غزة، وأخيراً لم يمانع رغبة مصرية في نقل هذه العملية إلى رصيف في ميناء بورسعيد. 

كان الإسرائيليون يبدون موافقة على شروط التهدئة ولا يثيرون سوى شرط واحد هو إنهاء قضية أسراهم في حرب 2014، من دون أن يؤيد متطرفو حكومتهم الإفراج عن أسرى فلسطينيين في عملية تبادل، وإن كانوا سيرضخون في النهاية.

 لكن التعقيد الآخر يكمن في أن أي اتفاق تهدئة لا بد أن يُلتزم به من الطرفين إذا أُريد له أن يستمر. غير أن إسرائيل لا يمكن أن تتخلى -باتفاق أو من دونه- عن إمكان التدخل العسكري بحجة ضرب كل ما تعتبره خطراً على أمنها. 

في المقابل، ترفض «حماس» والفصائل الأخرى أن يكون سلاحها ونشاطها العسكري موضع مساومة، ولا تقدّم سوى ضمانها للتهدئة (شرط التزام إسرائيلي مماثل)؛ فالأمر لا يتعلق هنا باتفاق سلام بين الطرفين، بل بهدنة يمكن تطويرها. 

ثمة فرص وحوافز تُعرض على غزة ويصعب على الفصائل تفويتها، وفي الوقت نفسه تُطرح مسألة المصالحة وإنهاء الانقسام. هنا لا تبدو الأطراف الخارجية متفقة على الهدف، خصوصاً حين يُقال إن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة جزء لا يتجزأ من اتفاق التهدئة. 

لم يسبق للأميركيين والإسرائيليين أن حرصوا على المصالحة، بل استغلوا الانقسام إلى أبعد حد. وإذ يشجعون الآن حل مشكلة غزة، فإنهم يسعون إلى توظيف هذا الحل في «صفقة القرن». لكن «حماس» والفصائل لن تلعب هذه اللعبة حتى لو أُغريت بأن التهدئة المستدامة تشكّل اعترافاً بسلطة الأمر الواقع التي أنشأتها في غزة، لكنها مدركة بأن هذا الاعتراف المراوغ لا هدف له سوى تغطية مخططات «صفقة القرن» لتهميش السلطة وتقطيع أوصال الضفة.