أحدث الأخبار
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد
  • 06:07 . اليمن.. قوات موالية لأبوظبي تسيطر على عاصمة وادي حضرموت ووفد سعودي يصل لاحتواء التوتر... المزيد
  • 11:58 . مفتي عُمان: العدوان على غزة يتصاعد رغم الاتفاق وندعو لتحرك دولي عاجل... المزيد
  • 11:49 . ترامب يجمّد الهجرة والتجنيس لمواطني أربع دول عربية... المزيد
  • 11:37 . السعودية تقر موازنة 2026 بعجز يتجاوز 44 مليار دولار... المزيد
  • 11:18 . الأمم المتحدة تصوت لصالح إنهاء احتلال فلسطين والجولان... المزيد

كاتم الصوت

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 09-01-2020

قد يتبادر إلى الأذهان أنني أتحدث هنا عن مسدس كاتم الصوت، لكنني أعني كاتم الصوت الموجود في جهاز التحكم عن بُعد، المعروف بين الناس بـ «الريموت كونترول»، وفي اللغة العربية بـ «الحاكوم».
هل جرّبت يوماً أن تستخدم خاصية كتم الصوت، وأن تتأمل البرامج الحوارية بالصورة فقط دون صوت، هذه التجربة مفيدة، مُلهمة، ومضحكة، يومياً يُعرض العديد من البرامج الحوارية السياسية على الشاشات العربية التي تستضيف غالباً الشخصيات نفسها، سواء السياسيين أم المحللين، حتى بات مشهد الإعلام العربي منفصلاً عن قضايا المجتمع والمواطن، ناقل فقط لما يتحدث به أصحاب القرار في الشؤون السياسية، ومن يدور في فلكهم من رجال الدين والمحللين الذين أصبحوا كالحاشية.
كوبٌ من اليانسون ليلاً، و»كتم الصوت»، والتأمل في وجه هذه الشخصيات، ولغة جسدهم، كفيلة بأن تعطينا مؤشراً حقيقياً على حقيقة هذه الوجوه، وتمنحنا السيطرة لإسكات شخصيات مهمة، وذلك بالضغط على «زرّ واحد»، وكتم أصواتهم.
هذه التجربة ولمدة نصف ساعة فقط، تجعلنا ندرك كمية اللغو، والكلام الذي لا قيمة له، الذي يتبادله هؤلاء.
إذا كتمت الصوت، زادت قدرة العينين على الإبصار، والتأمل، والتمعن، والتفكّر في وجوه مختلفة، مكفهرة، حائرة، ومتوترة، وأحياناً ترفع يديها وأصابعها بوجه بعضها البعض، وتحكّ أنفها كذباً مرة واثنتين وثلاثاً، ومنهم من ترى في عينيه كمّ الخوف من الشعوب، بينما في حديثه نبرة صوت واثقة، ولم تكن لتلحظ خوفه إذا التهيتَ بسماع ما يقول من عنتريات.
لا يقتصر اللغو فقط على الأغاني التي نخرنا البعض بحرامها وحلالها، بل أيضاً اللغو في السياسة وشؤون أخرى بكلام لا قيمة له ولا معنى، بحيث إنه إلى الآن لم تمنح أغلب البرامج الحوارية الفرد العربي حقّه في توفير منصة له على حساب السلطات وفي كلّ الدول، فإذا مُنح المواطن خمس دقائق، يُمنح السياسي خمس ساعات للحديث والتصريح والتراشق والتبرير، فعلياً دون جدوى، لم تنجح معظم هذه البرامج في إحداث التأثير المطلوب لبناء المجتمعات، أو دعمها أقلّه من أجل الصمود.
والدليل، ارتفاع نسبة التطرف والتحيز والتعصب الطائفي والمذهبي والعنصري، ولغة التخوين، وما إلى ذلك من مظاهر سلبية إلى حدّ إصابة أغلب الشباب العربي بحالات من الهلع والقلق والارتياب والاضطراب الذهني، وحشو العقل الباطن بكمّ هائل من المفردات والكلام الذي لا جدوى منه.
استخدام زرّ «كاتم الصوت» هو الحلّ لمن لا يملك المال والوقت الكافي أو لم تتوفر له الظروف البيئية والطبيعية للعودة إلى الطبيعة، وتطهير الأفكار من الحشو واللغو، واستبدالها بأصوات الطبيعة، ربما للتخلص من سموم الكلام الذي يتسلل إلى قلبك وعقلك ويجعلك في حالة توتر دائمة.
جرّب كتم أصواتهم.. ستُدرك أن أغلبهم مهرجون مزعجون يؤدون فقراتهم كلّ حسب راتبه.