أحدث الأخبار
  • 08:49 . عُمان تفوز على قطر بثنائية في بطولة كأس الخليج... المزيد
  • 08:42 . "مبادلة" تستحوذ على شركتي أدوية بنسبة 80 %... المزيد
  • 08:40 . قطر تدعو لسرعة رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 08:31 . "إسرائيل" تطالب الأوربيين بتصنيف الحوثيين تنظيما إرهابيا... المزيد
  • 08:29 . "الاقتصاد" تمنع زيادة أسعار الأرز والبيض وسبع سلع أخرى... المزيد
  • 08:18 . توقعات بسقوط أمطار على بعض مناطق الإمارات غداً... المزيد
  • 07:52 . الشرع يتفق مع قادة الفصائل السورية على الاندماج في وزارة الدفاع... المزيد
  • 06:46 . تفجير سيارة ملغمة يقتل شخصين في منبج شمال سوريا... المزيد
  • 01:19 . تابعة لـ"طاقة" تستكمل الاستحواذ على شركة إسبانية بـ3.1 مليار درهم... المزيد
  • 01:04 . الذهب يرتفع في أسبوع تداول قصير بسبب العطلات... المزيد
  • 12:44 . أسعار النفط ترتفع في تعاملات ضعيفة قبل العطلات... المزيد
  • 12:37 . قرقاش يقول إن أبوظبي حافظت على موقف "متزن" منذ بدايات الثورة السورية... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة ورئيس وزراء للعراق يبحثان المستجدات في سوريا... المزيد
  • 11:25 . البنتاغون يعلن مقتل عنصرين من تنظيم الدولة بضربة جوية شرق سوريا... المزيد
  • 10:52 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:50 . أنصار حزب الله يهاجمون مدرسة مملوكة للفنان راغب علامة في بيروت... المزيد

"وكالة أبوظبي للمرتزقة".. بث الرعب وصناعة الموت لإدارة النفوذ والحروب و"تأديب" المعارضة!

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 17-02-2020

استعانة أبوظبي بالمرتزقة ليس بالتوجه الجديد، وإنما يعود إلى عام 2008. كانت الاستعانة آنذاك تقتصر على قائد عسكري هنا، أو مستشار أمني هناك. ولكن بعد الربيع العربي، شهدت "صناعة الارتزاق" في أبوظبي نقطة تحول حاسمة وواضحة. الحقائق المتتالية عن استخدامات المرتزقة وخصخصة الأمن والحروب في مناطق عدة من العالم تثير الكثير من التساؤلات عن هذه "الصناعة المتوحشة". فلماذا تورطت أبوظبي بها؟ وما هي المهمات الداخلية والخارجية التي اضطلع بها المرتزقة؟ وهل يشكلون خطورة على دولة الإمارات وشعبها، رغم أن مهمتهم "خدمتها"؟

لماذا تستعين أبوظبي بالمرتزقة؟

يؤكد متابعون للشأن الإماراتي أن تجنيد المرتزقة، يعتبر أداة فعالة في توسيع نفوذ أبوظبي الإقليمي مع تخفيف ضريبة الدم التي سيدفعها الإماراتيون جراء المغامرات الإقليمية، في اليمن وليبيا وغيرهما.

فاستجلبت أبوظبي مرتزقة أجانب، ومنحتهم ميزات وضمانات كبيرة، واستخدمتهم من أجل تنفيذ أجندتها الخاصة في الشرق الأوسط، ولم يخلُ الأمر حتى من الاستعانة بالإسرائيليين خاصة في مجال التجسس والأمن.

ومنذ عام 2010 وظفت أبوظبي شركة "بلاك ووتر"، لتشكيل جيش مرتزقة في الإمارات لمواجهة أي انتفاضة محتملة من قبل العمال أو المناصرين للديمقراطية، ولإسكات المعارضة"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

إيريك برنس ومحمد بن زايد

وتوضح الصحيفة الأمريكية، رغم أن "إيريك برنس"، كاثوليكي نشأ على أيدي متشددين مسيحيين، فإنه أصبح حليفا "لولي العهد المسلم محمد بن زايد"، "فقد كان واضحا أنهما يتشاركان في نفس الأعداء: المتشددون الإسلاميون"، على حد قول الصحيفة.

وتزعم مصادر غربية، "أن محمد بن زايد أصر على أن يستخدم برنس جنودا سابقين غير مسلمين، وأخبره أن "الجنود المسلمين لا يمكن الوثوق بهم لقتل مسلمين آخرين"، بحسب موقع "إنترسيبت" الأمريكي.

وتابع الموقع، جيشٌ من المرتزقة؛ كولومبيون، نيباليون، باكستانيون، وظفتهم حكومة الإمارات من أجل أداء مهام داخل الإمارات وخارجها. في الداخل، على هؤلاء المرتزقة منع أي محاولة للاحتجاج أو الانتفاض ضد الحكومة الإماراتية.

أما في الخارج، فعليهم قمع الاحتجاجات في دول حلفاء الإمارات، أو القيام بالقتال كما يحدث في اليمن وليبيا من قبل مرتزقة يرتدون زي الجيش الإماراتي، ويقتلون بأسلحة الإمارات.

وفي وثيقة مسربة من وثائق “ويكيليكس” تعود إلى يناير 2007، زعمت أن الشيخ محمد بن زايد لا يثق بجيش الإمارات، ولا بولاء قوات الأمن، وانتهج حكام الإمارات نفس النهج بأن "الجيش الوطني لبلادهم غير كاف".

وانطلاقًا من ذلك، أخذ محمد بن زايد يعقد الصفقات مع شركات التأمين الأجنبية لحماية دولته، وكي يكون قادرًا على تحدي “الخطر” الذي زاد بعد وقوع ثورات الربيع العربي. مع التأكيد أن قرار إنشاء كتيبة من القوات الأجنبية في الإمارات اتخذ قبل موجة ثورات الربيع العربي، حسب صحيفة "نيويورك تايمز".

فحسب وثائق ويكيليكس فإن واحدًا من مهام هذه المرتزقة، هو حرمان “الإسلاميين الإماراتيين” وعدم السماح لهم بلعب دور في العملية السياسية في الإمارات، إذ يتخوف محمد بن زايد من اكتساح الإسلاميين للحياة السياسية في الدولة.

ما هي المواقع التي تواجد فيها المرتزقة؟

جيش مرتزقة أبوظبي لا يقتصر على طابور من العسكريين والأمنيين فقط، وإنما يمتد أيضا إلى طابور أكثر بؤسا من الإعلاميين و"علماء الدين" والمثقفين والسياسيين والدبلوماسيين وصناع القرار الغربيين السابقين. بدءا من محمد دحلان إلى خليفة حفتر ويونس قنديل وعبدالله بن بيه، والدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون، وتوني بلير وحمزة يوسف، وآخرين لا يمكن حصرهم.

وبصفة محددة، وعلى الصعيد الأمني والعسكري على الأقل، يمكن التذكير بالمطلوب على قائمة الإرهاب التركية محمد دحلان الذي تعرفه وسائل إعلام عربية وغربية بأنه مستشار أمني لولي عهد أبوظبي، وتردد اسمه في حوادث عبثية في مصر وليبيا والسودان وتركيا وتونس والجزائر والأردن والعراق لصالح أبوظبي.

الأسترالي "مايك هندمارش" يسار 

وتوظف أبوظبي القادة العسكريين مثل الجنرال الأمريكي المتقاعد ستيفن توماجان -الذي يعمل جنرالاً بالجيش الإماراتي فرع الطائرات المروحية. وإلى جانب توماجان، تحدث موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن وجود الأسترالي "مايك هندمارش" الذي يقود قوات الحرس الرئاسي الإماراتي، التي تعد أهم نخبة قتالية بالعالم العربي وتنشط في اليمن.

ومن بين الحرس الرئاسي ولدت وحدة أشد خصوصية تدعى "وحدة المهام الخاصة". وبشكل فعلي فإن الحرس الرئاسي يعمل فوق القانون، وخارج نطاق وزارة الدفاع الإماراتية، إلا أن "وحدة المهام الخاصة" تعمل بشكل تقريبي فوق الحرس الرئاسي نفسه، ويناط بها، رسميًا، مكافحة الإرهاب في الداخل والخارج، ويدخل في تكوين أغلبها جنود مرتزقة. ويقول الموقع البريطاني، هذه القوة لا يمكن فصلها عن أهداف "محمد بن زايد"، باعتبارها قوته الضاربة وذراعه الطولى في المنطقة، على حد توصيفه.

ولكن، ما هي مهام المرتزقة الخارجية، على سبيل التفصيل؟

نشرت عائلة سودانية، في يناير الماضي، وثائق عن خداع واستغلال شركات أمن إماراتية عشرات من السودانيين؛ بعد استقدامهم للعمل ثم تدريبهم على استخدام السلاح الثقيل وتحويلهم لساحات القتال في ليبيا واليمن. وتشكل هاتين الدولتين، حاليا، على الأقل النشاط الأبرز لمرتزقة أبوظبي.

أنشطة المرتزقة في اليمن

في يوليو كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الإمارات اتجهت لتجنيد أبناء القبائل العربية التشادية والنيجرية، وإلباسهم الزي العسكري الإماراتي، ثم توزيعهم على عدد من المواقع في اليمن بزعم أنهم عناصر من الجيش الإماراتي.

وبلغ عدد المرتزقة الكولومبيين خلال الحرب باليمن، 800 مقاتل، تم نشرهم في الخطوط الأمامية للحرب، و100 منهم تم نشرهم في ميناء عدن الخاضع لسيطرة أبوظبي، حسب صحيفة "التايمز" البريطانية.

ومن جهتها، نشرت صحيفة "الغارديان"، تقريرا قالت فيه: إن أبوظبي أكدت انسحابها من مدينة الحديدة، إلا أنها تركت المهمة للمرتزقة، إلى جانب المليشيات المحلية التي دربها الإماراتيون. وفي حفل انسحاب قوات أبوظبي من اليمن، الأسبوع الماضي، قال نائب رئيس الأركان عيسى سيف المزروعي: إن أبوظبي تركت خلفها  200 ألف مسلح في اليمن بعد تأهيلهم وتدريبهم وتمويلهم وتجهيزهم.

مرتزقة محليون تابعون للمجلس الانتقالي الذي أسسته أبوظبي في عدن

وذكرت صحيفة "ABC" الإسبانية أن "مرتزقة بلاك ووتر دربوا نحو 15 ألف مرتزق، معظمهم من كولومبيا وأمريكا الجنوبية، كانوا يستعدون لغزو قطر بعد أن قاتلوا باليمن، في قاعدة ليوا العسكرية، الواقعة غربي الإمارات".

وفي منتصف أكتوبر 2018، كشف موقع "بزفيد" الإخباري الأمريكي أن الإمارات مولت برنامجاً لاغتيال ساسة وأئمة في اليمن، وخاصة قيادات في حزب الإصلاح، مستخدمة مرتزقة أمريكيين ضمن شركة يديرها إسرائيلي.

وأشار الموقع إلى أن الصفقة التي جلبت المرتزقة الأمريكيين إلى شوارع عدن تم ترتيبها على وجبة غداء بأبوظبي بنادي الضباط في قاعدة عسكرية إماراتية، بحضور محمد دحلان. واتفق فريق الاعتيال، مع أبوظبي  لإعطاء رتبة عسكرية للمرتزقة، لتوفير غطاء قانوني لهم. وزودهم ضابط إماراتي بقائمة ضربات: 23 بطاقة تحتوي 23 اسمًا و23 وجهًا.  

وشهد جنوب اليمن منذ 2015 نحو 200 عملية اغتيال، حسبما وثقته تقارير أممية. ولم يقتصر دور المرتزقة الأجانب على عمليات الاغتيال، بل استعانت بهم أبوظبي في عمليات استجواب وتعذيب السجناء في السجون السرية التابعة لها.

أنشطة المرتزقة في ليبيا

اتهم الرئيس التركي، أردوغان، أبوظبي، مؤخرا، بتقديم الدعم للمرتزقة الروس مجموعة "فاغنر"، والتي تقاتل إلى جانب حفتر. وشدد على "أن حفتر يتلقَى الدعم من قوة تُدعى مجموعة فاغنر، والجميع يعلم من يقف وراءهم، إنهم مرتزقة".

وأضاف: "إن إدارة أبو ظبي تقدم كافة أنواع الدعم لمجموعة فاغنر، التي بدورها تساهم في صمود حفتر، وحفتر نفسه مرتزق أيضا". وأفاد بأن "حفتر مرتزق مأجور،.. ويتلقى من حكومتي أبو ظبي ومصر كافة أنواع الدعم مادي والعسكري"، وفق تأكيده.

وما بين الخرطوم وبنغازي، نجحت أبوظبي في الاحتفاظ بنفوذها في السودان، بالزج بأصحاب سلطة موالين لها، ثم استغلال هذا النفوذ لإحداث تأثير في موازين القوى بليبيا، لدعم حفتر بتجنيد مرتزقة في معاركه التي يخوضها ضد حكومة الوفاق.

وفي أغسطس 2019، كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن ألفا من أفراد "قوات الدعم السريع" السودانية حطُّوا رحالهم في الشهر ذاته شرقي ليبيا، للقتال إلى جانب حفتر.

وكشفت الوثائق أن "حميدتي" جنَّد خلال تلك الفترة -عبر وحدة خاصة من "قوات الدعم السريع"- نحو 450 شخصاً لحساب الجيش الإماراتي من القبائل العربية بدارفور.

وفي نوفمبر 2017 ذكرت مجلة «إنتلجنس أونلاين» المتخصصة في متابعة أجهزة الاستخبارات في العالم أن إيريك برنس مؤسس شركة "بلاك ووتر" ينفذ عمليات إماراتية خاصة في ليبيا، حيث يقود مرتزقة من شركته مقاتلات تقلع من قاعدة الخادم قرب بنغازي.

وأكد الموقع أن الطيارين متعاقدون مع برنس، بعد أن أسس شركة جديدة على غرارِ «بلاك ووتر» في أراضيها تحت اسمِ «ريفلكس ريسبونس»، وهؤلاء الطيارون يقودون طائرات إماراتية من نوع «آيوماكس آيه تي – 802» وهم مرتزقة أجانب وليسوا عربًا، ومعظمهم أمريكيون.

 

ما هي مهام المرتزقة في السجون الإماراتية؟

واحدة من أبرز مهام الجنود المرتزقة في الإمارات هي “حماية السجون”. وبشكل أدق، تعذيب الناشطين الإماراتيين والعرب والتنكيل بهم. وتؤكد عشرات التقارير الحقوقية الإماراتية والدولية وقوع ممارسات لا إنسانية يمارسها جهاز الأمن الإماراتي بمرتزقته ضد المعتقلين وذويهم.

ويذكر تقرير مركز الخليج لحقوق الإنسان، أن “إهانات تلحق بأبناء الإمارات في سجون أجهزة الأمن على أيدي مرتزقة نيباليين وأفارقة وبأوامر من شخصيات أمنية وتنفيذية باتت معروفة بالاسم".

مجموعة من معتقلي الرأي الإماراتيين في سجن الرزين

ومؤخرًا اعتدت مجموعة من المرتزقة النيباليين في سجن “الرزين” على نساء وأطفال جاؤوا لزيارة أقاربهم المعتقلين، وقال النشطاء: إن المرتزقة أهانوا النساء والمسنين.

ومع تزايد دور المرتزقة في تنفيذ سياسات أبوظبي محليا وإقليميا، وتوسعها في هذا المجال، أخذ ناشطون يطلقون تسمية "وكالة أبوظبي للمرتزقة"، في إشارة إلى مدى احتراف أبوظبي وتخصصها بالاستعانة بهذه الوسائل غير المشروعة. ويبدي إماراتيون تخوفهم من أن هؤلاء المرتزقة، وبالنظر إلى المواقع الحساسة التي يشغلوها، في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية أن تكون عامل تهديد لاستقرار الدولة والإماراتيين إذا شعروا أنهم بالقوة و"الأحقية" التي تسمح لهم التصرف وفق ما يشاءون. فهل عندها، سوف تستعين أبوظبي بمرتزقة آخرين للقضاء على المرتزقة السابقين، يتساءل الإماراتيون؟!