وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية تصرفات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنها متعصبة وعمياء وتؤدي إلى تغذية الانقسام، وذلك بعد حديثه عن يهودية الدولة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم الثلاثاء: "تصريحات نتنياهو، الأحد الماضي، بأن إسرائيل ليست دولة لكل مواطنيها، كان يُفترض أن تكون صادمة، لكنها في الحقيقة كشفت بوضوحٍ، الهدف من قانون هوية الدولة الذي أُقر العام الماضي، وجعل الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية".
وكان نتنياهو قال في جلسة الحكومة الإسرائيلية، أمس الاثنين: إن "إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، وهذا يعني أنها الدولة القومية للشعب اليهودي وله فقط، وبالطبع فالدولة تحترم الحقوق الشخصية لجميع مواطنيها، من اليهود وغير اليهود على حد سواء، ولكنها باعتبارها دولة قومية، ليست لجميع مواطنيها، وإنما فقط للشعب اليهودي".
وأضافت الصحيفة: "هذه التصريحات كان ينبغي أن تكون مخزية لو كان يعرف الخجل، لكن حملة نتنياهو للترشح لفترة جديدة في رئاسة الوزراء رغم الاتهامات الموجهة إليه بالرشوة والفساد، توضح أنه ليس كذلك، وأنه يقوى بتعزيز الانقسام".
واعتبرت "الغارديان" أن تصرفات نتنياهو الأخيرة تمثل تعصباً أعمى ومقيتاً وانحرافاً نحو التطرف، وكذلك ينطبق الأمر على تحوُّله الشنيع إلى اليمين، وجمع الأحزاب المتشددة، ودمج القوى العنصرية اليهودية المعادية للعرب والأحزاب المساندة للاستيطان، ومساعدتها على عبور عتبة التمثيل في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، لدعمه شخصياً في رئاسة الوزراء.
وتبين أن نتنياهو ضم إلى تحالفه حزب "القوة اليهودية" الذي يضم أتباع الحاخام السابق مائير كاهانا في حركة "كاخ" المحظورة في "إسرائيل"، والتي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وكان المستشار القانوني لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي مندلبليت، قدم في فبراير الماضي، لائحة اتهام بحق نتنياهو؛ بشبهة الرشوة في الملف المعروف برقم 4000، إضافة إلى مقاضاته بتهمتي الاحتيال وخيانة الأمانة في ملفي ألف وألفين.
ويتصدّر حزب "الليكود" اليميني الإسرائيلي، الذي يتزعّمه نتنياهو، استطلاعات الرأي العام في "إسرائيل"، مع اقتراب الانتخابات المبكرة في التاسع من أبريل المقبل. وأكدت قناة "كان" العبرية أنه في حال جرت الانتخابات الآن، فإن "الليكود" يحصل على 31 مقعداً في الكنيست المؤلّف من 120 مقعداً، ويحل ثانياً حزب "مناعة لإسرائيل" بزعامة رئيس أركان الجيش السابق، بيني غانتس، الذي يحصل على 15 مقعداً.