أمر وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، فتحي باشاغا، بإيقاف التعامل مع فرنسا؛ بسبب موقفها الداعم للواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود هجوماً ضد طرابلس.
جاء ذلك في مراسلة رسمية وجهها باشاغا، اليوم الخميس، إلى مدير إدارة العلاقات والتعاون بالوزارة، ونشرتها الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على "فيسبوك".
وورد في المراسلة: "تُتخذ إجراءاتكم بإيقاف التعامل مع الجانب الفرنسي في الاتفاقيات الأمنية، وكذلك في المجالات التدريبية أو الأمنية أو أي اتفاقيات أخرى؛ بسبب موقف الحكومة الفرنسية بدعم المجرم حفتر المتمرد على الشرعية".
وفي رد من الحكومة الفرنسية، ذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصدر في "الإليزيه" قوله: إن "فرنسا تدعم الحكومة الليبية، وذلك رداً على اتهامات بأنها تدعم حفتر وقواته".
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية واسعة الانتشار قد أثارت، قبل أيام، موضوع دعم باريس لقوات حفتر، في مقال تحت عنوان: "انتقادات لفرنسا لدورها الغامض في الملف الليبي".
ونقلت عن ولفرام لاشر، الباحث المختص في الشؤون الليبية بـ"المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن" (مستقل)، قوله: إن "الدعم التقني الذي تقدمه باريس، منذ 2016، لقوات حفتر تحت عنوان محاربة الإرهاب، يُنظر له مع الزمن كدعم سياسي يعزز الصعود بقوة للرجل".
وفي 4 أبريل الجاري، أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت رفضاً واستنكاراً دوليين، وفشلت حتى اليوم في تحقيق تقدم على الأرض.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعاً على الشرعية والسلطة يتمركز حالياً بين حكومة الوفاق في طرابلس (غرب)، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.