قال سفير المملكة المتحدة في الدوحة، أجاي شارما، إنه جار العمل حاليا على توقيع مذكرة تفاهم بين قطر وبريطانيا تتعلق بكأس العالم لكرة القدم 2022، موضحا أنها سوف تساهم في تشكيل إطار لتعاون بريطاني قطري فيما يتعلق بهذه البطولة في مختلف المجالات مثل التعاون الأمني والتجاري والدفاعي.

وقال السفير البريطاني في مؤتمر صحافي إنه يمكن لهذه الاتفاقية أن تشكل إطار عمل للحكومة والقطاع الخاص البريطاني حول أفضل السبل للتعاون مع قطر نحو تنظيم بطولة كأس عالم ناجحة وآمنة. وأضاف أن أولوية العلاقات لبريطانيا حاليا هي دعم قطر في مجال كأس العالم وتحقيق الاستقرار في المنطقة خاصة بعد التطورات الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة.

يمكن لهذه الاتفاقية أن تشكل إطار عمل للحكومة والقطاع الخاص البريطاني حول أفضل السبل للتعاون مع قطر نحو تنظيم بطولة كأس عالم ناجحة وآمنة

وحدد شارما ثلاثة مجالات ساهمت في تطوير العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، وأولها استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، موضحا أن بلاده تعمل مع قطر لتنظيم بطولة كأس عالم ناجحة وآمنة، وأن التعاون لا يقتصر على مشاركة الخبرات بل هناك مجالات أخرى تشمل مشاريع التنمية التي تدعم بطولة كأس العالم مثل تصميم الملاعب وتشييد الطرق وتوسعات مطار حمد الدولي، وأضاف: “كما نتعاون مع قطر في مجال العمال، من أجل ضمان سير أعمال الإنشاءات بالشكل الصحيح”.

قطر تعاملت بشكل جيد مع تحديات الحصار

وأكد السفير البريطاني حرص بلاده على التعاون المشترك لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، قائلا إن “زيارة الشيخ عبد الله بن ناصر آل خليفة رئيس الوزراء السابق إلى بريطانيا في مارس 2017 شهدت توقيع اتفاقية بين البلدين تتعلق بتنويع الاقتصاد وتطوير القدرات البشرية وتعزيز الابتكار في المجتمع، وشهدت الفترة السابقة نموا كبيرا في العلاقات بين البلدين في هذا المجال”. كما نوه بأن “المملكة المتحدة عملت على مساعدة قطر خلال الأزمة الخليجية في مجالات مختلفة من بينها تحقيق الأمن الغذائي ومجالا التعليم والرعاية الصحية، بالإضافة للتعاون في القطاع الخاص تحت مظلة رؤية قطر 2030”.

وأضاف قائلا: “لقد أتيحت لي الفرصة لرؤية قطر قبل وبعد الحصار، فقد تعاملت قطر بشكل جيد مع التحديات التي واجهتها في الأزمة الخليجية على مختلف المستويات مثل المجال الاقتصادي، ورأينا كيف سار الاقتصاد القطري بشكل جيد والتطور الكبير في مجال الإنشاءات والبنى التحتية والتوسع في مطار حمد وتأسيس شركات مثل شركة بلدنا لإنتاج الألبان التي ساهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي ووصلت لمرحلة التصدير للخارج. وعلى الصعيد السياسي رأينا قطر تبني علاقات قوية مع العالم الخارجي وأصبحت أكثر نشاطا وطورت علاقات جديدة مع دول جديدة، وعلى المستوى الاجتماعي رأيت تطورا اجتماعيا ساهم في نهضة وتطور البلد”.

الدوحة أوفت بنحو 95٪ من التزاماتها

من جانب آخر، أكد السفير البريطاني، الذي سيغادر الدوحة قريبا، على أهمية العلاقات الاقتصادية بين قطر والمملكة المتحدة. وقال إن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 6.7 مليارات جنيه إسترليني بنهاية الربع الثالث من العام الماضي، في مجال السلع والخدمات، مما يعكس التطور الكبير في علاقات البلدين خلال الفترة الماضية، منها حوالي 4.3 مليارات جنيه إسترليني صادرات بريطانية لقطر وحوالي 2.4 مليار جنيه إسترليني صادرات قطرية لبريطانيا، ويشكل الغاز الذي تستورده بريطانيا من قطر حوالي 15-20% من حاجتها، وبلغ عدد الشركات البريطانية حوالي 600 شركة بالسوق القطري.

تعاملت قطر بشكل جيد مع التحديات التي واجهتها في الأزمة الخليجية على مختلف المستويات مثل المجال الاقتصادي

هذا بالإضافة لاستمرار نمو الاستثمارات القطرية في بريطانيا التي وصلت إلى حوالي 40 مليار جنيه إسترليني. وتعد بريطانيا بهذه الاستثمارات أحد أفضل الوجهات للاستثمارات القطرية بالخارج، التي تتنوع في مجالات مختلفة.

وقال السفير البريطاني إن قطر أوفت بنحو 95٪ من التزامها الذي تعهدت به في 2017 بضخ 5 مليارات جنيه إسترليني كاستثمارات في الاقتصاد البريطاني خلال خمس سنوات، وقد نفذت قطر في ثلاث سنوات فقط استثمارات بحوالي 95٪ من هذا الالتزام، ما يعكس قوة العلاقات بين البلدين والتزام قطر بوعودها.

شراء 24 طائرة تايفون

كما ثمن السفير البريطاني تطور العلاقات الدفاعية بين البلدين، موضحا أن هذه العلاقات أصبحت أقوى وهناك تعاون بين القوات الجوية في البلدين، كما قامت قطر بتوقيع اتفاقية لشراء 24 طائرة تايفون، والتي من شأنها أن تلعب دورا مهما في العلاقات القطرية البريطانية خلال السنوات الثلاثين المقبلة. وأشار إلى أن قطر هي أول دولة تشارك معها المملكة المتحدة بسرب جوي مشترك سيكون داعما لتأمين بطولة كأس العالم وهذا مثال جيد لتطور وقوة العلاقات بين البلدين.

وعن التعاون السياحي بين البلدين قال السفير شارما إن هناك حوالي 100 ألف زائر من قطر إلى بريطانيا العام الماضي، ويظهر ذلك مدى قوة التقارب بين شعبي البلدين، وهناك حوالي 25 ألف بريطاني يعيشون في قطر، وكثير من البريطانيين زاروا قطر خلال الفترة الماضية وبشكل خاص في الأحداث الرياضية مثل بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها الدوحة أواخر العام الماضي.

علاقات أقوى بعد البريكسيت

وشدد السفير على استمرار العلاقات بين قطر والمملكة المتحدة بشكل أقوى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف بـ”بريكست”، قائلا إن “بريطانيا التي تغادر الاتحاد الأوروبي تواصل علاقاتها مع قطر بشكل أقوى ونجد العديد من الفرص للعمل سويا”.

وتابع: “ستكون أولوية المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هي تحسين العلاقات التجارية في جميع أنحاء العالم، ويتضمن ذلك اتفاقيات التجارة الحرة، مع الولايات المتحدة على سبيل المثال. ونريد أيضا تحسين علاقتنا التجارية مع قطر، وهو ما سيتم تشكيله وتحديده بالضبط في الأشهر المقبلة. كما نسعى للعمل سويا مع قطر لاستكشاف الفرص في الدول الأخرى، وهناك فرصة للعمل سويا في دولة ثالثة من إفريقيا”.

وقال إن “بريطانيا تريد أن ترى حلا للأزمة الخليجية وتدعم الاستقرار في المنطقة، ونحاول مع أصدقائنا في الكويت وأمريكا لحل هذه الأزمة”.