أحدث الأخبار
  • 09:36 . باير ليفركوزن أول فريق ألماني يحرز "الدوري الذهبي"... المزيد
  • 09:35 . أمبري: تعرض ناقلة نفط ترفع علم بنما لهجوم قبالة اليمن... المزيد
  • 07:27 . القضاء المصري يرفع اسم أبو تريكة و1500 آخرين من قوائم الإرهاب... المزيد
  • 07:24 . خالد مشعل: لدينا القدرة على مواصلة المعركة وصمود غزة غير العالم... المزيد
  • 07:20 . الأرصاد يتوقع انخفاضاً جديداً بدرجات الحرارة في الإمارات غداً... المزيد
  • 07:02 . "الموارد البشرية" تعلن عن 50 فرصة عمل بالقطاع الخاص للمواطنين... المزيد
  • 06:49 . القسام تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا شرقي رفح... المزيد
  • 06:16 . صحيفة: أبوظبي تسعى لتلميع صورتها رغم سجلها الحقوقي السيئ... المزيد
  • 11:12 . رئيس الدولة يلتقي ولي العهد السعودي للمرة الأولى منذ مدة... المزيد
  • 11:02 . "أدنوك" تعتزم إنشاء مكتب للتجارة في الولايات المتحدة... المزيد
  • 10:58 . مستشار الأمن القومي الأمريكي يزور السعودية نهاية اليوم... المزيد
  • 10:55 . تعادل مثير يحسم مباراة النصر والهلال في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:53 . "أكسيوس": أميركا أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران لتجنب التصعيد بالمنطقة... المزيد
  • 10:46 . البحرية البريطانية: تعرض سفينة لأضرار بعد استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 10:43 . محكمة تونسية تؤيد حكما بسجن الغنوشي وتحيل 12 إلى دائرة الإرهاب... المزيد
  • 01:06 . "هيئة المعرفة" تبرم حزمة اتفاقيات لتوفير منح دراسية للطلبة المواطنين بدبي... المزيد

تبعات انتفاضة العراق على دول الخليج

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 10-10-2019

صوت تفجّر في قرارة نفسي الثكلى: عِراق كالمد يصعد، كالسحابة، كالدموع إلى العيون الريح تصرخ بي: عِراق والموج يعول بي: عِراق عِراق، ليس سوى عِراق هذه أبيات من قصيدة «غريب على الخليج» لبدر شاكر السياب، قالها في الكويت حيث مات لاحقاً في مستشفى الصباح 1964م. 

وفي مطلع الانتفاضة الشعبية الحالية في العراق، غرّد خليجي بهذه الأبيات في «تويتر»؛ فرد عليه مغرّد عراقي: «عُراق» وليست عِراق فالعراق لا تُكسر عَينُه ولا نعلم إن كان التقاط مثل هذه «القرصات» يشكّل صورة المشاعر بين الخليجيين والعراق بصورة عامة! 

كلا بالطبع، ليست هذه هي المشاعر بين الإخوة، لكنها ملاحظة ليست فارغة من المضامين؛ فهي على الأقل تُظهر قدر العشم العراقي في الخليجيين، مع اعتزاز عراقي لا يمكن تجاوزه.. لكن لماذا يلومنا إخواننا في العراق وكأننا من قاد الأمور إلى هذا المنحى البائس؟! فلسنا من احتل بعسكره وتابعيه وزواره وحجاجه وتومانه شوارع البصرة وبغداد فأفسدها بدرجة جعلت الفساد مثيراً للغيرة لا النقمة. 

وحين تجاوز الجرحى 6000 جريح، وتجاوز من قتله الأمن 120 شهيداً، وتجاوز عدد المعتقلين الألف، وشاهدنا جيش العراق لا يدافع عن شباب العراق، أدركنا خطورة ما يجري، فالأمور ليست في نصابها، وقد تفلت من عقالها؛ فيصل الخليج شرر نيرانها! واجهت الحكومة المتظاهرين بقنابل صوتية ودخانية وخراطيم مياه وطلقات حية تكفي لتحرير الموصل، وتمت عسكرة الشارع العراقي وقمع المنتفضين.

 وبطش الحكومة هذا يُظهر أنها ليست في وارد الحل، بل القمع والاحتفاظ بالسلطة حتى لو بثمن غالٍ. ولا نستبعد تصدير الأزمة للخروج منها، وهو نهج مستمد من إرث الحكومات السابقة، باتهام الجوار بإشعالها، ثم اختلاق أزمة معهم لتشكّل اصطفافات غير واعية تُذيب زخم الانتفاضة. وقد بدأت هذه الخطوة جهات حزبية تتهم دولاً خليجية بتأجيج الشارع. تذكرنا الأحداث الراهنة بالانتفاضة الشعبانية 1991م، ومظاهر الاضطراب في مناطق الجنوب منذ 3 مارس لمدة شهر، قبل أن قمعها بعد سماح الأميركان له باستخدام طائرات الهليكوبتر، وهي السلاح الذي مهر في استخدامه طوال حربه مع إيران لمدة 8 سنوات، وكان من تبعاتها نزوح 83 ألف لاجئ عراقي إلى حدود الكويت وتشكّل أكبر تجمّع للبؤس البشري؛ فبدون الماء والطعام كان يموت 13 طفلاً يومياً. 

هذا المشهد قد يتكرر على حدود الكويت والسعودية، فالقمع واحد والهروب منه في اتجاه واحد. ترى حكومة المنطقة الخضراء أن المظاهرات يجب أن ترخّص بإذن وتحدّد فيه بدايتها ومدتها والمطالب التي لمنظميها والشعارات التي ستُرفع. ولأن وسائل التواصل الاجتماعي قبل قطعها قد هزمت قنوات الحكومة وأبواق الأحزاب، وأظهرت هشاشتها، فلا بدّ أن تبحث المنطقة الخضراء عن ذريعة حرب؛ فأخذت في تسويق أن المظاهرات تُقاد من الخارج عبر «تويتر»، ولم ترسل من إيران بل من الجوار الخليجي. ولعلّ في تصريح فالح الفياض -رئيس ومستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي سابقاً- ما يشير إلى هذا الإدراك. 

 بالعجمي الفصيح الصمت الخليجي الرسمي في بداية انتفاضة العراق غير مبرَّر؛ فقد أقرّت حكوماتنا بالقلق حين طلبت من رعاياها مغادرة العراق؛ بل إن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمنظمات الحقوقية استنكرت ما يجري.

 فيما لم تواكب الأمانة العامة لمجلس التعاون تعاطف شعوب الخليج مع انتفاضة شعب العراق، رغم أننا الأقرب، ويجب أن يكون لنا رأي في كل حدث إقليمي يناسب الدور الخليجي القيادي الجديد.