أحدث الأخبار
  • 07:18 . قرقاش يدعو إلى "ضرورة استعادة مفهوم الدولة الوطنية" لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة... المزيد
  • 07:18 . السعودية ومصر ترفضان أي إجراءات تؤثر على سلامة وسيادة لبنان... المزيد
  • 11:44 . "طاقة" تستكمل تسعير سندات بقيمة 1.75 مليار دولار... المزيد
  • 11:43 . مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"... المزيد
  • 11:41 . دراسة: التخلص التدريجي من التدخين قد ينقذ حياة 1.2 مليون شخص... المزيد
  • 11:40 . الذهب يرتفع بدعم من الإقبال على الملاذ الآمن واستمرار التوتر بالشرق لأوسط... المزيد
  • 11:39 . أسعار النفط ترتفع وتحافظ على مكاسبها الأسبوعية القوية... المزيد
  • 11:38 . الدوري الأوروبي.. توتنهام يواصل انتفاضته ومانشستر يونايتد ينجو من الخسارة ولاتسيو يتصدر... المزيد
  • 11:38 . "طيران الإمارات" تلغي جميع رحلاتها من وإلى ثلاث دول في المنطقة بسبب التوترات... المزيد
  • 11:36 . الولايات المتحدة.. أكثر من 200 شخص لقوا مصرعهم جراء الإعصار هيلين... المزيد
  • 11:35 . 18 شهيداً في غارة إسرائيلية على مخيم طولكرم بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 11:32 . غارات إسرائيلية على محيط معبر المصنع تقطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا... المزيد
  • 11:31 . الاحتلال يشن أعنف قصف على الضاحية الجنوبية لبيروت وأنباء عن استهداف خليفة نصر الله... المزيد
  • 10:06 . وكالة: الخليجيون سعوا لطمأنة إيران عن حيادهم في حربها مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:58 . "فلاي دبي" تعلن استئناف الرحلات مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:05 . "تدوير" تعلن بدء أول الاستثمارات الخارجية في غضون عامين... المزيد

وما أدراك ما التأويل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-10-2019

وما أدراك ما التأويل! - البيان

حينما أصدر الروائي نجيب محفوظ روايته الشهيرة «أولاد حارتنا» في خمسينيات القرن العشرين، وبدأت تظهر متسلسلة في جريدة الأهرام في عهد الرئيس عبدالناصر، واجهت موجة غضب شديدة من قبل الأزهر وجماهير القراء، ما قاد إلى منع استكمال نشرها، لقد تم تأويل الرواية تأويلاً دينياً أسخط الناس وقاد السلطة السياسية إلى تدارك الأمر بمنع الرواية، وهكذا ظلت ممنوعة من النشر في مصر ما يقارب العشرين عاماً!

«أولاد حارتنا» التي منعتها السلطات المصرية، واتهمت كاتبها بالزندقة والكفر؛ لأن الرقيب الذي قرأ النص وأوّله تأويلاً دينياً صرفاً اعتبرها رواية خطيرة من حيث كونها تسيء للدين وتستحضر بشكل غير مقبول قصة الأديان والأنبياء في علاقتهم بالخالق، هذه الرواية كانت تُنشَر ويتم تداولها بسلاسة في لبنان مثلاً!

لقد بدا الأمر غريباً بعض الشيء ومستهجناً جداً، إلا أن قرار الخميني بجواز قتل الكاتب البريطاني من أصل هندي «سلمان رشدي» بسبب روايته آيات شيطانية، ومن ثم مشهد طلاب الأزهر وهم يتظاهرون منددين ومطالبين بمنع رواية «وليمة لأعشاب البحر» للروائي السوري حيدر حيدر نهاية سنوات التسعينيات أعاد إلى الذاكرة جذر الحكاية!

حكاية سجن ناشر بسبب رواية أو منع رواية متداولة أو كتاب ملقى على أرفف كل مكتبات العالم، وتأويله ذلك التأويل الخطير الذي يذهب إلى أبعد مما يمكن أن يخطر ببال أحد، فيبيح البعض (كما الخميني مثلاً) قتل الكاتب، أو سجنه أو سحب كتابه من المكتبات أو منع نشره وتداوله، إضافة لاتهامات التكفير والتخوين ونشر أسرار الدولة و... إلخ.

إنه التأويل أو القراءة الخاطئة التي لا زالت بعض أجهزة الرقابة تمارسها، وتتمسك بها خوفاً من سلطة الكلمة وسطوة الفكرة، وحذراً مما يمكن أن يكون مختفياً خلف الحروف، ومحاربة لأصحاب الإبداع، واستدعاء لعقلية محاكم التفتيش أيام حروب الاسترداد في إسبانيا نهاية القرن الخامس عشر! هذا التأويل الذي لا يمكننا منعه لكن من حقنا أن نطالب بمنع الرقيب من إطلاق العنان لعقله.