اختارت إندونيسيا ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لرئاسة لجنةٍ من المقرر أن تُشرِف على بناء عاصمة إندونيسية جديدة، لتخفيف العبء عن العاصمة الإندونيسية جاكرتا المكتظة والمختنقة والمعرضة للغرق.
كذلك سينضم ماسايوشي سون، مؤسِّس مجموعة سوفت بنك ورئيسها التنفيذي، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إلى اللجنة التوجيهية، وفقاً لما ذكرته وزارة تنسيق الشؤون البحرية والاستثمار في إندونيسيا.
جاكرتا العاصمة تغرق
وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية نقلت عن الوزارة الإندونيسية قولها: إن «اللجنة ستقدم المشورة للحكومة بشأن بناء العاصمة الجديدة، بتكلفة 34 مليار دولار، وستزيد الثقة لدى المستثمرين المحتملين».
من المقرر أن تبدأ إندونيسيا بناء العاصمة الجديدة في جزيرة بورنيو في وقتٍ لاحق من العام الجاري 2020.
كانت الأمم المتحدة قد حذّرت من أن تبعات التغير المناخي، ستجعل جاكرتا أسرع المدن غرقاً في العالم، خاصة وأنها تهبط بسرعة كبيرة جداً في بحر جاوة، بسبب التغير المناخي أو استخراج المياه الجوفية، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
أما صحيفة The Guardian البريطانية فذكرت أن بعض الأحياء في العاصمة الإندونيسية تغرق من 10 إلى 20 سم في السنة.
2560 كيلومتراً مساحة العاصمة الجديدة
كان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، قد أبدى في الأسبوع الماضي اهتمامه ببناء مدينة ذكية خضراء، لينضم بذلك إلى قائمةٍ طويلة من المستثمرين العالميين الراغبين في المشاركة بمشروع نقل العاصمة.
يعتمد جوكو على شركاتٍ خاصة وحكومية لتحمُّل حوالي 80% من تكلفة بناء العاصمة، وقد قالت وزارة تنسيق الشؤون البحرية والاستثمار في إندونيسيا إنَّ محمد بن زايد قَبِل عرض جوكو بإدارة اللجنة في اجتماع أجري في أبوظبي قبل أيام، وشهد إبرام صفقات استثمار بقيمة 22.8 مليار دولار بين شركاتٍ إماراتية وأخرى إندونيسية.
أما لوهوت باندجيتان وزير تنسيق الشؤون البحرية والاستثمار في إندونيسيا، فقال في بيان إنَّ الرئيس «جوكو ناقش كذلك خططاً لإنشاء صندوق ثروة سيادي مع محمد بن زايد وماسايوشي سون»، مضيفاً أنَّ اللمسات الأخيرة لتفاصيل هذه الخطة ستوضَع في اجتماعٍ سيُعقَد في طوكيو في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري يناير 2020.
موقع أكثر أمناً
كان جوكوي قد قال في وقت سابق إن الموقع الجديد للعاصمة الإندونيسية، اختير أولاً «لأنه ليس معرضاً كثيراً للكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات، والهزات الأرضية، وموجات تسونامي، وثوران البراكين»، علماً بأن جزءاً كبيراً من الأرخبيل الإندونيسي يقع على حزام نار المحيط الهادئ.
سيبدأ نقل السلطات الإندونيسية للعاصمة على مراحل بدءاً من عام 2024، على أن تضم المدينة الجديدة في النهاية عدداً يتراوح بين 6 و7 ملايين نسمة.
يُذكر أن فكرة نقل العاصمة جاكرتا إلى مكان آخر قد طرحت أيام الاستعمار الهولندي، ثم طرحها سوكارنو أول رئيس لإندونيسيا عام 1957، لكن الأوضاع الاقتصادية والسياسية أجلت تنفيذ الفكرة.