اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين أن بلاده والعراق يتفقان على ضرورة ترسيخ المبادرات التي تجمع بين دول المنطقة في أزمة الخليج العربي بدل تلك التي تقسّمها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده لافروف مع نظيره العراقي محمد الحكيم، بالعاصمة بغداد، وتابعته الأناضول.
وقال لافروف إن روسيا والعراق "يجمعهما موقف موحد بخصوص تخفيض التصعيد في الخليج، وهو ضرورة ترسيخ المبادرات التي تجمع بين قوى المنطقة واللاعبين، بدل المبادرات التي تعمل على تقسيمها".
ومنذ 5 يونيو 2017، قاطعت كل من السعودية والإمارات والبحيرين ومصر قطر، متهمين إياها بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة بشكل قاطع.
وبشأن مباحثاته مع نظيره العراقي، أوضح لافروف: "ناقشنا الالتزام بالقرارات التي تم اتخاذها في الاجتماع الثامن للجنة الروسية العراقية في نيسان الماضي ببغداد".
وأضاف: "لاحظنا التنفيذ الناجح للاتفاقيات والعقود وتوريد المعدات العسكرية للجانب العراقي حسب ما هو مطروح".
وتابع: "ناقشنا أهمية تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والإنساني"، مشيرا إلى أن "3 آلاف عراقي يدرسون في المعاهد الروسية، وأكثر من 100 دبلوماسي عراقي يشاركون في الدورات الخاصة في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة للخارجية الروسية، وسيكون هناك في العام المقبل 150 دبلوماسيا عراقيا".
ووفق المصدر نفسه، ناقش الجانبان "أهمية تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، ولا سيما من خلال مركز بغداد لتبادل المعلومات الذي تأسس في 2015 ويضم العراق وروسيا وسوريا وإيران".
كما تطرقا لـ"الملف السوري بعمق، وأكدنا أهمية مواصلة مكافحة الإرهاب حتى دحر كل الإرهابيين المستمرين في بعض المناطق، كما أكدنا أهمية إطلاق العملية السياسية الفعالة في إطار اللجنة الدستورية، وتوصلنا لأهمية تنسيق اجتماعات أستانة، والعراق انضم بصفة مراقب".
من جانبه، قال الحكيم: "عقدنا مباحثات مشتركة مهمة منها العلاقات الثنائية، والتباحث بشأن القضايا السياسية والاقليمية، وناقشنا آفاق التعاون الاقتصادي والاستثمار لإعادة الإعمار (العراق) ومشاريع البنى التحتية، وتبادلنا الآراء على أهمية رفع التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمار في مجال الطاقة والدفاع والنفط".
وأضاف الحكيم: "أكدنا على وحدة سوريا ووحدة المسار هناك، وركزنا على عودة سوريا الى الجامعة العربية، وأكدنا على مسار استانة، فيما يتطلع العراق للمشاركة في الاجتماع القادم".
وفي وقت سابق الاثنين، وصل لافروف بغداد في زيارة تستمر حتى غد الثلاثاء، يزور خلالها إقليم كردستان شمالي البلاد.
ومن المنتظر أن يلتقي لافروف في وقت لاحق اليوم، رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح.
وزيارة لافروف إلى بغداد هي الأولى منذ أن تولى عبد المهدي منصبه رسمياً أواخر العام الماضي، والأولى له على الإطلاق إلى إقليم الشمال. -