أحدث الأخبار
  • 10:01 . خامنئي يقول إنه حذر نصر الله من خطة إسرائيلية لاغتياله... المزيد
  • 09:03 . يخفض من خطر تكون حصى الكلى والالتهابات.. فوائد عدة لتناول كوب من الماء على الريق... المزيد
  • 09:03 . الرئيس الإيراني يصل قطر في أول زيارة خارجية له... المزيد
  • 07:18 . “حزب الله” يعلن تصديه لقوة إسرائيلية راجلة حاولت التسلل إلى جنوب لبنان... المزيد
  • 07:16 . سلطنة عُمان تدعو لضبط النفس لتجنيب المنطقة مخاطر الحروب... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: إيران ارتكبت خطأ كبيراً وستدفع ثمنه... المزيد
  • 03:50 . الذهب يتراجع بعد ساعات من صعود قوي بفعل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 03:49 . أسعار النفط ترتفع بفعل تصاعد الهجمات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:20 . اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتحذيرات من التصعيد بعد هجمات إيران... المزيد
  • 11:18 . الأسهم الأمريكية تتراجع إثر الهجوم الإيراني على "إسرائيل"... المزيد
  • 11:14 . عشرات الشهداء في غزة وخان يونس بنيران جيش الاحتلال منذ الفجر... المزيد
  • 11:01 . السوان تتهم أبوظبي بمحاولة التغطية على دورها "المشين" في الحرب... المزيد
  • 10:41 . انتصارات كبيرة للفرق العملاقة وأرسنال يكسب القمة أمام سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:34 . أكسيوس: "إسرائيل" ستوجه ردا على هجوم إيران قد يستهدف منشآتها النفطية... المزيد
  • 10:31 . إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي بضرب بنيته التحتية إذا رد عليها... المزيد
  • 10:27 . انفجاران بمحيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.. والشرطة تحقق... المزيد

الحاجة لجهد وفكر إسلامي جمعي مؤسسي

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 21-09-2019


الحاجة لجهد وفكر إسلامي جمعي مؤسسي | القدس العربي

يحار الإنسان من مواقف المؤسسات الرسمية الإسلامية، والتجمعات المدنية الإسلامية، من الممارسات الدينية الخاطئة، والصور المتخلفة لفهم الدين. لكأن لديها خوفا غامضا من الاصطدام المباشر مع الجموع التي تقوم بتلك الممارسات. إنها بذلك تقوم بنصف مسؤولياتها، وتتجنب الاهتمام بالنصف الآخر، إذ لا يكفي أن تنطق بما تعتقده صحيح الدين، وإنما عليها مسؤولية النطق الواضح الصريح بما تراه مخالفا لنصوص وروح الدين.
لنأخذ أولا موضوع الجهاد الإسلامي التكفيري العنفي، الذي أصبح أحد أخطر أمراض المجتمعات العربية والإسلامية، وأحد أكبر وأخطر أسباب تراجع صورة الإسلام في العالم كله، سنلاحظ أن المؤسسات الرسمية والتجمعات الأهلية المدعية، أن عليها مسؤولية دينية وأخلاقية وثقافة لحماية الدين الإسلامي، لا تفعل أكثر من الاعتراض الخجول على هذه الممارسة، أو النصح المتردد بشأن ذاك الفهم، من خلال مؤتمرات واجتماعات تثير غبارا مؤقتا ثم ينساها الناس. لم نسمع أو نقرأ قط شجبا وطلاقا بائنا مع مجموع الممارسات والأفهام، وليس جزئية هنا أو هناك، ولا شجبا قاطعا لما تقوم به تلك المجموعات الإرهابية من قتل وسبي، ونكاح جهاد، وتدمير للمدن، وسرقة لثروات المناطق التي تسيطر عليها، ولا اعتبار تلك الممارسات والأفهام خروجا صريحا على نصوص وروح القرآن، ومؤامرة على صورة الإسلام والمسلمين.
هذا الموقف المائع الخجول مدّ في عمر تلك الظاهرة، وفي بقاء الكثيرين أنصارا لها، وفي انطفائها في مكان لتظهر في مكان آخر. ولو أن المؤسسات الرسمية، والتجمعات الأهلية، عقدتا اجتماعات مشتركة متواصلة لتخرجا بإدانة معبّرة عن شجب الدول والمجتمعات لها، لما كان لهذه الظاهرة أن تستمر، سنة بعد سنة، بدعم من أفراد وحكومات وقوى خارجية، ولما وقف الإسلام الحقيقي العادل النقي في طهارته ومقاصده الإلهية الكبرى، عاجزا في وجه أخطر مؤامرة جاهلة واستخباراتية على بلدان وأتباع هذا الدين الحنيف.
المطلوب من تلك الاجتماعات أيضا، أن تبحث في أعماق الجانب الديني من تلك الظاهرة، المتمثلة في كثير من جوانب الضعف والدس والتضادات، التي يزخر بها الفقه الإسلامي، وفي الاعتقاد الخاطئ بأن الفقه جزء مقدس لا يمكن نقده أو الخروج على بعض ما جاء فيه، وفي إفهام وإقناع العامة بأن الفقه هو حصيلة اجتهادات بشريه مشكورة، ولكنها غير مقدسة، من قبل فقهاء عاشوا منذ قرون طويلة في مجتمعات مختلفة بصورة جذرية عن مجتمعات الإسلام المعاصرة.

 مازال موقف الغالبية الساحقة من علماء الدين في كل المذاهب ، يتصف بالخوف والتردد، لكل ما جاء في الفقه من قراءات خاطئة المقاصد، لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المؤكدة بصورة قطعية، محتوى وتسلسلا، ولكل ما هو غير عقلاني في ذلك الفقه، ولكل ما هو محرف من قبل بعض فقهاء القوى السياسية المتصارعة عبر القرون.
بدون المراجعة التحليلية النقدية التجاوزية لفقه الجميع، سيظل بإمكان الإرهابيين الحصول على أقوال أو تفسيرات في كتب الفقه، تبرر أفعالهم العنفية التكفيرية التدميرية المتخلفة حضاريا.

لنأخذ ثانيا موضوع التطرف في ممارسة مراسم عاشوراء. فتعريض الجسد لشتى الآلام والإيذاء، مثل التطبير بالسيوف وضرب الجسد بسلاسل الحديد، شجبه العديد من علماء الدين الشيعة، كأفراد عبر سنين طويلة، لكن سنة بعد أخرى يقلب البعض المناسبة من احتفاء بالبطولة والفداء أمام الاستبداد والظلم، إلى بكائية ولطم وتنوع في وسائل تعذيب النفس والجسد.

 وكالعادة فإن من يشجعون على ممارسة التطرف ذاك يعتمدون على ما جاء في كتاب هذا الفقية أو ذاك من فقهاء الشيعة، مع أن هناك خلافات في وجهات نظر علماء الشيعه حول صحة تلك الكتابات ومصادرها، كما هو الحال مع فقه السنة. 

فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تعقد اجتماعات مشتركة بين الجهات الدينية الرسمية والجماعات الأهلية الشيعية، لبحث هذا الموضوع واتخاذ موقف واضح وصريح من أي ممارسات خاطئة، ومن أي مصادر وأقوال فقهية غير مؤكدة، ومن خرافات تستند إليها بعض تلك الممارسات. هنا أيضا توجد حاجة للتفريق التام بين ما هو مقدس وما هو اجتهاد، وهو ما يسمعه الإنسان يوميا يقال من قبل بعض علماء الفقه الشيعي، لكن تنبيهاتهم ضائعة في ساحات الضوضاء الغوغائية.
لسنا معنيين بالأساليب التعبيرية الفردية، فالجوانب النفسية والقدرات العقلية والتنشئة الأسرية، تلعب أدورا كبيرة في تبنيها أو رفضها، لكننا معنيون بالممارسات الجمعية التي يباركها البعض، والتي يختلط فيها التراث الخاطئ أو المتخلف بالبلادات التاريخية التي ترسخت عبر القرون، وبالأهداف السياسية لهذه الجهة أو تلك، وبالأدعية والأهازيج المليئة بالغضب والتشنج والتعصب، لينقلب المشهد إلى مشهد تقسيمي طائفي تصارعي، داخل الدين الواحد وفي أوساط الجماعة الإسلامية الواحدة. 

في المحصلة أصبح تطهير أصول دين الإسلام مما علق بها من غيبيات وخرافات واجتهادات غير صالحة لهذا الزمن، ومراجعة حقل الأحاديث النبوية الذي امتلأ بكذب الإسرائيليات وإقحامة الانتهازي في صراعات السياسة، ليستعمل في إلباس الفقه الاجتهادي البشري لباس القدسية، أصبح كل ذلك وأكثر ضرورة وجودية دينية وثقافية وسياسية، تحتاج هي الأخرى إلى جهود مشتركة كبيرة، لنذكر أنفسنا بقول الله تعالى: «وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين». يخطئ من يعتقد أن الوقت غير ملائم وأن التأجيل ممكن، ذلك أن هذا الدين أصبح في محنة من صنع بعض المحسوبين عليه ومن تكالب قوى خارجية استعمارية وصهيونية لتهميشه وتشويهه.