قالت صحيفة “ لوفيغارو” الفرنسية إن تشديد العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على إيران؛ إلى مغادرة عدد من رجال الأعمال الإيرانيين لمدينة دبي بعد أن كانت لسنوات قبلة رأس المال الإيراني، وذلك تحت ضغوط من إمارة أبوظبي الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة والمسيطرة على النفط والأمن في باقي الإمارات.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن إمارة دبي شددت الرقابة على أنشطة المستثمرين ورجال الأعمال الإيرانيين، ورفضت تجديد إقامات عدد منهم خاصة أولئك الذين زاروا إيران خلال الأشهر الستة الماضية. ولم تعد المصارف المحلية في دبي تسمح بالاقتراض مع إيرانيين، كما أغلقت محلات صرافة بتهمة تبييض الأموال لصالح الحرس الثوري الإيراني.
ويشير فاروج فيرغيزيان مدير مصرف الشارقة إلى أن فرض الضريبة على القيمة المضافة مطلع العام الجاري مكن أجهزة الدولة من تصنيف المؤسسات الموجودة في السوق والإطلاع على تفاصيل كافة أنشطتها والجهات التي تتعامل معها بما في ذلك إيران.
لكن “لوفيغارو” أوضحت أن ذلك لايعني بالضرورة وقف المعاملات بشكل نهائي مع إيران؛ حيث يوجد رأس المال الإيراني في دبي منذ ثلاثين سنة وتبدو الإمارة اليوم في حاجة للتمويلات. ويقول مصرفي إيراني إن “الكثير من الإيرانيين وضعوا أموالهم في دبي وامتلكوا عقارات في المدينة وهناك عدة طرق للتحايل على العقوبات”.
كما أوضحت الصحيفة الفرنسية أن دبي تعاني من ضعف الأداء الاقتصادي، الذي انعكس على أسعار العقارات في المدينة قبل سنة ونصف من معرضها لعام 2020 ؛ حيث يقول فرانسوا بوتمان وهو خبير مصرفي إن سعر شقة في برج خليفة الأطول عالمياً؛ تراجع من 25 مليون يورو إلى 6 ملايين فقط.
وذكرت أن عدداً منالمستثمرين الأجانب غادر دبي وأنه على الرغم من أنها استحوذت على ثلثيْ الاستثمارات الخارجية في منطقة الخليج إلا أنها تواجه منافسة من دول مجاورة. ويتساءل دبلوماسي مقيم في دبي عن حجم النشاط داخل أبراج دبي، ويتوقع ألا يتجاوز 40% من أدائها في الظروف العادية.
وتؤكد الصحيفة أن دبي تعاني كذلك من نقص كبير في السيولة المالية، ما يجعل التجارة مع إيران حيوية بالنسبة للإمارة خاصة أنها بلغت العام الماضي 18 مليار يورو. لكن العقوبات الأمريكية تشكل فرصة لأبوظبي لاستعراض قدرتها على إجبار دبي على إدارة ظهرها للجمهورية الإسلامية. وهي استراتيجية وضعها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد للتقارب مع الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف تثبيت حكمه على باقي الإمارات ونسج علاقات مع حلفائه في السعودية، وفق الباحث مارك مارتينيز.