وفقًا لدراسة جديدة فإن القيام بنشاط رياضي -كالمشي أو ركوب الدراجة لمدة 35 دقيقة بُمعدل ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة ستة أشهر- يمكن أن يُحسن القدرات العقلية مثل مهارات التفكير لـ كبار السن الذين يعانون ضعف المهارات الإدراكية.
وتشير الدراسة التي كما تُحسن التمارين الرياضية المهارات المسؤولة عن قدرة الشخص على تنظيم سلوكه، وعلى الانتباه، وتنظيم وتحقيق الأهداف والتي تُعرف باسم "الوظائف التنفيذية" إلا أنها لم تجد أي مؤشر على تحسن الذاكرة.
وقد شارك بالدراسة -التي نُشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلم الأعصاب- 160 شخصا بمتوسط عمر 65 عامًا، لديهم جميعًا عوامل قد تؤدي للإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم، ويعانون من ضعف القدرات والمهارات الإدراكية دون إصابتهم بأي مرض عقلي.
وتضمنت تأثير كل من التمارين الرياضية والأنظمة الغذائية على الأخص التي تهدف لوقف ارتفاع ضغط الدم على المهارات العقلية، وتم تصميم النظام الغذائي خصيصًا للمشاركين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وقبل البدء قام الباحثون بتقييم مهارات التفكير وقدرات التذكر لدى المشاركين من خلال اختبارات موحدة، مع إجراء فحوصات ضغط الدم ونسب الغلوكوز والدهون، وعمل استبيانات الأنظمة الغذائية بشكلٍ يومي لقياس مدى متابعة المشاركين للنظام الغذائي الذي يهدف إلى وقف ارتفاع ضغط الدم.
ووفقًا لنتائج الاختبارات والفحوصات قبل بدء الاختبار، وصل متوسط مقياس "الوظائف التنفيذية" المعنية بالقدرات العقلية إلى 93 عاما مما يعني أن المشاركين البالغين 65 عامًا امتلكوا قدرات عقلية لسنٍ أكبر بمقدار 28 عامًا من عمرهم الحقيقي.
وقد وزع المشاركون على أربع مجموعات بشكلٍ عشوائي: التمارين الرياضية، النظام الغذائي، التمارين والنظام الغذائي، وأخيرًا مجموعة التثقيف الصحي الذي تضمن مكالمات تعليمية كل أسبوع.
قامت مجموعة التمارين الرياضية بممارسة التمارين ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة 45 دقيقة، حيث شملت العشر دقائق الأولى عملية الإحماء ثم 35 دقيقة من القيام بنشاط رياضي كالمشي أو الركض أو ركوب الدراجات.
وتوصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين اتبعوا النظام الغذائي بالإضافة للقيام بالتمارين الرياضية حصلوا على أفضل نتيجة خلال ستة أشهر والتي وصلت إلى متوسط 47 نقطة بمقياس الوظائف التنفيذية، مقارنةً بـ 42 نقطة فقط للذين قاموا بالتمارين الرياضية وحدها. بينما حصل المشاركون ضمن مجموعة التثقيف الصحي على أقل نتيجة بمتوسط 38 نقطة.
وبعد القيام بالتمارين الرياضية واتباع نظام غذائي يتضمن نسبة أقل من الصوديوم ونسبا أعلى من الألياف والفواكه والخضراوات والحبوب والمكسرات ومنتجات الألبان قليلة الدسم واللحوم الخالية من الدهون على مدار ستة أشهر فقط، فإن القدرات العقلية له ستتحسن بشكلٍ ملحوظ بما يعادل تسع سنوات مما يعني أنه أصبح يمتلك قدرات عقلية كشخص بالـ 84 بدلًا من الـ 93.
وقد يحتاج ما سبق الدعمَ والتأكيدَ من خلال دراسات أخرى تتضمن أعدادا أكبر من المشاركين على فترات زمنية مختلفة، إلا أن ما تم التوصل إليه يؤكد لنا الحكمة التي لطالما سمعناها منذ الصغر: العقل السليم في الجسم السليم.