سجلت المظاهرات الاحتجاجية في الجزائر رقما قياسيا لأعداد للمحتجين في جمعتهم الرابعة اليوم، التي تعد الأولى بعد إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تأجيل الانتخابات وتمديد ولايته.
وبلغت المظاهرات ذروتها في الجزائر العاصمة، وواكبتها مظاهرات أخرى في عدد من ولايات البلاد، وسط استنفار أمني.
وقال شهود عيان إن عشرات الآلاف من المحتجين تجمعوا وسط العاصمة الجزائرية اليوم في أكبر احتجاجات منذ بدأت المظاهرات الشهر الماضي، ورفع المتظاهرون شعارات منها "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"لا توجد دقيقة يا بوتفليقة"، و"لا يوجد التمديد يا بوتفليقة"، و"لا للتدخل الأجنبي".
كما طالت شعارات المحتجين حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، بعبارات عديدة، كانت أبرزها "ارحل".
وقال طبيب يدعى ماجد بن زيده (37 عاما) يشارك في المظاهرات "من يعتقد أننا تعبنا مخطئ.. احتجاجاتنا مستمرة".
وفي مدينة تيزي وزر (شرقي الجزائر العاصمة) خرج مئات في مسيرة مناهضة لتأجيل الانتخابات الرئاسية في الجزائر. وأعلن المتظاهرون رفضهم تمديد الولاية الرابعة للرئيس الجزائري، وتأجيل الاستحقاق الرئاسي، مطالبين بالتغيير الشامل للنظام.
ونظم عمال الشركات البترولية التابعة لمجمع "سوناطراك" في الجزائر مسيرات في كل من حاسي مسعود، وحاسي الرمل، دعما للحراك الشعبي المطالب بالتغيير.
كما بدأ عمال مشروع "ضخ الغاز الثالث" في حاسي الرمل بولاية الأغواط إضرابا اليوم لمساندة الحـراك، في مؤشر على اتساع دائرة الرافضين لقرارات الرئيس الجزائري، وإشارة إلى التحاق قطاعات اقتصادية حساسة -ومنها قطاع النفط- بالحراك الشعبي في الجزائر.
وخرجت مسيرات مبكرة بمنطقة القبائل بمحافظة بجاية (شرقي العاصمة)، كما سجلت مسيرة أخرى بمنطقة مشدالة بمحافظة البويرة (شرقي العاصمة أيضا).
وعززت القوات الأمنية وجودها في المواقع الحساسة والساحات العامة داخل العاصمة الجزائرية، وفي محيط قصر الشعب، وعند مداخل المدينة.
وتم تداول صور على تويتر وفيسبوك تظهر تشديد الرقابة على مداخل العاصمة الشرقية خاصة، حيث أوقف الدرك الوطني التابع لوزارة الدفاع حافلات بمنطقة الدار البيضاء (شرقي المدينة) قدمت من منطقة القبائل كما يظهر من لوحاتها.
كما شددت الشرطة إجراءاتها في نقطة مراقبة بمنطقة المحمدية (شرق العاصمة) على الطريق السريع الرابط بين المطار ووسط المدينة.
وفي إجراء يتكرر خلال الاحتجاجات، أوقفت السلطات الجزائرية حركة المواصلات العامة للقطارات و"الترام" ومترو الأنفاق قبيل المسيرات، حيث توقفت خدمة القطارات سواء للضواحي أو الخطوط البعيدة نحو شرق وغرب البلاد.
كما توقف "ترام" العاصمة الذي يربط الضاحية الشرقية بمنطقة رويسو وسط المدينة، في حين نشر نشطاء على فيسبوك تغريدات وصور أظهرت إغلاق محطات مترو أنفاق العاصمة.
وتعد مظاهرات اليوم أول اختبار لحجم التعبئة بعد قرارات بوتفليقة لتأجيل الانتخابات والدعوة إلى مؤتمر جامع للحوار.