تحدث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هذا الأسبوع، مع الجنرال خليفة حفتر، الذي تقاتل قواته حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الولايات المتحدة هناك، حسبما أعلن البيت الأبيض، يوم الجمعة، مما أثار علامات الدهشة والتعجب في واشنطن.
وأشاد ترامب في المكالمة التي جرت يوم الأثنين، بالجنرال حفتر لمحاربته” الجماعات الإرهابية”، وأكد التزامه بإحلال السلام في ليبيا، وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب تحدث مع حفتر لمناقشة جهود مكافحة الإرهاب المستمرة والحاجة لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا، وجاء في البيان” أقر الرئيس بالدور المهم الذي لعبه المشير حفتر في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وناقش الاثنان رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر”.
ولا يشير البيان، وفقا لما قاله العديد من السياسيين في واشنطن، إلى حقيقة أن حفتر يشن هجومًا على الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة في طرابلس.
وفي الواقع، رفع سياسيو واشنطن” حواجبهم” من الدهشة كما أثار البيان تساؤلات بشأن ما إذا كان ذلك إشارة إلى حدوث تحول في الموقف الأمريكي لقوله إن لديهما” رؤية مشتركة” لليبيا.
وكان وزير الخارجية، مايك بومبيو، قد صرح في بيان في وقت سابق من هذا الشهر بأن الولايات المتحدة تعارض هجوم حفتر العسكري على طرابلس وأن الإدارة تحث على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية، وقال إن قوات حفتر يجب أن تعود إلى مواقعها السابقة.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الحل العسكري ليس هو ما تحتاجه ليبيا، وقال باتريك شاناهان، نائب وزير الدفاع، إن الدعم الذي يقدمه لحفتر هو المتعلق من حيث دوره في مكافحة الإرهاب، وأضاف ” نحتاج هنا إلى دعم المشير في بناء الاستقرار الديمقراطي في المنطقة”.
ورفض شاناهان الاجابة عن سؤال ما إذا كان ترامب قد هاتفه أو استشاره قبل المكالمة مع حفتر ولكنه قال” الإدارة والسلطة التنفيذية مترابطة للغاية بشأن ليبيا”.
وقال رئيس وزراء حكومة الوفاق، فايز السراج، إن من المسؤولية القانونية والإنسانية لمجلس الأمن والمجتمع الدولي تحميل هذا المجرم- حفتر- مسؤولية أفعاله، ولكن بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ذكرت، الخميس، أنها لا تستطيع تأييد قرار أمام مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، على الرغم من أن البعثة لم توضح أسبابه.
ومع ذلك، أدانت وزارة الخارجية هجوم حفتر، وقال في بيان إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء القتال بالقرب من طرابلس وقد” أوضحنا أننا نعارض الهجوم العسكري من قبل قوات خليفة حفتر، ونحث على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية”.