هل تعبت من تتبع فيسبوك لنشاطك على الإنترنت وجمع بيانات عنك لتوفير إعلانات موجهة إليك حسب ميولك ورغباتك، فقررت بالتالي تعطيل حسابك وحذف التطبيق من جهازك على أمل أن يتوقف كل ذلك؟ الخبر السيئ أن تعطيل حسابك بفيسبوك لن يمنع الشركة من مواصلة تتبعك.
فحتى عندما يكون حسابك معطلا، فإن الشبكة الاجتماعية ستواصل جمع البيانات عن نشاطاتك على الإنترنت. وكل تلك البيانات تُرسل إلى فيسبوك وتظل مرتبطة بحسابك وهو معطل، كما لو أنك لم تفعل شيئا.
وتقول فيسبوك إنها ستزيل كافة بياناتك فقط في حالة حذفت حسابك نهائيا، وتعطيل الحساب لا يؤدي هذا الغرض، وبالتالي ستستمر الشركة بجمع بياناتك تحسبا إذا غيرت رأيك وأردت العودة إلى صفحتك بفيسبوك، حيث تتوقع أن الذين يعطلون حساباتهم سيعودون يوما ما وتريد مواصلة خدمتهم بالإعلانات الموجهة.
وتوضح على موقعها الإلكتروني أن تعطيل الحساب نصف خطوة نحو الحذف الكامل، لكنها لا تذكر الكثير بشأن كيفية جمع البيانات خلال تلك الفترة. وتشير -في سياسة البيانات الخاصة بها- إلى تعطيل الحساب لإدارة خصوصيتك، لكنها لا تذكر أنها تواصل جمع البيانات خلال تلك الفترة.
ويحذر خبراء الخصوصية بأنه يمكن اعتبار الجمع المستمر للبيانات من الحسابات المعطلة بمثابة تضليل.
وبهذا الصدد ينقل موقع “سي نت” المعني بشؤون التقنية -عن غابريل وينبيرغ الرئيس التنفيذي ومؤسس محرك البحث الخاص “دك دك غو” أن معظم الناس سيتوقعون “جمع قليل أو عدم جمع بيانات خلال فترة تعطيل الحساب” مضيفا أن “التعطيل يعني التوقف عن العمل، ولا نتوقع دوران كافة العجلات”.
كما تقول كاثرين ماكجي الرئيسة السابقة لمكتب إنترنت النائب العام لولاية نيويورك إن الشخص العادي سيفترض أن فيسبوك توقف جمع البيانات عندما يكون حسابه معطلا. وسيعتقد الناس خطأ أن الحساب المعطل بمثابة إلغاء الاشتراك، بينما هو ليس كذلك.
وتضيف ماكجي التي تعمل حاليا مستشارة تقنية في شركة المحاماة لوفنشتاين ساندلر “لأغراض شفافية المستهلك، سأشعر بالقلق من أن هذا ممارسة خادعة”.
ويعود وينبيرغ فيقول “على الشركات أن تحاول دائما مطابقة توقعات المستخدمين مع أي مزايا تقدمها لهم” وبالتالي يتوجب على فيسبوك إما أن تغير جمع البيانات للحسابات المعطلة أو تفسر هذه المسألة بصورة أفضل.
وتؤكد ماكجي أن “على فيسبوك علاج هذه المسألة بعدم جمع المعلومات عندما يقوم شخص ما بتعطيل حسابه”.