أحدث الأخبار
  • 07:14 . بعد واقعة الطرد أمام الكويت.. اتحاد الإمارات يُعبر عن استيائه الشديد من أخطاء التحكيم... المزيد
  • 06:59 . إعلام يمني: أبوظبي تعرقل جهود الكويت في تطوير ميناء سقطرى... المزيد
  • 06:39 . الجزائرية "ياسمين بلقايد" تفوز بجائزة "نوابغ العرب 2024" عن فئة الطب... المزيد
  • 06:14 . رئيس الدولة ووزير خارجية تركيا يبحثان الأوضاع في تركيا... المزيد
  • 01:05 . 21 قتيلا بأعمال عنف في موزمبيق عقب نتيجة الانتخابات... المزيد
  • 12:29 . تحطم طائرة ركاب أذربيجانية في كازاخستان... المزيد
  • 12:23 . "تنفيذي الشارقة" يطلع على الخدمات العلاجية لكبار المواطنين... المزيد
  • 12:00 . "جي إف إتش": محادثات الاستحواذ على محافظ "الإثمار القابضة" لا تزال مستمرة... المزيد
  • 10:48 . اكتتابات جديدة بقيمة ستة مليارات دولار في شركة “اكس ايه آي” للذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 10:47 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ من اليمن... المزيد
  • 10:02 . وزير خارجية تركيا يجري زيارة إلى أبوظبي... المزيد
  • 09:09 . وزير خارجية سوريا الجديد يحذر إيران من "بثّ الفوضى" في بلاده... المزيد
  • 08:57 . منتخبنا الوطني يخسر أمام الكويت في بطولة كأس الخليج... المزيد
  • 08:49 . عُمان تفوز على قطر بثنائية في بطولة كأس الخليج... المزيد
  • 08:42 . "مبادلة" تستحوذ على شركتي أدوية بنسبة 80 %... المزيد
  • 08:40 . قطر تدعو لسرعة رفع العقوبات عن سوريا... المزيد

دمار وأشلاء ودماء وبقايا أرض وشعب.. حصاد 5 سنوات من حرب أبوظبي في اليمن!

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 11-02-2020

 

في إعلان هو الثاني من نوعه، ولكن هذه المرة يختلف بتنظيم الاحتفالات داخل الدولة، أبوظبي تقول إنها سحبت قواتها من اليمن. وبغض النظر عن جميع التفسيرات أو مدى الثقة بهذا الإعلان، إلا أن ما يهم الإماراتيون اليوم، هو الوقوف على حصاد 5 سنوات من الحرب المدمرة والدموية في هذا البلد. فبعد هذه الحرب التي تركت أثارا عسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة على الشعب الإماراتي، بات من حقهم الوقوف على مدى تناسب التضحيات التي قدمها الإماراتيون مع ما حققته أبوظبي في هذه الحرب التي وصفتها الأمم المتحدة أكثر من مرة أنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

أبوظبي تلقي خطاب الانسحاب، فهل كان خطابا للنصر أم الهزيمة؟

أمام حكام دولة الإمارات وأولياء العهود وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، استعرض عيسى سيف بن عبلان المزروعي، نائب رئيس الأركان المسلحة، ما وصفه بإنجاز "التحرير والتأمين والتمكين".

المزروعي الذي استهل كلمته بأخطاء في تلاوة آية قرآنية، قال: إن عدد شهداء الإمارات في اليمن بلغ 108. وأضاف: شاركت القوات المسلحة البرية وحرس الرئاسة والعمليات الخاصة بجميع وحداتها، بأكثر من 15 ألف جندي في 15 قوة واجب في مختلف مدن ومحافظات اليمن.
وبلغ عدد الطلعات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة بجميع أنواع طائراتها، أكثر من 130 ألف طلعة جوية وأكثر من نصف مليون ساعة طيران على أرض العمليات.

أما القوات البحرية فقد شاركت وحدها في ثلاث قوات واجب بحرية، بأكثر من 50 قطعة بحرية مختلفة وأكثر من 3 آلاف بحَّارٍ مقاتل. وفي مجالِ الإمداد، نقلت القوات المسلحة ملايينِ الأطنان من الأسلحة والذخائر والمعدات.

المزروعي لم يكتف بالسرد الكمي، وإنما كشف لأول مرة بصورة رسمية عمن وصفهم "الأعداء الذين حاربتهم أبوظبي في اليمن. وهم: الحوثيون، والإخوان المسلمون، والقاعدة.
وقال بكل "تبجح": "وليعلمِ الجميع وأقولها هنا للتاريخ، بأننا كنا نقاتل ثلاثة أعداء في آنٍ واحد".

المزروعي مع مجرم الحرب الليبي حفتر

وكشف المزروعي أيضا عن تجنيد وتدريب وتجهيز أكثر من 200 ألف جندي يمني في المناطقِ "المحررة". وزعم أن أبوظبي حررت ما نسبته 85% من نحو 90% من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وأنه لولا اتفاق استوكهولم لحررت أبوظبي ميناء الحديدة. وختم قائلا:" قدمنا التضحيات للدفاع عن الإسلام والعروبة في اليمنِ".

يؤكد مراقبون يمنيون وخليجيون، أن المزروعي تنكر بصورة ملحوظة لدور السعودية في اليمن وكأنه لم يكن أحد يحارب هناك سوى أبوظبي، حين نسب الإنجازات كلها للأخيرة. والترسانة العسكرية التي أعلن عنها المزروعي، والعمليات العسكرية، أكثر من كافية لتحرير اليمن كلها بما فيها أهم جزء، وهو العاصمة "صنعاء".

المزروي لم يفوت أن تدخل أبوظبي جاء بعد احتلال عدن، ولم يتطرق إلى صنعاء مطلقا. وبما أنه أكد أن أبوظبي هي التي حررت عدن، فإنه بذلك يعلن اكتمال المهمة و"النصر"، وذلك بإتمام "التحرير والتأمين والتمكين".

عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانقلابي

لقد تجاهل المزروعي، أن أبوظبي تجاوزت المهمة التي طلبتها حكومة هادي من دول التحالف وهي محاربة الحوثيين واستعادة الشرعية. ولكن أبوظبي لم تقاتل الحوثيين إلا قليلا، وركزت مشاركتها في "التأمين والتمكين"، ولم تحرر سوى أراض محدودة من الحوثيين أو القاعدة وبمساعدة أمريكية في كثير من الأحيان، وضمن تسويات مع القاعدة كما تكشف التقارير العسكرية الأمريكة الرسمية، من أن أبوظبي استقطبت القاعدة لمقاتلة العدو الرئيس: الإخوان المسلمين، باعتراف المزروعي.

يخلص مراقبون، بالنظر إلى أهداف أبوظبي بمحاربة الإخوان، وتمكين المليشيات فإن خطاب المزروعي يعتبر خطاب "انتصار"، ولكن، بالنظر للأهداف الحقيقية للحرب، فإنها لم تنتصر مطلقا. فصنعاء وميناء الحديدة هما اليوم أهم ما في اليمن يسيطر عليهما الحوثيون ويهربون الأسلحة الفتاكة التي يهددون أبوظبي بها من هذا الميناء. وأبوظبي كانت تبرر على الدوام، أن حربها في اليمن لحماية أمنها، وأنه لا بد من العمل بطريقة استباقية لإحباط التهديدات. فإذا لا يزال الحوثيون يهددون بقصف أهداف في الإمارات، فهل أنجزت أبوظبي المهمة، وحققت انتصارا واضحا حاسما لا يختلف فيه اثنان؟!

بماذا حاربت أبوظبي الإخوان في اليمن، وكيف حاربتهم بالتأمين والتمكين؟

لم يذكر المزروعي بقعة واحدة حررتها أبوظبي في اليمن من الإخوان، فكيف حاربتها إذن؟ طوال سنوات الحرب، كانت أبوظبي تجتمع مع قيادات الإخوان (حزب الإصلاح) في الرياض وأبوظبي من جهة، وفي نفس الوقت تحاربهم في اليمن، وخاصة في عدن ومأرب وتعز من جهة ثانية.

بصورة محددة، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ومنظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، ووسائل إعلام غربية أن أبوظبي استأجرت مئات من المرتزقة بهدف اغتيال قادة الإصلاح (الإخوان) في اليمن.

وكان موقع "بزفيد نيوز" الأمريكي نشر تقريرا مطولا جدا، أكد فيه استعانة أبوظبي بمرتزقة أمريكيين لاغتيال قادة سياسيين في الشرق الأوسط. فقد كان هناك برنامج اغتيال مستهدف في اليمن. 

 

وأفاد قائد المرتزقة: "أنه قتل فقط الإرهابيين الذين حددتهم حكومة الإمارات. وزعم بأن بعض الأهداف قد تكون أشخاصًا فقط لا يروقون لمحمد بن زايد، على حد زعمه.

وبالفعل، تم اغتيال 200 إصلاحي في عدن طوال سنوات الحرب وكلها قيدت ضد مجهول، علما أن المسؤولية الأمنية في هذه المدينة تقع على عاتق الجهة المسيطرة وهي أبوظبي بحسب ما تعلن هي وتؤكد. وإلى جانب المرتزقة، أقامت أبوظبي مليشيات يمنية جنوبية انفصالية، وجهت لها النيابة في عدن أنها تقف خلف اغتيال نحو 30 إصلاحيا على يد نائب رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك، فضلا عن دعم كتائب "أبو العباس" المدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية والخليجية. وكذلك، التأكيدات من توظيف عناصر القاعدة لمحاربة الإخوان وقتل قياداتهم مقابل تزويد تنظيم القاعدة بالسلاح والمال. وهذه اتهامات موثقة أمريكيا وليست اتهامات الحكومة اليمنية أو غيرها من خصوم الإمارات.

وتزامنا مع انسحاب أبوظبي من اليمن، واستقبالها مئات الجنود الذين قيل إنهم عائدون من اليمن، اتهمت الحكومة اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أسسته أبوظبي بإفشال "اتفاق الرياض" الذي رعته السعودية لحل أزمة بين الحكومة وهذا المجلس الانتقلابي. هذا المجلس رفض تطبيق الاتفاق بعد أن "مكنت" أبوظبي له التحكم والسيطرة على العاصمة المؤقتة عدن. وعليه، يكون المزروعي دقيقا، بقوله إن أبوظبي أنجزت المهام "بالتأمين والتمكين"، من خلال 200 ألف من المليشيات غير الشرعية والمتمردة على الحكومة، وبالمجلس الانتقالي.

صورة تعبيرية للاغتيالات في عدن

بكلمة أخرى، قد تكون أبوظبي حررت عدن من الحوثيين، ولكنها استبدلت الاحتلال الحوثي باحتلال مليشيات محلية متمردة على الشرعية، مثلها مثل الحوثيين تماما. وكانت الأمم المتحدة اكدت أنه بات من العسير إعادة توحيد اليمن، وأهم الأسباب الرئيسية كان تشكيل هذه المليشيات وتشكيل المجلس الانتقالي الذين تقف أبوظبي خلفهما.

ما هي الانتهاكات التي ارتكبتها أبوظبي في اليمن، وبماذا صنفت الأمم المتحدة كبار قادة أبوظبي؟

المنظمات الحقوقية الدولية، كشفت أن أبوظبي تقيم نحو 18 سجنا سريا في اليمن، في مناطق سيطرتها، يمارس فيها التعذيب والاغتصاب والحرق بالنار والاخفاء القسري وامتهان الكرامة، خارج الأطر القانونية وخارج معرفة الحكومة الشرعية والقنوات القضائية.

وأشار تقرير للأمم المتّحدة، أن حوالي ثلثي ضحايا الحرب في اليمن سقطوا جراء غارات التحالف الإماراتي السعودي. وقال التقرير، إنّ الأطفال يشكلون ربع مجموع قتلى الحرب في اليمن، واصفا هذه الحرب بأنها بالكامل "كارثة من صنيعة الإنسان".

ومن جهتها، أعلنت الشبكة العالمية لملاحقة مجرمي الحرب، إدراج 10 أشخاص على قائمة مجرمي الحرب المطلوبين للمثول أمام العدالة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبوها في إطار الحرب الدائرة باليمن، بينهم 6 عسكريين كبار من الإمارات، وذلك لتورطهم في "التسبب عمداً بالمعاناة اللاإنسانية، والقتل خارج إطار القانون، والاحتجاز التعسفي، والإخفاء القسري، وأخذ الرهائن، وتعذيب المختطفين بما يشمل استخدام أساليب جنسية ونفسية، والصعق بالكهرباء".

وأضافت: "كما شملت الجرائم الموثقة الاستخدام غير المتوازن للقوة العسكرية، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وقصف وتدمير الممتلكات والأعيان المحمية بموجب اتفاقية جنيف والاستيلاء عليها، والنهب، وحرمان رعايا الطرف المعادي من الحقوق أو الدعاوى، وتجنيد الأطفال في الأعمال المسلحة".

وفي أغسطس 2018، وثق فريق الخبراء الأممين الإقليميّين والدوليّين المعني باليمن ارتكاب أطراف النزاع المسلّح  انتهاكات وجرائم حرب بموجب القانون الدولي. وقد لا يكون مفاجئا أن عيسى سيف بن عبلان المزروعي، هو أحد مجرمي الحرب على قائمة الأمم المتحدة الذين ارتكبوا جرائم حرب في اليمن.

ويعقب إماراتيون على الملف برمته، متسائلين: بما أن أبوظبي بمقدورها خوض حرب لمدة 5 سنوات بكل هذا العتاد وهذه القدرات، هل يمكن أن يتوقعوا حربا أيضا تنجز "التحرير والتأمين والتمكين" لدولة الإمارات في الجزر التي تحتلها إيران منذ نصف قرن؟ وهل اعترفات المزروعي في خطاب "الانسحاب" توفر أساسا قانونيا لمحاسبة كل من ارتكب جرائم حرب وانتهاكات في اليمن أو غيرها؟