ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المخرج الحائز على جائزة "أوسكار" برايان فوغل سيكشف، عن فيلم وثائقي بعنوان "المعارض"، يحكي قصة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي في مهرجان "صندانس" للأفلام.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن الفيلم يتسم بالتوثيق والدراما لأحد أكثر الأحداث إثارة للصدمة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة بالعصر الحالي، ومن المتوقع أن يسلط الضوء على العلاقات الأمريكية السعودية.
ونقلت الصحيفة عن المحققة الأممية لحالات القتل خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامارد، قولها: "إنه أقوى بكثير من أي تقرير أستطيع أن أكتبه.."، مضيفة: "لا أعتقد أن محاكمة الرأي العام هي نفس الإجراءات القضائية، لكنها شكل من أشكال المساءلة".
مخرج الفيلم، برايان فوغل، قال للصحيفة أيضاً: "هذه قصة لها نظام قمعي بعيد، لديها صحفي مقتول، لديها خطيبة تنتظر الحب، قصة فيها تواطؤ أمريكي، إنها تثير الفضول".
وأشارت الصحيفة إلى أن فيلم "المعارض" يروي، إلى جانب البحث المعقد عن الحقيقة في 16 شهراً من مقتل خاشقجي، مجموعة من التفاصيل مع المحققين الأتراك الذي يروون كيف ارتكبت الجريمة وأُخفيت، كما يضم الفيلم مقابلات مع خطيبة الراحل خاشقجي "خديجة جنكيز".
ويحكي الفيلم قصة موازية لزميل لخاشقجي، وهو منشق ولاجئ في كيبيك الكندية، حيث يكشف الفيلم أنه تعرض لاستهداف مماثل من قبل السلطات السعودية، بحسب الصحيفة.
ويظهر في الفيلم عدد من شخصيات واشنطن بوست، مثل الكاتب ديفيد إغناتيوس، وكبير المراسلين شين هاريس والناشر فريد ريان، في الوقت الذي أكّد فيه المخرج فوغل أن الصحيفة "لم يكن لها دور مالي في الفيلم".
وفي قسم من "المعارض" يتحدث عن مهمة الشركات الأمريكية التي تواصل العمل مع المملكة العربية السعودية، والتي تبرز دور المصالح التجارية الغربية في تمكين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب الصحيفة.
ويأمل فوغل في عرض الفيلم بجميع أنحاء العالم، قائلاً: "ستشعر الشركات بالضغط لتتراجع عن العمل مع المملكة الغنية بالنفط"، مستدركاً: "لكن الضغط يمكن أن يحدث في الاتجاه الآخر؛ وهو ألا تتعامل الشركات مع الفيلم نفسه".
ويعتقد أن أبرز الشركات التي من الممكن أن تشتري الفيلم هي "نتفليكس"، مبيناً أنه يحب العمل معها مرة أخرى، لكن الشركة لها سمعة في الخضوع للسلطات السعودية فقد سحبت، العام الماضي، حلقة من "باتريوت أكشن" بعد ضغوط من المملكة.
وشكلت جريمة اغتيال جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر 2018، فضيحة عالمية مدوية بحق المملكة، مع وجود تقارير استخباراتية عالمية عن تورط محمد بن سلمان فيها.