أحدث الأخبار
  • 03:46 . في بيان مشترك.. وزراء خارجية دول الخليج وأمريكا يؤكدون دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة... المزيد
  • 03:45 . رئيس الدولة يلتقي ترامب ويبحثان "العلاقات الاستراتيجية" بين البلدين... المزيد
  • 03:44 . السعودية تعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"... المزيد
  • 10:13 . "الوطني للأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:00 . العين يحسم القمة برباعية في مرمى الوصل والشارقة يعزز صدارته بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:51 . تقرير أممي سري: دعم إيران وحزب الله جعل من الحوثيين "منظمة عسكرية قوية"... المزيد
  • 09:50 . أتليتيكو يحقق فوزاً صعباً على حساب مضيفه سيلتا فيجو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 09:49 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه لصاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تتفق مع الولايات المتحدة على إدراجها ضمن "برنامج الدخول العالمي"... المزيد
  • 10:23 . مسؤول عسكري: الجنود الأربعة سقطوا خلال نقل ذخائر... المزيد
  • 09:16 . الجيش السوداني يسيطر على مناطق مهمة وسط الخرطوم... المزيد
  • 09:05 . وزير الدفاع الأمريكي: الحرب الشاملة ستكون مدمّرة لـ"إسرائيل" ولبنان... المزيد
  • 07:45 . محكمة تونسية تقضي بسجن مرشح رئاسي إلى ما بعد الانتخابات... المزيد
  • 07:18 . المالية: 1.1 مليار درهم لمزاد صكوك الخزينة الإسلامية في سبتمبر... المزيد
  • 07:16 . المركزي: التحويلات السنوية الخارجية بالدولة تتراجع 8.2% لـ133.7 مليار درهم... المزيد
  • 12:19 . صدام العمالقة.. العين والوصل في مواجهة مثيرة من دوري أدنوك للمحترفين... المزيد

متى تظهر «طالبان» ليبيا؟!

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 26-02-2020

أعاد اتفاق «خفض العنف» مع واشنطن، حركة «طالبان» إلى الواجهة بوصفها أهم الفاعلين في أفغانستان. وتذهب رواية قبل ربع قرن إلى أن فتاتين أفغانيتين اختُطفتا في ربيع 1994 من قِبل إحدى الفئات المتناحرة، فقام الملا عمر بجمع 30 مقاتلاً من طلبة المدارس الدينية، وخلّصوا الفتاتين وشنقوا الخاطفين، ثم اختفى وعاد ومعه ألفا مقاتل بدعم من الاستخبارت الباكستانية؛ فتمكّن من قندهار، ثم هاجم إسماعيل خان غرب البلاد في «هيرات» 1995، لينفتح الطريق ويحاصر «كابول» وفيها الزعيمان المتناحران رئيس أفغانستان برهان الدين رباني، وقلب الدين حكمتيار؛ اللذَيْن فشلا في الاتحاد ضده، فوقعت العاصمة في خريف 1996 في يد «طالبان» التي أقامت إمارة أفغانستان الإسلامية.
رحّب معظم شعب أفغانستان بـ «طالبان» بدوافع عدة؛ منها انهيار حركة غريمهم أحمد شاه مسعود، وبسبب الحروب الأهلية الطاحنة بين الفصائل الأفغانية وقتل أكثر من 40 ألفاً، بالإضافة إلى فشل الوسطاء الدوليين في وضع حدّ لهذه الحروب، وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد؛ والأهم خطر التقسيم، وانتشار الفساد وتجارة السلاح والحشيش والرذائل، وتشكّل طبقة أثرياء من هؤلاء الفاسدين في المجتمع الأفغاني المحافظ.
كما كانت هناك عوامل خارجية، فجارتها باكستان لم يطب لها وصول رباني ومسعود للسلطة؛ لميلهم إلى التعاون مع الهند. أما واشنطن ودول الخليج فلم تمانع من ظهورها في بداية الأمر؛ لكن الوضع انقلب لتصبح من ألدّ أعدائها؛ لوقف التوغل الإيراني باتجاه الشرق. وكان من تبعات وصول «طالبان» دخول واشنطن بقوة، ثم «الناتو»؛ لمطاردة التشكيل الذي كان يدمّر البلاد أينما توجّه.
والمشهد الليبي حالياً يشبه المشهد الأفغاني حين خرجت «طالبان»، وأقول يشبه فقط توخياً للاعتدال، ولن أقول حدّ التطابق في العوامل الخارجية والداخلية؛ فقد ترك القذافي من السلاح في ليبيا ما يجعل قرار حظر توريد السلاح «نكتة سمجة» كما قالت الأمم المتحدة؛ فهذه الوفرة لم تكن متوفرة لـ «طالبان»، مما يعني أن وتيرة العنف في كابول أقل منها بين بنغازي وطرابلس. وكما عجزت الأحزاب والأيديولوجيات في أفغانستان عن تقديم نفسها بديلاً للقبائل وأعرافها، عجزت حركات وهياكل ما بعد القذافي عن تقديم نفسها بديلاً عن القبيلة الليبية، التي أصبح لها مجالس ونفوذ بلغ من قوتها تحديد مطالبها وشروطها، نظير إعادة فتح حقول النفط التي في أراضيها، بالضبط كما كانت القبيلة العربية تحمي المراعي والآبار في ديارها.
ولا يمكن لمراقب موضوعي أن ينكر كثرة الجماعات الدينية ودوافعها في هيكل الصراع في ليبيا. وستكون هذه البيئة خصبة بما يكفي لخروج «طالبان ليبيا»، فقد يكونون على وشك الانتهاء من تشكّل هيكلهم الفكري، مدفوعين بالعوامل الداخلية والخارجية التي تشبه ظروف ولادة «طالبان» بكوادرها. ومن جانب آخر، يمكن أن تظهر «طالبان ليبيا» لا دينية المنطلقات، بناءً على الدعم الخارجي الذي سيشكلها.

بالعجمي الفصيح:
لقد شرعت الأبواب لـ «طالبان» لتظهر على مسرح الأحداث شرارة اغتصاب فتاتين أفغانيتين، وقد سوّق شعبيتهم نجاحهم في القصاص من المجرمين؛ لكن الأهم كان تذمّر الأفغان أصلاً من عدم الحسم بين رباني وحكمتيار، والتدخل الأجنبي، والأزمة الممتدة. وعليه؛ فاغتصاب كرامة ليبيا -كما حدث في أفغانستان- يجعل ظهور «طالبان ليبيا» مسألة
وقت.