قال محللون ليبيون وعرب إن محور أنقرة – طرابلس بدأ يكسب المعركة في ليبيا، متوقعين خسائر كبيرة للمحور الروسي – الإماراتي الذي يدعم حفتر، في وقت كشفت فيه بعض المصادر عن توجه الإمارات لإرسال مزيد من المرتزقة من السودان وتشاد لدعم قوات حفتر التي خسرت معظم مواقعها القريبة من العاصمة طرابلس.
وقال المحلل السياسي الليبي جلال الحرشاوي، إن “التدخل الجريء” الذي قامت به أنقرة في بداية العام الحالي أفقد الإمارات روح المبادرة وقلب الطاولة على حلفائها في ليبيا، مشيراً إلى أن تركيا بدأت تفرض نفسها عسكرياً في المنطقة.
وكتب المحلل العسكري الكويتي، ناصر الدويلة: “اشترى حفتر منظومات دفاع جوي إسرائيلية لعلها توقف سيطرة طيران حكومة الوفاق على سماء المعركة، لكن اتضح أن قدرة الطائرات التركية أقوى من صواريخ إسرائيل، التي من المعتقد أنها باعت حفتر خردة بثمن باهظ، ثبت فشلها التام في كبح جماح الأتراك الذين يسندون قوات بركان الغضب وطارت فلوس صابر”.
وأضاف: “التعاون التركي الليبي قلب الطاولة على تحالفات الخيبة مع الدول الاستعمارية وإسرائيل التي رفضت إمداد حفتر بمزيد من منظومات الصواريخ بعد أن ظهر لها أن عصابات حفتر ومرتزقته سيهربون أمام صولة أسود “بركان الغضب”. الموقف في ليبيا يسير وفق ما هو مخطط له، وجميع المحاور حققت أهدافها المرحلية بكفاءة عالية وبروح تعرضية نموذجية، ومن الواضح أن قيادة الهجوم تسيطر على قواتها وتدير المعركة باحتراف، ولقد تمت جميع تحضيرات الهجوم بسرية عجيبة؛ فقد كانت الأنظار تتجه إلى الوطية، لكن القوات اتجهت إلى ترهونة ونجحت”.
وكانت قوات الجنرال خليفة حفتر (المدعوم من الإمارات وروسيا) خسرت أغلب مواقعها قرب العاصمة، فيما أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني، الإثنين، تنفيذ 3 ضربات جوية استهدفت تمركزات لقوات حفتر في مدينة ترهونة على بعد 80 كم جنوب شرقي العاصمة طرابلس.
وقال مصطفى المجعي، الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب” التابعة للحكومة الليبية، في تصريحات صحافية، إن “محاور القتال جنوب طرابلس وكذلك محاور ترهونة تشهد اليوم هدوءاً حذراً”، مشيراً إلى أن قواتهم لا تزال تحافظ على تمركزات داخل الحدود الإدارية بمدينة ترهونة، فيما تم تعزيز المواقع التي سيطرت عليها.
وكتب المحلل السياسي الليبي وليد أرتيمة: “عندما تهز ضربات شباب ليبيا الشجعان أركان وأُسس (..) والسيسي وبن سلمان، وعندما تسمع صراخ وعويل إعلام الشر يعلو، عندها فقط توقن بأننا على حقّ وأبطالنا يضحون من أجل قضية في جوهرها معنى أساسي هو الحرية”.
وأضاف: “انتصارات أحفاد المختار في ليبيا أثلجت صدور كل أحرار العالم، وحولت المطبلين للاستبداد إلى مهرجين أكثر بشاعة وغباء”.
وكتب الباحث محمد مختار الشنقيطي: “ستنجلي معركة ليبيا وشعبها المجيد عن حقيقتين: إدراك مخططي الثورة المضادة ومموليها بأن رهانهم على الغادر حفتر رهان خاسر. وإدراك القوى الدولية المعادية للشعوب أن رهانها على أنذال الثورة المضادة رهان خاسر”.
ودوّن المحلل السياسي محمد هنيد: “القومجيون الشبيحة وقبائل العار وعملاء روسيا يرقصون فرحاً في ليبيا على مجرمين مرتزقة جاؤوا لقتل أهلهم وإخوانهم في الأرض والدين. الروسي مجرم بطبعه ومرتزق، وأنت كيف ترضى لنفسك أن تكون بندقية رخيصة في يد عدوك وعدو دينك وعدو نبيك الكريم. كذب الناطق الرسمي باسم الإرهابي #حفتر حول إسقاط طائرات تابعة لحكومة الوفاق في ليبيا واستعمال صور قديمة في الغرض”.
وأضاف: “من يقف مع ثورة ليبيا وشعب ليبيا العظيم في ثورته ضدّ محمور الموت العربي إنما هو يقف مع نفسه قبل أن يقف مع أهل ليبيا. معركة ليبيا وتحرير ليبيا هي معركة الأمة ومعركة كل حرّ في هذه الأمة، إنها معركة بين الحق والباطل وبين الظالم الباغي والمظلوم المدافع عن الحق”.
وتابع بقوله: “يا أهلنا في ليبيا، الفضل لله أولاً ولسواعد الأحرار، لكن لا تنسوا أنه لولا وقوف تركيا وقطر معكم ومع ثورة فبراير المجيدة لتكالب عليكم ضباع الأرض ومرتزقة الأمم وكل المجرمين والخونة والقتلة، ولكان شيطان العرب يرقص في العاصمة طرابلس، لا سمح الله، وبجواره المجرمان حفتر والسيسي”.
من جانب آخر، زعم حساب “بدون ظل” المعروف على “تويتر”، الذي يديره ضابط في جهاز الأمن الإماراتي، أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد “طلب بشكل عاجل من الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، بالتواصل مع السودان وتشاد وتوفير كل ما يلزم لإرسال المزيد من المرتزقة للمشير خليفة حفتر في ليبيا”.
وأضاف المحل السياسي بشير الزواوي: “قامت شركات مقرها الإمارات العربية المتحدة، بشحن ما يقرب من 11000 طن من وقود الطائرات إلى شرق ليبيا، معقل الجنرال المنشق خليفة حفتر، في انتهاك مشتبه به لحظر الأسلحة الدولي، وفقاً لوثائق نشرتها صحيفة الفاينانشال تايمز”.
وأضاف الإعلامي أحمد خليفة: “طائرات قوات حكومة الوفاق تسقط مناشير باللغة الروسية على مدينة ترهونة تحذر فيها مرتزقة شركة فاغنر بأنه لا سلام معهم، وإذا أرادوا الاستمتاع بأموالهم فعليهم المغادرة، وتطالب سكان ترهونة في منشور باللغة العربية بالابتعاد عن الأماكن التي يتمركز فيها مسلحو حفتر. وقوات حكومة الوفاق الوطني تقترب من إحكام السيطرة الكاملة على محور عينزارة جنوب طرابلس، ويوم أمس شهد هذا المحور تقدماً لقوات الوفاق تمكنت فيه من قتل عدد من مسلحي حفتر بينهم مرتزقة سودانيون من فصائل الجنجويد”.