اعتبر الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون الخليجي عبد الله بشارة، أن المجلس يمر بوعكة سياسية كبيرة في ظل الأزمة الخليجية.
وقال بشارة خلال محاضرة له في مركز الدراسات الخليجية بالجامعة الأمريكية في الكويت، إن الأمل الوحيد لتجاوز الوعكة التي يمر بها مجلس التعاون "هو الدبلوماسية الكويتية المقبولة والمؤثرة على الجميع، والتي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح".
وأوضح بشارة أن "أي مساعٍ خارجية لحل الأزمة الخليجية لن تنجح، لكونها لن تكون قادرة على تشخيص أسباب الأزمة"، مشيراً إلى أن "النظرة الغربية لدول الخليج أنها مصدر للسيولة فقط".
وشدد بشارة على ضرورة رأب الصدع الخليجي في أسرع وقت، في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، مشيراً إلى أن الشعوب الخليجية ترغب بالتوحد، ومتمسكة بقوة بهذه المنظومة.
موضحاً أن قرار قادة الخليج في تأسيس مجلس التعاون جاء "استلهاماً لمنطق التاريخ، بضرورة مواجهة المخاطر بموقف خليجي جماعي يحد من تهديداتها، ويعالجها بالحكمة الخليجية المتوارثة في الاتزان والتعقل وتكثيف التشاور، تحصيناً لسلامة المنطقة".
وبعد أكثر من سنتين على اندلاع الأزمة الخليجية، حملت القمة الخليجية الأربعون التي عقدت في الرياض مؤخراً أجواء تصالحية جددت الحديث عن حل الأزمة، إلا أنها تعقدت مؤخراً.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت، في الخامس من يونيو 2017، علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر، وأغلقت المنافذ البحرية والجوية والبرية معها، متهمةً الدوحة بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول، وهو ما نفته قطر بشدة، متهمةً دول الحصار بالسعي لتقويض سيادة البلاد والتأثير على قرارها الوطني.
وقادت الكويت وساطة سياسية للتوصل إلى حل عبر الحوار بين قطر ودول الحصار، حيث أكّدت الدوحة عدم تنازلها عن أي من مبادئ سيادتها داعية إلى الحوار كشرط أساس للتفاوض على إنهاء الأزمة، وسط تعنت محاصريها وفرضهم شروطاً للحوار.
كما نفى الأمين العام الأسبق أن يكون للدول الغربية دور في الانقسام الحالي بين دول المجلس، مؤكداً أنها تريد أن يكون مجلس التعاون قوياً وموحداً ومؤثراً، لكونه عاملاً أساسياً لاستقرار المنطقة، وتفكُّكُه يضعفها".
وأشار إلى أن النظرة الغربية لدول الخليج هي أنها مصدر للسيولة فقط، لكونها لا تعتمد إلا على مصدر دخل واحد وهو النفط، والمشاريع العملاقة الموجودة في خطة الكويت 2035، ومنها إنشاء مشاريع تطوير الجزر الكويتية، ستشكل مصادر دخل جديدة للبلاد.