عرض المحققون الماليزيون تسجيلات صوتية لرئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبدالرزاق توضِّح سعيه لطلب المساعدة من عدة أشخاص، من بينهم ولي عهد أبوظبي ومدّعون عامون سابقون، في محاولة لتخليصه من فضيحة شركة صندوق التنمية الماليزي وان.إم.دي.بي، التي ترجع إلى عام 2016.
وفق ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية، أظهرت أحد المقاطع الصوتية تواصل نجيب مع الشيخ محمد بن زايد، من أجل عقد اجتماع لمناقشة كيفية حل «الوضع المتأزم» للشركة ولشركة الاستثمارات البترولية الدولية في أبوظبي، وذلك في محادثة بتاريخ 26 يوليو عام 2016.
جاء ذلك في أعقاب رفع وزارة العدل الأمريكية دعاوى قضائية للحجز على الأصول المرتبطة بشركة وان.إم.دي.بي مع مزاعم باختلاس 3 مليارات ونصف المليار دولار من الأموال الحكومية الماليزية.
تسجيلات تثبت إساءة نجيب استخدام السلطة
قالت لطيفة كويا، رئيس هيئة مكافحة الفساد، للمراسلين الصحفيين في العاصمة الإدارية بوتراجايا، إن لجنة مكافحة الفساد الماليزية تحققت من التسجيلات وتضمن صحتها وأصالتها. وأوضحت أن اللجنة سوف تسلّم هذه المقاطع إلى الشرطة بسبب احتوائها على ما يُثبت إساءة استخدام السلطة، وإعاقة العدالة، وتلفيق الأدلّة، وتندرج جميعها تحت قانون العقوبات.
سوف يخضع نجيب للمحاكمة في ظل عشرات التهم الموجهة إليه والمتعلقة بمنصبه في شركة التنمية الحكومية وان.إم.دي.بي، التي تتركز حولها تحقيقات عالمية جارية تتعلق بالفساد وغسيل الأموال.
بينما قال نجيب للمراسلين خارج محكمة كوالالمبور: «أنا مصدوم من الكشف عن هذه التسجيلات، وأدرس محتواها حالياً وأحلت الأمر إلى المحامي». وقال إنه يحتاج إلى مراجعة الأمر، عندما طُلب منه تأكيد صحة وأصالة المقاطع المنسوبة إليه.
كما أظهرت المقاطع التسعة أيضاً محادثات بين نجيب وأشخاص آخرين، من بينهم زوجته، روسما منصور، ورئيس لجنة مكافحة الفساد السابق، ذو الكفل أحمد.
أوراق التحقيق
وفي تسجيل يرجع تاريخه إلى 5 يناير 2016، قال ذو الكفل أحمد، المدعي العام في ذلك الوقت، لنجيب إنه قلق من أن أوراق تحقيقات وان.إم.دي.بي أصبحت معروفة بالنسبة لـ20 شخصاً. وسأله: «كيف يمكننا التستر على ذلك؟». وقال ذو الكفل لنجيب أيضاً إن بإمكانه هو والمدعي العام السابق، أبندي علي، التعامل مع الأمر من الناحية القانونية. وعُيّن ذو الكفل رئيساً لهيئة مكافحة الفساد للمفوضين في أغسطس من نفس العام.
في 26 يناير من ذلك العام، عقد أبندي مؤتمراً صحفياً لتبرئة نجيب من كل الجرائم المنسوبة إليه.
خلال مناقشة نجيب مع ولي عهد أبوظبي في يوليو 2016، سعى نجيب للحصول على المساعدة من خلال التوقيع على اتفاقية قرض لتمويل إنتاج الفيلم الذي أنتجه صهره، رضا عزيز، The Wolf of Wall Street. وقال نجيب إن هذا الاتفاق سوف يجعل «حزمة التمويل تبدو شرعية، ولا تبدو غسيلاً للأموال».
كما قال رئيس الوزراء السابق إنه قلق من أن يصبح رضا كبش فداء. وأضاف نجيب في حديثه مع ولي عهد أبوظبي: «لا أريده أن يصبح ضحية لكونه لا يدرك مصدر الأموال».
في تسجيل آخر، تتحدث روسما مع نجيب بخصوص الانسحاب من إجراءات التحكيم بين شركة وان.إم.دي.بي الماليزية وشركة الاستثمارات البترولية الدولية IPIC. وناقشا إمكانية دعوة ممثلين عن الشركة من الإمارات لتسوية الأمر بدون تحكيم، وفق ترجمة "عربي بوست".
يشار أن يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن هو المتورط الحقيقي في اختلاس 4 مليارات دولار في هذه القضية التي وصفت بأنها أكبر عملية احتيال عبر التاريخ.