أحدث الأخبار
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد

الانسحابات الأميركية.. استراتيجية أم تكتيكية؟

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 15-04-2020

إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف الخطة، حسب الموقف، كردة فعل قصير المدى، لتحقيق شيء ما حالاً. فقد أخلت قوات التحالف الدولي بقيادة أميركية في العراق، قاعدة «كي 1 الجوية» (K1 Air Base) في كركوك، وهي القاعدة الثالثة التي سُلّمت للعراقيين خلال شهر بعد قاعدتي القائم غرب الأنبار، والقيارة جنوب الموصل، وقد سيقت تبريرات منها أن بعض القواعد تعرضت كثيراً لاعتداءات مستمرة، من قبل بعض فصائل الحشد الشعبي؛ لذلك جاء القرار الأميركي بالانسحاب منها.
وليس من العسير ملاحظة أن هناك تناقضات جمة في المشهد بالعراق، إذ لا يبدو أن طهران وواشنطن المتراجعتان في العراق، وفي الوقت نفسه المغذيتان للفراغ المتشكل، تقللان من نبرة التصعيد بينهما، والتي يمكن إرجاعها لخوف ترمب من نجاح طهران في تجيير «كورونا» لرفع مستوى التعاون مع الأوروبيين عبر آلية «انستكس». أو بسبب الضربات الصاروخية ضد قاعدتين عراقيتين بهما قوات أميركية، ثم وضعت واشنطن رجالها تحت مظلات باتريوت في 30 مارس 2020م. تبع ذلك نزول وباء «كورونا» كهدية من السماء لتبرير الانسحاب من شمال الخليج، للحفاظ على أرواح الجنود الأميركان.
ومع إدراكنا التام بأن كل حرب في الخليج تختلف عن سابقاتها، وندرك أيضاً أن الانكماش الأميركي قد يكون جراء مواجهتهم عدواً مختلفاً، وليس حرباً مختلفة، لكن الاستراتيجيات الدفاعية تمقت الفراغ Defense strategies abhor vacuum، مما يعني أن أحداً سيقفز في العراق، متمنين ألا يصل الانكماش الأميركي لقواعدهم في الخليج.
يدفعنا هاجس الخوف من الانكماشات الأميركية أنه في زمن أفضل. وقبل «كورونا» هوجمت السفن في المياه الخليجية في الصيف الماضي، فتقاعست واشنطن، وأرسلت مخفراً متقدماً، هو الحاملة أبراهام لنكولن، لكن لم يحل ذلك المخفر قضية سفينة واحدة حتى اليوم، فلم تنفع الحاملة أميركا ولم تنفعنا. فهل الانكماش الأميركي قرار استراتيجي توخياً لنتائج مستقبلية أم أنه تكتيك لنتائج حالية؟!
على صانع القرار السياسي الخليجي أن يتمتع بادراك جاد لمحيطة وبيئته، فالشلل الأميركي بزمن «كورونا» غير مبرر وغير مقبول، فالوباء قد أصاب الحشد والحرس الثوري في العراق وإيران، كما أصاب الأميركان، لكنهم يسيرون على استراتيجية وليس تكتيك آني. صحيح أنه في زمن «كورونا» تتسع مساحات المسكوت عنه، لكن أضعف الإيمان هو أن نطالب واشنطن بالوفاء بالتزاماتها الإقليمية جراء تشكّل فراغ استراتيجي شمال الخليج .

بالعجمي الفصيح
من قواعد الانسحاب في المستوى التكتيكي تدمير ما تتركه لحرمان العدو. لكن بذريعة التراجع أمام «كورونا» يسلّم التحالف الدولي كل يوم قاعدة ومعسكراً في العراق كاملة لـ «القوات العراقية». وهو الاسم التضليلي لفصائل «الحشد الشعبي»، والتي هي اسم حركي لـ «الحرس الثوري». فـ «كورونا» التي يفر منها الأميركان هي «الحرس الثوري».