اعترف وزير الخارجية للشؤون الداخلية أنور قرقاش، بأن الأسد ونظامه المجرم، انتصر بعد أكثر من 7 سنوات من العداء وقطع العلاقة.

وسألت قناة العربية قرقاش: هل إنتصر الأسد ؟ فأجاب قرقاش: نعم هناك حقائق مختلفة، زاعماً فتح الإمارات علاقة من الأسد لن يترك الساحة مفتوحة للتدخلات الإيرانية.

وعزا قرقاش الخطوة الإماراتية بإعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق إلى ضرورة التواصل العربي للحفاظ على وحدة سوريا وشعبها ووحدة أراضيها لافتا إلى ضرورة وجود وتعزيز الدور العربي في سوريا لمواجهة التغول الإقليمي الإيراني والتركي، حد قوله.

من جانبه، قال الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، إن "الإمارات مهتمة بألا تُتهم بأنها تخلت عن سوريا مثلما اتهمت من قبل بأنها تخلت عن العراق".

وأضاف في حديث مع "بي بي سي" البريطانية، تعليقاً على إعادة العلاقة مع نظام الأسد أن "الإمارات حريصة على ألا ترتمي سوريا في أحضان إيران كما ارتمى العراق سابقا، وأن الإمارات لا ترغب في أن ترى سوريا وقد أصبحت دولة فاشلة ومرتعا للإرهاب".

ويستبعد عبد الله أن "تكون الإمارات قد أقدمت على الخطوة دون التشاور والتنسيق مع أقرب الحلفاء، وفي مقدمتهم السعودية ومصر".

وبالنسبة لتوقيت الخطوة الإماراتية ومدى تزامنها مع إعلان واشنطن عزمها سحب جنودها من سوريا، يؤكد عبد الله أن "التعامل مع الأمر الواقع والمستجدات من أساسيات العمل السياسي، وأن الإمارات تفرض نفسها وتعمل باستقلالية بعيدا عن واشنطن".

وأخيرا يرى أستاذ العلوم السياسية أن "المعركة قد حسمت في سوريا بنسبة 90 في المئة لصالح النظام، والأمر أصبح واقعا يتعين على الجميع التعامل معه".

وفي تصريحين متناقضين له، اعتبر عبدالله، أن فتح السفارة يخدم الحفاظ على استقلال وسيادة سوريا ودرءا لمخاطر التدخلات الإقليمية، لكنه في عام 2015 قال إن فتح السفارة بدمشق أخبار مغرضة لأن الإمارات من أكثر الدول كرها للأسد.

ورداً على مزاعم أبوظبي بشان الحرب على إيران قال يحيى العريضي، عضو الهيئة السورية للتفاوض، إن "إعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق هو تعزيز للدور الإيراني لا إضعاف له، فإيران ترتبط ارتباطا عضويا بالنظام السوري، وإيران وحلفاؤها هم من تدخلوا منذ البداية لمساعدة النظام ومنع سقوطه".

ويتساءل مراقبون عن دلالات قرار الإمارات التي ساندت المعارضة السورية ودعمتها في سعيها للإطاحة بالنظام السوري بزعامة الأسد، وكيف تمت إعادة العلاقة بذات النظام بعد سقوط آلاف القتلى المدنيين.

وأغلقت أبوظبي سفارتها لدى دمشق عام 2011 عندما كان عدد القتلى 5000 قتيل، وعادت لفتحها عندما بلغ الرقم مليون ومائتين ألف قتيل وستة ملايين نازح في الشتات، مما يثير الشكوك حول مصداقية التبريرات الرسمية بشأن عودة العلاقات، ومحاربة إيران في المنقطة.