فيما يواصل أنور قرقاش إساءته لدولة الإمارات وشعبها في أداء دور "المدافع والمحامي" عن محمد بن سلمان وعن سياساته تتزايد تساؤلات الإماراتيين عن ولاء هذا الوزيرإن كان للوطن أو للمملكة السعودية، كونه نصّب نفسه موظفا يزايد على المسؤوليين السعوديين أنفسهم في تصدر القضايا السعودية.
ولا يزال قرقاش أيضا يتجاهل الإعلام الدولي الذي يتحدث عن جريمة قتل خاشقجي بكل وحشية، ويحصر نظرته فقط للإعلام القطري الذي لم يتعد دوره سوى نقل ما يدور في الإعلام الغربي بخصوص هذه الجريمة الدموية التي ارتكبها قادة سعويون كبار، بحسب الكونجرس الأمريكي وتقييمات المخابرات الأمريكية.
قرقاش لو يوجه كلمة انتقاد واحدة للإعلام الدولي في هذه القضية، وإن انتقدها فإنه يزعم أنها وسائل إعلام تنطق بلسان الدوحة، وكأن قطر غدت إمبراطورية تحرك الدول العملاقة "بريموت كونترول"، يتهكم ناشطون.
أحدث ما قاله، وهو سبق أن قاله مرات عديدة "إلى درجة الملل" على حد تعبير مراقبين، إن "الحملة القطرية الممنهجة ضد السعودية وقيادتها ليست بالجديدة أو بالمستغربة".
علما أن الناشطين في الخليج وخاصة في الإمارات يأخذون على الإعلام القطري مساندته لحكومات الخليج عند اندلاع الثورات العربية ورفض تغطية أي أنشطة شعبية، وتجاهل الكثير من السلوكيات التي اقترفتها حكومات الخليج، ولم يتبن هذا الإعلام المظالم الخليجية إلا بعد الأزمة الخليجية الراهنة، إذ أن الإعلام القطري بما فيه قناة الجزيرة لم يكن طرفا في أي حملة ضد أي دولة خليجية سوى بعد فرض الحصار عليها قبل نحو عام ونصف من جانب السعودية والإمارات والبحرين.
وأضاف قرقاش، أن تلك الحملة "إعادة انتاج لمنهج مسجل وموثق في استهداف الدوحة لجيرانها. والمنطقي أن الدور التركي في سعيه لاستهداف الرياض سيضر بموقع أنقرة في المنطقة وسيساهم في انحسار نفوذها".
وقال ناشطون إن قرقاش يناقض نفسه بحديثه عن تركيا. فقد دأب على إنكار أي دور أو وزن لأنقرة في ملفات المنطقة، في حين أنه الآن يلمح إلى "انحسار" نفوذها.
وزعم قرقاش أن "الغريب في الاستقطاب، الذي تشهده المنطقة، غياب المنطق وضياع البوصلة وتباين القول والفعل، فلنتمعن في من يدعي أنه يحمل لواء الديموقراطية وفي من يدعو لحرية الصحافة وفي من يوظف الخطاب الديني لأغراضه السياسية؟".
وإزاء هذا التوصيف الدقيق الذي قدمه قرقاش، أشاد المراقبون بالتوصيف كونه يعكس تماما ما تفعله الحكومات في السعودية ومصر والبحرين والإمارات وكل الأطراف الموالية لهذا التيار السياسي والأجندة الإقليمية له، على حد قولهم.