قال جوناثان روغمان، مراسل القناة الرابعة البريطانية ومؤلف كتاب “جريمة في القنصلية” الذي فصل فيه جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، إن ولي العهد السعودي المتهم بالقرصنة على هاتف الملياردير الأمريكي جيف بيزوس استخدم واتساب للتواصل مع قادة العالم أيضا.
وقال: “في الوقت الذي شك فيه جيف بيزوس، أغنى رجل في العالم، بأن رسالة من الحاكم الفعلي للسعودية استخدمت لاختراق هاتفه، خاف الصحافي السعودي جمال خاشقجي أن يكون هاتفه النقال قد استخدم ضده في الأيام التي سبقت مقتله. ففي 2 تشرين الثاني (أكتوبر) 2018 عندما دخل القنصلية في إسطنبول، قام بترك هاتفيه في الخارج مع خطيبته. ولا تزال الشرطة التركية تحتفظ بالهاتفين ولم تسلمهما للسعوديين خشية من تعريض الأشخاص الذين كان يتصل بهم ومعظمهم من المعارضة للخطر”.
محمد بن سلمان يبدو جزءا من “رباعية واتساب” التي تضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، وجارد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي
وفي تسجيل أعدته المخابرات التركية يظهر أن قتلة الصحافي خاشقجي طلبوا منه بعد دخوله القنصلية بدقائق كتابة رسالة نصية لابنه ليخبره أنه في مأمن من الخطر. ورد الصحافي متحديا: “ماذا أقول؟ هل سأراك سريعا؟”، وقال: “لن أكتب أي شيء”، حيث رددها الكاتب الذي كان ينشر مقالاته في صحيفة يملكها بيزوس، مرتين. ورد أحد القتلة: “إذا لم تساعدنا فأنت تعرف ماذا سيحدث”.
وفي المشاجرة التي حدثت تم تخديره وخنقه بكيس بلاستيكي قبل تقطيع جثته بمنشار عظام. وفي اليوم الذي سبق قتله قابل خاشقجي صديقا في لندن ووصف ولي العهد محمد بن سلمان الذي يهزأ الإعلام الأمريكي به ويصفه بالسيد منشار قائلا إنه “حاكم الواتساب”. وقال إيفو دادلر، السفير الأمريكي السابق لحلف الناتو، إن محمد بن سلمان يبدو جزءا من “رباعية واتساب” التي تضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، وجارد كوشنر صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب.
ويعتقد أن بوريس جونسون تبادل الرسائل النصية عبر واتساب مع محمد بن سلمان. ويعتقد المعارض السعودي عمر عبد العزيز المقيم في كندا وصديق خاشقجي أن هاتفه قد اخترق عبر رسالة نصية تتعلق بطرد بريدي. وعبر خاشقجي عن غضبه من الأمير محمد في رسالة عبر واتساب إلى عمر عبد العزيز قبل شهر من وفاته: “يحب القوة والقمع وهو مثل الوحش فكلما أكل ضحايا زادت شهيته”.
وعندما سمع خاشقجي أن هاتف عبد العزيز قد اخترق كتب قائلا: “الله يساعدنا”. وتبادل محمد بن سلمان رقم هاتفه مع بيزوس في نيسان (إبريل) 2018 بعد عشاء في لوس أنجليس حضره مؤسس مايكروسوفت وتيم كوك من شركة أبل ومارك زوكربيغ من فيسبوك. وأقام الوفد السعودي في فندق فورزيزونس ببفيرلي هيلز حيث حجزوا 285 غرفة وأجنحة فاخرة. وكانت جولة الأمير التي استمرت ثلاثة أسابيع هي ذروة محاولاته لتقديم نفسه كرجل تقدمي يتطلع للإصلاح وتغيير السعودية.
وتساءل روغمان عما كان يريده الأمير من هجوم يمكن التعرف عليه والتعرف على أثره ضد ملياردير معروف. وتم اختراق هاتف بيزوس بعد تلقيه رسالة مرفقا بها فيديو من حساب شخصي يستخدمه محمد بن سلمان. وتبع ذلك تسريبات لصحيفة شعبية عن علاقاته العاطفية.
وقال إياد البغدادي، صديق خاشقجي والذي تعاون مع بيزوس للتحقيق في اختراق هاتفه: “بعد كل هذا، فقد كان تقطيع جثة صحافي عملا جنونيا وداخل قنصليتهم”. ويقول روغمان إن محمد بن سلمان ربما خاف من تدمير مقالات خاشقجي حملة العلاقات العامة التي قام بها في أمريكا. فهل كانت المقالات الشاجبة له هي القشة الأخيرة التي دفعت الرياض للتحرك ضد خاشقجي وبيزوس أيضا؟
ويقوم مكتب التحقيقات الفدرالي بالتحقيق في عملية القرصنة ولكن حب الأمير للهاتف ارتد عليه. فقد تنصتت وكالة الأمن القومي على هاتفه لسنوات مما قاد سي آي إيه لكي تستنتج بدرجة “متوسطة إلى عالية من الثقة” أنه هو الذي استهدف خاشقجي “وربما أمر بقتله”.