أحدث الأخبار
  • 07:42 . غارات إسرائيلية على مطار صنعاء وميناء الحديدة باليمن... المزيد
  • 06:57 . مجلس التعاون الخليجي يدعو لرفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:51 . "طيران الإمارات" تمدد إلغاء رحلات بيروت وبغداد... المزيد
  • 02:09 . "موانئ أبوظبي" تستكمل دمج أصول شركة "نواتوم"... المزيد
  • 01:23 . تقارير: زوجة الرئيس المخلوع بشار الأسد تعاني بشدة من سرطان الدم... المزيد
  • 12:38 . فرنسا: إنقاذ 107 مهاجرين خلال محاولتهم عبور المانش إلى بريطانيا... المزيد
  • 12:05 . حاكم الشارقة: أهل الخليج تربوا على الوحدة والترابط والأخُّوة الحقيقية... المزيد
  • 11:42 . الذهب يلمع وسط ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية... المزيد
  • 11:11 . البحرين تبدأ استقبال طلبات السوريين الراغبين بالعودة لبلادهم... المزيد
  • 10:56 . الكويت تعلن إجراءات جديدة لملف سحب الجنسية... المزيد
  • 10:50 . استشهاد خمسة صحفيين وغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بغزة... المزيد
  • 10:41 . أسعار النفط ترتفع قليلا بدعم من آمال التحفيز الصيني... المزيد
  • 10:38 . مقتل 14 من عناصر الداخلية السورية الجديدة على يد "فلول" النظام السابق... المزيد
  • 12:18 . البحرين يفوز على العراق ويتأهل لنصف نهائي كأس الخليج... المزيد
  • 12:17 . الإمارات وتركيا تؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لمنع اتساع الصراع في المنطقة... المزيد
  • 10:20 . السعودية تقلب تأخرها أمام اليمن إلى فوز مثير في "خليجي 26"... المزيد

ما هو دور أبوظبي وعلاقتها بصفقة القرن.. المقترح والتسويق والتمويل والتنفيذ؟!

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 03-02-2020

انخرطت أبوظبي في صفقة القرن مبكرا، وقبل أن يعتمدها ترامب عام 2016، وقبل أن يعلنها الأسبوع الماضي. بعد الربيع العربي، تعاطت أبوظبي مع القضية الفلسطينية (وليس الاحتلال) على أنها مهدد استراتيجي لها. فالانتفاضات الفلسطينية المتعاقبة ألهمت الثورات العربية وألهبتها. والتفاف الشعوب العربية حول فلسطين يمنحها مبررا ودفعا وطنيا وقوميا وعقائديا منقطع النظير. ما توصلت إليه أبوظبي، هو أنه لا بد من تصفية هذه القضية إذا ما أريد للثورات المضادة أن تنجح وحرمان الشعوب من عدالة القضية وشرعيتها، وفق ما يقول مراقبون. المراقبون، رصدوا دورا لأبوظبي في الصفقة بدءا من صياغة المقترحات إلى التنظير للصفقة والتبشير بها، إلى التسويق والتمويل ومحاولة فرضها على المنطقة برمتها. فهل ما ذهب إليه المراقبون دقيقا أم اتهامات لا أساس لها؟

  هل بنود الصفقة مقترحات أبوظبي بالفعل؟

بعد الربيع العربي أخذت دبلوماسية أبوظبي تطرح بإلحاح ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، بزعم أن "الإرهابيين" يستغلونها للتجنيد وتعميق الاستياء من الغرب. وبدل أن تقدم أبوظبي مقترحات تقوم على إنهاء الاحتلال ومنح الفلسطينيين حقوقهم، اختارت أن تطرح تصورا للحل شكل الأساس لصفقة القرن. وغني عن التأكيد أن المقصود بالإرها هنا، ليس داعش والقاعدة وإنما حركات المقاومة الفلسطينية وتيارات الإسلام الوسطي التي تمثل القلعة الأخيرة في حمل هذه القضية.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت في 2018 أن "ترامب" وصهره "جاريد كوشنر" اعتمدا بشكل أساسي في صياغة بنود الصفقة على مقترحات قدمها محمد بن زايد، الذي قدم أول "رؤية للتسوية" من الخارج للقضية الفلسطينية، بحسب الصحيفة.

 

وما بين طرح المقترحات وتبنيها وإعلانها بشكل رسمي مؤخرا، شهد التطبيع بين أبوظبي وإسرائل حدودا غير مسبوقة، دفعت "الإمارات 71" لتسليط الضوء عليها في تقرير مستقل للتحذير من دور أبوظبي.

لذلك، فإن ظهور يوسف العتيبة المعيب في مؤتمر الإعلان عن الصفقة يشكل رأس جبل الجليد، أما قاعه فقد بلغ قاع التنكر الوطني والقومي والإسلامي والإنساني للقضية الفلسطينية.

كيف سوف تمول أبوظبي الصفقة؟

في ذات الإعلان عن شق الصفقة السياسي، كشف ترامب أن هناك 50 مليار دولار  سوف تدفعها دول عربية لإنشاء مشاريع للفلسطينيين في حال وافقوا على الصفقة، إذ كان المعروض في تلك الليلة المشؤومة مزادا لبيع وطن عربي وشعب عربي عزيزين، وبيع أقدس المقدسات لدى المسلمين والمسيحيين، شارك فيه العتيبة بدم بارد.

وسبق في يونيو الماضي أن استضافت المنامة مؤتمرا تضمن الكشف عن الشق الاقتصادي للصفقة المخزية، شاركت فيه أبوظبي بزعم دعم الفلسطينيين مع أن القيادة الفلسطينية والفصائل والشعب الفلسطيني برمته طلب من الإمارات عدم المشاركة في ورشة المنامة.

كوشنر صهر ترامب

صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية كشفت العام الماضي، أن العاصمة المغربية الرباط، احتضنت اجتماعا بين "كوشنر"، المكلف بصفقة القرن، وبين محمد بن زايد، لوضع التفاصيل النهائية للشق الاقتصادي لصفقة القرن. ونقلت الصحيفة عن مصدرها: أن "الاجتماع كان إيجابيا للغاية، وأنه يدخل في إطار متابعة ورشة البحرين"، وتمويل الصفقة.

ولكن، أين دور أبوظبي في التنفيذ؟

بحسب عدة مصادر غربية وعربية، فإن أبوظبي تعتزم تنفيذ الصفقة من خلال محمد دحلان الذي يقال إنه يعمل مستشارا لمحمد بن زايد.

عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، يحيى رباح، اتهم أبوظبي في حديث مع موقع "الخليج أونلاين"، أن الإمارات تعد دحلان لتنفيذ الصفقة.

وكان موقع "لوبي لوغ" الأمريكي كشف، في سبتمبر 2019، أن دحلان هو من ستوكل له مهمة تنفيذ بنود "صفقة القرن"، بتوجيهات ودعم من ولي عهد أبوظبي، على حد قولها.

ونشر "لوبلوغ" مقالا للمحاضر في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة جيمس دوروسي، يتحدث فيه عن الدور الذي يمكن أن يقوم به محمد دحلان، في صفقة القرن.

وقال دوروسي: "المسؤول الأمني المثير للجدل، الذي اختفى في الظل لسنوات عدة في أبوظبي، قد يخرج الآن ليؤدي دورا في خطة ترامب".

 

كيف تسوق أبوظبي الصفقة وتُخذّل العرب؟

تسويق الصفقة بدأ مبكرا، بتصريحات وتغريدات ومقالات في صحف أبوظبي الرسمية. ففي أبريل 2019 وبعد أن أعلن ترامب عن سيادة إسرائيل على الجولان واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال قرقاش لصحيفة "ذا ناشيونال" الرسمية الناطقة باللغة الإنجليزية والصادرة في أبوظبي: إن مقاطعة إسرائيل "كان خاطئا للغاية". وأضاف: "يتطلب التحول الاستراتيجي منا فعليا تحقيق تقدم على صعيد السلام"، على حد زعمه.

وإلى جانب التصريحات أعلاه، فقد دفعت أبوظبي بأحد كُتاب المقالات في صحيفة الاتحاد ليمهد إعلاميا لعدم إعادة إسرائيل الجولان والضفة، مختبئا خلف كتاب للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، عندما نقل الكاتب محمد الباهلي في ختام مقاله قول نيكسون: " التزامنا في الولايات المتحدة نحو إسرائيل عميق جداً، فنحن لسنا مجرد حلفاء، ولكننا مرتبطون ببعضنا بعضاً بأكثر مما تعنيه أوراق المعاهدات والالتزامات.. نحن مرتبطون معهم ارتباطاً أخلاقياً، وإسرائيل بالنسبة لنا مكسب استراتيجي، وهي لا تستطيع أن تعيد للعرب الأراضي التي احتلتها في الضفة الغربية والجولان".

وفور إعلان الصفقة، أصدر يوسف العتيبة بيانا زعم فيه: "هذه الخطة تمثل مبادرة جدية"، و"تعرض نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات"، على حد قوله.

وما لبث أن أعاد عبدالله بن زايد، وزير الخارجية، نشر مقال على صفحته الرسمية في تويتر، يتضمن انتقادات للفلسطينيين كونهم سوف "يخسرون" إذا رفضوا الصفقة، وهو ما جلب ردود فعل ساخطة عليه من جانب نشطاء العرب والخليج.

ومن جهته، الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، فقد زعم أن وضع الضفة الغربية إذا قبل الفلسطينيون بالصفقة سيكون مثل وضع "هونغ كونغ" في علاقتها مع الصين، وأنه "إذا لم تقبل السلطة الصفقة، فسيصدر العدو الإسرائيلي تشريعا بضمها كليا ونهائيا"، فـ"عنتريات عريقات لن تفيد القضية. هذا ما تبقى من فلسطين"، على حد قوله.

ولم تكتف أبوظبي بتسويق الصفقة، وإنما أخذت تخذل العرب وتنشر الإحباط واليأس، كما يقول ناشطون. فقبيل اجتماعين للجامعة العربية ولمنظمة المؤتمر الإسلامي بشأن الصفقة، دعا أنور قرقاش، إلى تبني ما وصفه "موقف واقعي واستراتيجية إيجابية" بشأن الصفقة.

وشدد قرقاش، على أنه "تبقى السياسة فن الممكن"، لتبرير القبول بالصفقة. المراقبون، أكدوا أن "الممكن" عندما يطرحه أمثال قرقاش، فإنهم يقصدون الضعف والعجز وليس القدرة والاستطاعة، مع أنه لا العرب ولا أبوظبي عاجزين أو ضعفاء.

واستدل المراقبون على ذلك، بأنه في اليوم الذي تحدث فيه قرقاش عن "الممكن" في القضية الفلسطينية، كان "الممكن" في ليبيا، ما أكده موقع Intelligence Online الاستخباراتي الفرنسي من أن أبوظبي أمدت خليفة حفتر بالسلاح خلال الأسبوعين الماضيين، وأن الكمية المُرسلة له من أبوظبي تعادل حجم ما زوّدته به خلال العام الماضي. فشتان بين "ممكن" وممكن" يستنكر مراقبون.

ولكن، مهلا، فأبوظبي تريد مساعدة الفلسطينيين، وهل الموقف السياسي جريمة؟

بطبيعة الحال، النشاط السياسي ليس جريمة من حيث المبدأ، ووجهات النظر محتملة في السياسة، ولكن يؤكد مراقبون أن قضية مثل القضية الفلسطينية لا تحتمل الاجتهاد ولا المتاجرة، خاصة إذا كان موقفك هو الشاذ وسط إجماع فلسطيني وعربي وإسلامي على رفض الصفقة.

الرئيس الفلسطيني انتزع نصرا دبلوماسيا كبيرا من الجامعة العربية عندما قررت أن الصفقة غير مناسبة. وكذلك، رفض القادة الفلسطينيون الصفقة تماما. واعتبرت قيادات حركة حماس، مثل، خالد مشعل أن مواقف المؤيدين للصفقة "غير مشرفة"، أما محمود الزهار فوصف الدول المؤيدة بـ"الصهيونية العربية".

الرئيس التونسي قيس سعيد وصف خطة ترامب بأنها "مظلمة القرن". رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم قال: "حجر الزاوية في أي حديث عن السلام في الشرق الأوسط يجب أن يستند أولا وآخرا إلى حقوق الفلسطينيين كاملة غير منقوصة وإنهاء الاحتلال، وعدا ذلك سيكون الحديث أقرب إلى العبث وإضاعة الوقت".

أردوغان وصف الخطة، بأنها "مشروع احتلال". وتابع: "القدس بالنسبة لنا خط أحمر، وأي يد ستمتد على المسجد الأقصى سنكسرها"، وأضاف بحزم: "الأيادي الخائنة العربية التي صفقت لخطة ترمب ستحاسب،.. وبعض الدول العربية قبلتها وهذه خيانة".

افتتاحية صحيفة "الغارديان"، أكدت أن الخطة "خطة احتيال وليست صفقة".

فإذا كان هناك إجماع على مختلف المستويات برفض الصفقة، فلماذا تريد أبوظبي أن تكون ملكية أكثر من الملك. رئيس تحرير وكالة "معا" الفلسطينية ناصر اللحام، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني المؤيد للتسوية مع إسرائيل، خاطب الزعماء العرب قائلا: "أي حاكم عربي يريد الانبطاح لترامب وصهره، أو ينافق نتانياهو وزبانيته.. يمكن له أن يتبرع بقصره هو،  لا أن يتبرع بعاصمة فلسطين للصهاينة والأمريكان. وهذا الكلام يشمل جميع الزعماء العرب بلا إستثناء أو تفضيل. من يريد مجاملة ترامب ونتانياهو فليتبرع بمنزله وثرواته في البنوك للصهاينة"، على حد تعبيره! فهل نترك الفلسطينيين وشأنهم إذا لم يكن من "الممكن" أن نساعدهم؟!