أحدث الأخبار
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد

العلماء وتجارب النهوض

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 02-08-2019

صحيفة الاتحاد - العلماء وتجارب النهوض

 الإنسان هو الأساس في أي تطور وتقدم، وبالأخص في مشروعات التقدم العلمي. وقد أدركت الدول الغربية هذه الحقيقة منذ زمن طويل، واستثمرت مهارات الإنسان ومعارفه وابتكاراته واكتشافاته في هذا الاتجاه، بصرف النظر عن لونه أو عرقه أو دينه أو جنسه، خاصة من أصحاب التخصصات النادرة، فوفرت لهم البيئة المناسبة والحاضنة لتخصصاتهم، وقدمت لهم المغريات العديدة من منح دراسية وفرص عمل، مستندةً إلى مبدأ الكفاءة، كما أمّنت لهم مناخاً علمياً مثالياً للنجاح والتفوق والإبداع والاستقرار الوظيفي والاجتماعي والتقدير المعنوي والدخل الشهري المرتفع، علاوة على التشجيع والتنويه بإنجازاتهم وإبراز جهودهم.. فأصبحت هذه الدول متفوقة حضارياً وعلمياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وتعليمياً وصحياً وعسكرياً. وهذا أيضاً ما أدركته الدول التي قررت الخروج من دائرة التخلف إلى المنافسة في مضمار التقدم الاقتصادي والصناعي والعلمي.
وتتضح الصورة أكثر من خلال كتاب الدكتور علي الحويلي، «العلماء العرب في أميركا وكندا.. إنجازاتهم وإخفاقاتهم»، حيث يبين لنا في كتابه الدور المتميز للنخب العربية في نهضة وقوة ذينك البلدين، لاسيما في القطاعات الأكاديمية والبحثية والعلمية والصحية والمختبرية والإعلامية والأدبية.. إلخ.
وينقل لنا المؤلف إحصائية قامت بها جامعة الدول العربية عن العلماء العرب في الغرب، تقول إنهم يشكلون في أميركا نحو 4% من مجمل العلماء هناك، وإنهم يوفرون لها دخلاً لا يقل عن 40 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل 8% من مجمل الدخل السنوي القومي العربي. وبالمقابل توضح الإحصائية أن العالم العربي يخسر (خسارة صافية) من هجرة الأدمغة العربية أكثر من 250 مليون دولار سنوياً.
أما إحصائيتي اليونسكو والبنك الدولي، كما يوردها الكتاب، فتقول إن العالم العربي يساهم بنسبة كبيرة في هجرة الكفاءات من الدول النامية، وإن 50% من الأطباء و23% من المهندسين و15% من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة تهاجر إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، وهذا ما يؤثر سلباً على مستقبل التنمية العربية.
وحسب الدكتور الحويلي فقد شهدت بعض الدول العربية خلال السنوات الأخيرة ولادة مؤسسات علمية ترمي إلى استقطاب الأدمغة العربية المهاجرة واسترجاعها إلى أوطانها الأم للاستفادة منها في ديناميات النهوض والتطور، لكن المؤسف أن العديد من الذين استجابوا لدعوات العودة سرعان ما اصطدموا بالمعوقات البيروقراطية الكثيرة وبأشكال من المثبطات المحبطة، فخابت آمالهم وتلاشت أحلامهم وغادروا عائدين إلى مهاجرهم التي أصبحت وطنهم الحقيقي.
ويدعو الكتاب إلى التعلم من التجربة الهندية ونجاحها في حشد ملايين العقول للمشاركة في بناء نهضة هندية عملاقة، وذلك انطلاقاً من فكرة مفادها أن التنمية البشرية عنصر أساسي في بناء أي اقتصاد ناهض، وأن المدخل الطبيعي للتطور يقضي بعودة العقول الهندية المتوافرة بأعداد كبيرة في أميركا واستغلال طاقاتها، ووضع الآليات والبرامج الكفيلة بنجاحها، وتوفير مستلزمات الخَلق والإبداع أمامها، ومنحها الامتيازات المادية والمعنوية التي كانت تتوفر لها في أميركا.
وفي سبيل ذلك اعتمدت الهند خطوات علمية مبرمجة في إطار استراتيجية وطنية شاملة، فقامت شراكة هندية أميركية ساهمت في نقل الصناعة المعلوماتية الهندية إلى مستويات عالية من التطور، وأنشأت مؤسسات عامة وخاصة كثيرة لاستيعاب الأدمغة الهندية. وكانت البداية بنحو 100 ألف عالم من أصلا 206 آلاف تم توظيفهم في الجامعات والمؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث.
واليوم باتت للهند تكنولوجيا متكاملة وبنى تحتية علمية وكليات عليا على درجة فائقة من التطور.
وعلى ضوء التجربة الهندية ومثيلاتها في الصين واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل وبلدان النمور الآسيوية.. يمكن للعرب استنباط خططهم الخاصة للتقدم والتطور والنهوض.