في تذاك مكشوف نفى وزير الدولة للشؤون الخارجية أن أبوظبي تتجسس على دول صديقة أو على مواطنين أمريكيين، وهو نفي قد يكون صحيحا، ولكنه لا يعبر عن واقع تجارب أبوظبي في التجسس.
نفي قرقاش جاء ردا على تقريرين مهمين لوكالة رويترز كشفت فيهما تجسس أبوظبي على دولة قطر(الدوحة ليست صديقة)، وعلى ناشطين ومعارضين خليجيين وعربا وإماراتيين (ليسوا مواطنين أمريكيين)، كما كشفت التحقيقات عن تجسس أبوظبي على وزير خارجية عمان (مسقط ليست صديقة)، وعلى مسؤول اقتصادي تركي (تركيا أيضا ليست صديقة). بهذا المعنى فإن قرقاش يعترف أنه لا يتجسس على الأصدقاء ولكنه يتجسس على غير الأصدقاء.
ولكن ما كشفته وكالة "أسوشيتد برس" العام الماضي من مشاريع تجسس أبوظبي في المنطقة، أكد أنها تتجسس على رئيس وزراء لبنان سعد الحريري (الحريري صديق ومقرب من أبوظبي)، وكذلك على رئيس الحرس الوطني السعودي السابق متعب بن عبد الله (وهو صديق مقرب جدا أيضا من أبوظبي.
مراقبون يؤكدون أن التجسس عملية قذرة يستخدمها الأعداء والخصوم فيما بينهم، وحتى الأصدقاء أيضا، مستدلين على كشف الولايات المتحدة أكثر من مرة جواسيس يعلمون لإسرائيل رغم علاقات الصداقة الحميمة جدا بين تل أبيب و واشنطن.
المراقبون يؤكدون أن العمل الاستخباري والأمني لدى الدول الخلجيية والعربية يرتبط بالتجسس والاختراقات بصورة بشعة وحتى لا تمت للعمل الأمني والاستخباري الذي يحمي البلاد من الأعداء، وإنما لدينا أجهزة امنية متوحشة ذات تصرفات وسلوكيات خارج القانون ترعب المواطنين العرب وتنكل بهم، بزعم أنه هذا هو الأمن والعمل الاستخباري.
واعترف قرقاش أن لدى أبوظبي ما أسماه "قدرة إلكترونية"، وذلك في تعقيب له على ما كشفته وكالة رويترز من مشروعات التجسس الأخيرة التي تقترفها أبوظبي ضد حكام دول خليجية وناشيطن خليجين وإماراتيين.