أحدث الأخبار
  • 12:17 . إعلام عبري: قرار اجتياح لبنان لم يتخذ بعد والجيش مستعد له... المزيد
  • 11:57 . ولي عهد دبي يبحث مع رئيس وزراء أوزبكستان تعزيز التعاون المشترك... المزيد
  • 11:56 . إيران تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 11:39 . برشلونة يسقط برباعية في معقل أوساسونا بالدوري الإسباني... المزيد
  • 11:32 . مقتل 18 شخصاً وإصابة آخرين بغارات استهدفت مليشيات موالية لإيران في سوريا... المزيد
  • 10:40 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض طائرة مسيّرة فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 10:32 . "بلومبيرغ": مخاوف اتساع الصراع في المنطقة تهدد أسهم دبي... المزيد
  • 10:13 . إيران: أمريكا تتحمل أيضا مسؤولية اغتيال "نصر الله"... المزيد
  • 08:30 . في أكبر عدد منذ 30 عاما.. السعودية تعدم 198 شخصا خلال 2024... المزيد
  • 08:22 . إعلام عبري: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه تل أبيب... المزيد
  • 06:31 . "مصدر" تتطلع إلى تعزيز وجودها في مشروعات الطاقة المتجددة في إسبانيا والبرتغال... المزيد
  • 06:30 . "حماس" و"الجهاد" تدينان اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 06:29 . إعلام إيراني: مقتل نائب قائد فيلق القدس في لبنان في هجوم ضاحية بيروت... المزيد
  • 04:34 . حزب الله يعلن رسميا مقتل أمينه العام حسن نصر الله... المزيد
  • 12:36 . العاصفة هيلين توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك... المزيد
  • 11:46 . تعادل الوحدة وبني ياس وعجمان يحصد فوزه الأول بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد

المناذرة والغساسنة الجدد

الكـاتب : عادل عبدالله المطيري
تاريخ الخبر: 17-11-2019

عادل عبد الله المطيري:المناذرة والغساسنة الجدد- مقالات العرب القطرية

المتأمل في تاريخ منطقة الشرق الأوسط القديم، يجد أن الفرس والأوروبيين (اليونان وأعقبها الرومان) هم أصحاب الإمبراطوريات المتواجدة في المنطقة أغلب العصور، ولم يكن للعرب شأن كبير إلا بعد أن وحدهم الإسلام وجعل منهم «أمة حضارية» تنافس القوى الحضارية المعاصرة لهم. والمفارقة العجيبة أن تلك الحضارات القديمة المتصارعة نفسها، أو المتنافسة، ما زالت تهيمن على شؤون منطقتنا، وتعيش نفس حالة صراع الحضارات القديم، وكأننا في العصور التاريخية القديمة (الفرس - الروم)، لم يتغير إلا ديانتهم، فالفرس تحوّلوا من المجوسية إلى الإسلام الشيعي، والرومان حلّ محلهم الأميركان، وكان يبشر الأولون بالنصرانية، والآن يبشرون بالديمقراطية!!

ونحن العرب في حالتنا نفسها في الجاهلية الأولى، متفرقون إلى دولة تشبه القبائل، وتفكّر بتفكيرها نفسه، بل وتمارس دعايتها نفسها بالفخر وذم منافسيها من العرب طبعاً، تغيّرت فقط الأدوات من الشعر ومعلقاته إلى الفضائيات والصحف.

العرب في السياسة الدولية يعيشون مرحلة الفرقاء، كما في أيام الجاهلية الأولى، وبنفس التحالفات أيضاً، ففيهم المناذرة والغساسنة!!

إيران لها تحالفاتها في العراق وسوريا ولبنان، وأجزاء من اليمن، وهم بذلك يشبهون دولة المناذرة، ولكن الأخيرة كانت متوحّدة وهم متفرقون.

أما دولة الغساسنة فهم أيضاً كُثر، ينتشرون من الخليج إلى المحيط، يتحالفون مع روما الجديدة بحسب تعبير «بوش الابن»، ويبشرون بالديمقراطية، وهم يتحالفون مع ديكتاتوريات الشرق الأوسط.

لا يخلو الوضع من وجود بعض المعضلات الاستراتيجية التي تواجه كلا الفريقين، فالمناذرة الجدد لا يستطيعون التبشير بأيديولوجياتهم في بيئة متنوعة، كما في البلاد التي يهيمنون عليها، ولذلك يواجهون ثورات واحتجاجات قد تطيح بهم أو تحد من سلطاتهم، وأما الغساسنة الجدد فهم متنافسون فيما بينهم أشد من منافستهم للمناذرة الجدد، وحليفتهم روما العصر، يحكمها رجل أعمال ليس بعقلية أباطرة روما العسكريين، لذلك لا عجب من تضاؤل حجمهم الاستراتيجي في ميزان الشرق الأوسط.

لقد أنقذ الإسلام العرب من جاهليتهم وضعفهم الحضاري أمام الحضارات المتصارعة في الشرق الأوسط، وأما في الوقت الحالي فلن يتمكنوا من انتشال أنفسهم من الوحل، وهم يحاربون الإسلام، بعد أن أضافوا له صفة السياسي، ولا يطرحون بديلاً إسلامياً ولا حتى بديلاً غربياً كالديمقراطية، لذلك سيستمر الغساسنة الجدد في صراعهم الداخلي، ومع الحضارات الأخرى، وهم في قمة ضعفهم.

ختاماً: من المؤكد أن الحضارات لم تختف، بل تحوّلت إلى دولة أو عدة دول، وهذا ما ذهب إليه عالم السياسة الأميركي الشهير صامويل هانتغتون، صاحب النظرية الشهيرة في العلاقات الدولية «نظرية صراع الحضارات».

نظرة سريعة إلى شرق وجنوب آسيا، ستجد أن الحضارة الهندية «الهندوسية» والحضارة الصينية ما زالتا تتسيدان القارة، وأما في غرب آسيا ووسطها، الفارسية وبقايا الحضارة العربية، والأتراك في شمالها الغربي.

الخلاصة: صدق هانتغتون وهو كذوب، فالصراعات الحضارية ستبقى محاور للاشتباك، وخصوصاً في منطقتنا التي لم تدخل عصر النهضة، ولم تبق في عصر الإسلام.