في ظل اجتياح الملابس الجاهزة للأسواق وإقبال الناس عليها، سلطت الكثير من البحوث الضوء على ضرورة غسل الثياب الجديدة قبل ارتدائها.
وقال ميغيل سانشيز فييرا، مدير أحد المعاهد المختصة في الأمراض الجلدية في إسبانيا، إنه يستحسن غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها، خاصة وأنها تمر عبر العديد من الأماكن وتلمسها الكثير من الأيادي قبل وصولها لأصحابها، الأمر الذي يجعلها تعجّ بالبكتيريا والغبار، فضلا عن الأوساخ.
وأضاف فييرا أنه "يتم تصنيع الملابس في الدول التي لا يعطي سكانها أهمية كبيرة لمسألة النظافة الشخصية ".
وقالت المختصة في أمراض الحساسية الجلدية في أحد المستشفيات الإسبانية آنا سالا، إن عدم غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها لا يمثل مشكلة إلا لعدد قليل من الأشخاص ذوي البشرة الحساسة، وذلك بسبب بعض المركبات التي توجد في أقمشة الملابس الجديدة.
قالت الأخصائية إنه عموما فإن الملابس الجديدة تحتوي على أصباغ ومجموعة من المواد الكيميائية التي تتلاشى تدريجيا عند غسلها. وهذا وفقا لتقرير للكاتبة كريستينا بيسبال دلغادو نشرته صحيفة ألبايس الإسبانية.
وأفادت سالا بأن الأشخاص الذين ارتدوا المئات من القمصان الجديدة مباشرة بعد اقتنائها ولم يشعروا بوجود أعراض معينة، يعرضُون أنفسهم لخطر الإصابة إما بالتهاب الجلد التماسي وإما بتهيج الجلد.
وأشارت إلى أن ارتداء الملابس الجديدة دون غسلها من شأنه أن يزيد من حدة المشاكل التي يعاني منها إما الأشخاص ذوُو البشرة الحساسة وإما أولئك الذين يعانون من التهاب الجلد التأتبي.
علاوة على ذلك، أكّدت الأستاذة في الجامعة الأوروبية ورئيسة قسم الأمراض الجلدية في مستشفى إنفانتا صوفيا في مدريد روزا ماريا دياز أن غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها يعد أمرا ضروريا ومهما للغاية بالنسبة للأشخاص الذي يعانون من تهيج الجلد، فضلا عن الأطفال نظرا لأن بشرتهم عادة ما تكون حساسة للغاية.
وقالت مديرة الاتصالات والعلاقات المؤسسية في منظمة حماية المستهلكين والمستخدمين إيليانا إيزفيرنيكانو دي لا إغليسيا إنه للأسف هناك غياب للمعلومات الدقيقة عن الأصباغ والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في ملصقات الملابس، الأمر الذي يمكن أن يُرشدنا إلى مدى أهمية غسل هذه الملابس قبل ارتدائها.
وأضافت أنه في الواقع هناك بعض الملابس الجديدة التي لا نحتاج إلى غسلها قبل استخدامها مثل المعطف الشتوي، على عكس الملابس التي تُلامس البشرة بشكل مباشر كالملابس الداخلية وتلك الخاصة بالاستحمام.
ومن جهتها، أضافت الأخصائية سالا بعض القطع الأخرى إلى قائمة الملابس التي يجب غسلها قبل ارتدائها على غرار السراويل والفساتين والقمصان.
وفي هذا الصدد، أوضحت طبيبة الأمراض الجلدية دياز أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعا التي يخلفها التغاضي عن غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها تتمثل في احمرار في الجلد.
وقال اسانشيز فييرا إنه "يمكن أن تصاب النساء بأمراض نسائية مختلفة على غرار التهاب الفرج، أي التهاب الأعضاء التناسلية الخارجية عن طريق عدوى بكتيرية أو فطرية، نظرا لأن الملابس الداخلية تحتوي على جميع أنواع البكتيريا والسوائل الجسدية التي لا تُرى بالعين المجرّدة".
كما أوضحت سالا أنه يجب على الأشخاص الذين يتجاهلون هذه المعلومات ويصابون بأحد الأمراض الجلدية على غرار التهاب الجلد التأتبي، زيارة مختص على الفور لتشخيص الحالة والكشف عن المواد التي تسببت في إصابتهم بحساسية الجلد.