أحدث الأخبار
  • 01:27 . إيران تنفي ضلوعها في قتل الحاخام اليهودي بالإمارات... المزيد
  • 12:48 . "الاتحادية" تعلن موعد انتهاء مهلة تسجيل تراخيص أكتوبر ونوفمبر في ضريبة الشركات... المزيد
  • 12:39 . اليوم.. افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني للمجلس الوطني الاتحادي... المزيد
  • 09:52 . الإمارات تعلن القبض على قتلة الحاخام الإسرائيلي في دبي... المزيد
  • 09:04 . صلاح يقود ليفربول للفوز على ساوثمبتون في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 08:45 . قدم شكره لأبوظبي.. نتنياهو يتوعد قتلة الحاخام "تسفي كوغان"... المزيد
  • 08:25 . جيش الاحتلال يعلن إصابة 11 عسكريا في غزة ولبنان خلال 24 ساعة... المزيد
  • 07:28 . الحكومة تصدر مرسوماً اتحادياً لتمكين قطاع الفنون ودعم المؤسسات الفنية... المزيد
  • 07:14 . تعليقاً على مقتل الحاخام الإسرائيلي.. قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار... المزيد
  • 05:48 . الاحتلال يحذر الإسرائيليين في الإمارات عقب مقتل الحاخام "تسفي كوغان"... المزيد
  • 12:42 . تقرير: أبوظبي تخفي 25 معتقلا قسريا رغم انتهاء محكومياتهم وتمنع التواصل مع ذويهم... المزيد
  • 11:45 . الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة قراراً يمنع الجرائم ضد الإنسانية... المزيد
  • 11:34 . العثور على جثة الحاخام الإسرائيلي المختفي في دبي... المزيد
  • 11:33 . كيف تفاعل رواد التواصل مع حادثة اختفاء حاخام في دبي؟... المزيد
  • 11:32 . مقتل شخص بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي بعمّان بعد عملية إطلاق نار... المزيد
  • 11:14 . برشلونة يفرط في التقدم وينقاد للتعادل مع سيلتا فيغو بالدوري الإسباني... المزيد

فلسطينية تستقبل خطيبها بمنزل من راتبه بعد 16 عاما في الأسر

الهمشري وخطيبته داخل عش الزوجية - الجزيرة
وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 08-04-2019

ما تبقى من حلم الأسير الفلسطيني عبد الهادي الهمشري المفرج عنه قبل أيام أصبح واقعا، والحرية التي أرادها لم تعد ضربا من الخيال، وكذلك اللقاء بشريكة العمر المنتظرة.

لم يكن لقاؤهما هذه المرة من وراء القضبان والزجاج السميك، أو حتى ببضع كلمات يتناقلها الخطيبان عبر كابينة هاتف السجن وتحت وطأة السجان وأوامره القاضية بالتعجيل وإنهاء المكالمة "الوقت انتهى".

ما لم ينته ولم يكن بمقدور الاحتلال وقفه هو ذاك الحب وقصته التي حاك خيوطها الأسير المنحدر من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية وخطيبته شذا العلي بُعيد اعتقاله قبل 16 عاما، بأن كانا ضمن أولى حالات ارتباط الأسرى بزوجاتهم وهم داخل معتقلاتهم.

تحمّلت شذا ما لا تطيقه فتيات بعمرها، فاحتفلت وحيدة بخطبتها، وكان اللقاء الدائم بخطيبها داخل معتقل تعلوه جدران إسمنتية وأسلاك شائكة عبر زيارات لم تخل من وحشة السجن وقمع السجَّان.

إرادة صلبة

لم تستسلم شذا لأي محاولات لتثبيط عزيمتها، فخاطبت هادي بعد اعتقاله تخبره بأنها ستكمل دراستها الجامعية وتواصل حياتها الاعتيادية، وذيَّلت رسالتها بعبارات تعكس وُدها وتحفظ عهدها له.

وترجمت الفتاة الثلاثينية الكلام واقعا، فخصصت جزءا من راتب خطيبها الأسير وشيئا من راتبها لشراء قطعة أرض شيدت عليها بيت العمر بدعم وتشجيع من العائلتين، متحملة أعباء العمل ومشقة الغياب قسرا لرفيق الدرب، لكنها ورغم ذلك كانت تطلعه على أدق التفاصيل.

تقول شذا بينما يُقلها خطيبها المحرر بسيارته نحو البيت الجديد إن ارتباطها بهادي "لم يكن نتيجة هوى طائش بل تفكير عميق ووقوفا لجانب أناس ضحوا بزهرة شبابهم فداء للوطن، فهؤلاء يستحقون أن نشعر بهم".

كما وجدت في هذا الزواج "الأمن والأمان" الذي تنشده والفتيات أمثالها مع أشخاص يقدرون قيمة الحياة مع من يضحين لأجله بأعمارهن "ويبقين على حبل الأمل موصولا".

خلال جولته داخل منزله أدرك الهمشري معنى هذه التضحية، ويقول والفرحة تغمره "تحملت شذا ما لا تطيقه الجبال، وهذا أحد معاني مساندة الأسرى فليس سهلا أن تنتظر المرأة خطيبها سنوات طويلة، فكيف بمن ترهن نفسها بخطبته وهو داخل السجن".

تعويض الغياب

فوق ربوة صغيرة بقرية عزبة شوفة جنوب طولكرم أقام العروسان منزلهما الذي استغرق بناؤه ست سنوات بمساحة تصل لنحو مئتي متر مربع، وجُهز بالكامل إلا من بعض الأثاث الذي سيختارانه معا قبل موعد زفافهما منتصف يونيو القادم.

وظل العروسان ممسكين بيدهما وهما يطوفان بين غرف المنزل، تبحث شذا عن الأمان الذي انتظرته في "فارس أحلامها" ويستشعر هو "مُر الصبر والشوق" الذي تجرعه ببعده عنها، ويقول "هي لم تفارقني منذ لحظة تحرري، وصحبتها بأول زيارة للمنزل بعد تحرري بساعات".

سرعان ما انقضت تلك الدقائق التي جمعت الخطيبين قبل أن يتفرقا، فهي الآن منشغلة بالتحضير للزفاف، فقد أعدت لذلك ثوبين، الأبيض التقليدي وآخر المطرز بألوان التراث الفلسطيني، وتقول بكلام مقتضب "يوم ميلادي يوم حرية هادي".

وفي طريق العودة إلى متنزه البلدية بطولكرم حيث يستقبل الأسير المهنئين بسلامته والقادمين من كل حدب وصوب، كان يتحدث عن حكايات صمود يعيشها الأسرى وتشبه قصته، وهو خيط الأمل الذي يعيشونه.

كتب الهمشري على أولى هداياه لخطيبته وهي عبارة عن تحفة تحمل شكل قلب الحب صنعها بنفسه داخل السجن "أنت حريتي وحلمي الباقي" في حين خطت هي رسالتها الأولى له تعده بالحب والوفاء، واحتفظ كل منهما بهدية الآخر، وهما يستعدان الآن لتعليقها على شكل تحف داخل المنزل.