تعرّض رسام كاريكاتير فلسطيني يعمل في قناة الجزيرة لحملة تشويه واسعة وتهديدات بالقتل من قبل “الذباب الإلكتروني” السعودي بسبب كاريكاتير اعتُبر مسيئا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وقبل أيام، نشر رسام الكاريكاتير محمود عبّاس (فلسطيني مقيم في السويد) رسما ساخرا حول انهيار أسعار النفط العالمية، حيث يبدو برميل النفط -في الرسم- يتدحرج باتجاه مواطن خليجي.

وأثار الرسم جدلا واسعا وخاصة بعدما نشرته عدد من المواقع الإعلامية الفلسطينية، وهو ما اعتبره بعض السعوديين “استهدافا” لولي العهد محمد بن سلمان.

وسرعان ما تصدر هاشتاغ بعنوان “فلسطين ليست قضيتي” قائمة ترند السعودية على موقع تويتر، حيث قام آلاف المغردين السعوديين بمهاجمة فلسطين، معتبرين أن الفلسطينيين “تنكروا” للمساعدات التي قدمتها المملكة لهم. فيما نشر مغردون آخرون رسوما تسيء للفلسطينيين و”تحتفي” بإسرائيل.

#فلسطين_ليست_قضيتي قضيتي
إذا أنتَ أكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ — وَإنْ أنتَ أكرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا pic.twitter.com/rAnLzz5Ewv

— Ahmed  (@hmoodalshiki) April 21, 2020

وكتب مدوّن يدعى سلطان الشهري: “لا تستفزون السعوديين في أغلى ما يحبون (وطنهم ومقدراته وحكامهم). وحاولوا أن تطهروا بلدكم من الأنجاس اللي قاعدين يتاجرون في القضية”.

ادهم لا تستفزون السعوديين في اغلى مايحبون (وطنهم ومقدراته وحكامهم)
والشي الثاني حاولو تطهرون بلدكم من الانجاس اللي قاعدين يتاجرون في القضيه
والهشتاق صناعه قطريه صهيونيه أكثر ناس متفقين وانتم أكثر ناس تحبونهم#فلسطين_ليست_قضيتي pic.twitter.com/SVyqNnAdmH

— SULTAN ALSHEHRI (@SULTANN_06) April 21, 2020

ودون الشاعر أحمد الظفيري: “نعم فلسطين ليست قضية الكفرة والمنافقين بل لأهل الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء هذا الكوكب، فتحها عمر رضي الله عنه واستلم مفاتيحها بيديه الشريفتين ودماء الصحابة وأبطال صلاح الدين والمسلمين، ليست ترابا ونصرتها واجب ولو أساء بعض من أهلها لا يعنينا ففلسطين للمسلمين”.

#فلسطين_ليست_قضيتي
نعم فلسطين ليست قضية الكفره والمنافقين بل لاهل الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء هذا الكوكب فتحها عمر رضي الله عنه واستلم مفاتيحها بيديه الشريفتين ودماء الصحابه وأبطال صلاح الدين والمسلمين ليست ترابا ونصرتها واجب ولو اساء بعض من أهلها لايعنينا ففلسطين للمسلمين pic.twitter.com/17znwe2ltn

— الشاعر أحمد الظفيري (@Ahmad_Aljool) April 21, 2020

وأضاف مدوّن سعودي يُدعى أحمد: “هل تعلم أن سنة 1973 قرر الملك فيصل رحمه الله حظر النفط على أمريكا وأي دولة تدعم إسرائيل فكانت النتيجة وقوع أزمة عالمية كاسحة بحيث انهارت أسواق المال وأغلقت المعامل وساد الكساد في العالم. إن هذا الأمر كان السبب في إعادة ملف فلسطين للمفاوضات إلى اليوم”.

-هل تعلم أن سنة 1973م قرر الملك فيصل رحمه الله حظر النفط على أمريكا وأي دولة تدعم إسرائيل فكانت النتيجة وقوع أزمة عالمية كاسحة بحيث إنهارت أسواق المال واغلقت المعامل وساد الكساد في العالم..

-ان هذا الأمر كان السبب في إعادة ملف فلسطين للمفاوضات إلى اليوم..

#فلسطين_ليست_قضيتي pic.twitter.com/mTBm0RszVD

— Ahmed  (@hmoodalshiki) April 21, 2020

وأعلنت منظمات دولية تضامنها مع رسام الكاريكاتير محمود عبّاس، حيث كشفت الشبكة الدولية لحماية حقوق رسامي الكاريكاتير عن تلقي عباس لتهديدات بالقتل وتعرضه لحملة سعودية واسعة تحاول تشويه صورته والتسويق له كـ”إرهابي” بهدف الضغط على السلطات السويدية لطرده من البلاد.

Breaking: since he posted this cartoon yesterday Mahmoud Abbas’ name has been trending on Twitter in Saudi Arabia, where the perceived insult to crown prince Mohammad Bin Salman has led to innumerable death threats and slurs, (1/2)https://t.co/Emnc0Gcwy4

— CRNI (@CRNetInt) April 21, 2020

personal information about his family history and location being shared and attempts made to characterise him as a terrorist element in Sweden. We will have more about this outrageous incident in due course but in the meantime express our solidarity with Mahmoud. (2/2)

— CRNI (@CRNetInt) April 21, 2020

كما أصدر معهد باريس الفرنكفوني للحريات بيانا عبر فيه عن استنكاره لـ”تعرض رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمود عباس لحملة تحريض وخطاب كراهية من حسابات إلكترونية سعودية على خلفية رسم له يتناول فيه أزمة انخفاض أسعار النفط”، مشيرا إلى أن عباس “تعرض إلى تهديدات علنية بالقتل والتحريض لطرده من السويد التي يقيم بها، فضلا عن محاولات لقرصنة حسابه، بل وتطور الأمر إلى إطلاق حملة كراهية ضد الفلسطينيين”.

حملة تحريض سعودية على رسام كاريكاتير تمس بحرية التعبير#السعودية #حملة_تحريض #رسام #حرية_التعبير #كورونا https://t.co/pW43RoMPK4

— معهد باريس الفرانكفوني للحريات (@parisfranceorg) April 21, 2020

فيما اتهم المغردون الفلسطينيون الإسرائيليين بالترويج للهاشتاغ المذكور لتوتير العلاقات بين السعودية وفلسطين، حيث دوّن الناشط أدهم أبو سلمية: “الأخوة الكرام. ينتشر الآن هاشتاغ “فلسطين ليست قضيتي”، يحاول مروجوه -وهم المخابرات الصهيونية وأدواتها- إظهاره وكأنه (سعودي). والشعب السعودي العظيم والله بريء منه براءة الذئب من دم يوسف، فلنحذر ولنكن منتبهين، ولا ننجر لفتنة يسعى العدو الصهيوني لإشعال نارها بين الشعوب”.

الأخوة الكرام..
ينتشر الأن هشتاق #فلسطين_ليست_قضيتي، يحاول مروجوه وهم المخابرات الصهيونية وأدواتها إظهاره وكأنه (سعودي).

والشعب السعودي العظيم والله بريء منه براءة الذئب من دم يوسف، فلنحذر ولنكن منتبهين، ولا ننجر لفتنة يسعى العدو الصهيوني لإشعال نارها بين الشعوب#فلسطين_قضيتي

— أدهم أبو سلمية #فلسطين  (@adham922) April 21, 2020

ودعا أبو سلمية للرد على الهاشتاغ المذكور بوسم آخر بعنوان “فلسطين قضيتي”، مضيفا: “فلسطين قضيتي، وقضية كل مسلم لأنها جزء من عقيدتنا ومن ديننا، بالنصوص الثابتة في القرآن والسنة، ولا يتنكر لها إلا جاحد كافر بما أنزله الله على رسولنا صلى الله عليه وسلم. ولذلك أنا مطمئن أن كل حملات التشويه والإسقاط نابعة من العدو الصهيوني وأدواته الرخيصة، ولن تنجح لأن الشعوب واعية”.

#فلسطين_قضيتي وقضية كل مسلم لأنها جزء من عقيدتنا ومن ديننا، بالنصوص الثابتة في القرآن والسنة، ولا يتنكر لها إلا جاحد كافر بما أنزله الله على رسولنا صلى الله عليه وسلم.
ولذلك أنا مطمئن أن كل حملات التشويه والإسقاط نابعة من العدو الصهيوني وأدواته الرخيصة، ولن تنجح لأن الشعوب واعية.

— أدهم أبو سلمية #فلسطين  (@adham922) April 21, 2020

ورد مستخدم سعودي يُدعى سعيد بن فهيد على أبو سلمية بقوله: “ما في العقيدة شيء اسمه فلسطين ولا في الدين شيء اسمه فلسطين ولم يرد شيء في القرآن، ولا في السنة المطهرة شيء يجعل من فلسطين جزءا من عقيدتنا وديننا. فلسطين ورد ذكرها في قصص القرآن فقط كفايه تلاعب ومتاجرة بقضية فلسطين”.

مافي العقيده شي اسمه فلسطين ولا في الدين شي اسمه فلسطين ولم يرد شيء في القران ولا في السنه المطهره شيء يجعل من فلسطين جزء من عقيدتنا وديننا ..
فلسطين ورد ذكرها في قصص القران فقط كفايه تلاعب ومتاجره بقضية فلسطين ..

— سعيد بن فهيد (@alhadrwi) April 22, 2020

وكان الإعلامي والباحث الإسرائيلي، إيدي كوهين، أول من أعاد الترويج لهاشتاغ “فلسطين ليست قضيتي”، مستغلا الكاريكاتير الذي رسمه عباس، علما أن الهاشتاغ يعود أساسا لعام 2015.

ودوّن كوهين على حسابه في موقع فيسبوك: “المركز الفلسطيني للإعلام، بعد نشره هذا الكاركاتير المسيء للخليجيين وخاصة السعوديين، قام بحذف التغريدة. في اتصال أجريته مع مسؤول فلسطيني قال لي بكل وقاحة: السعوديون دفعوا مستحقاتهم للديبلوماسيين الفلسطينيين ولوكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين لعام 2020”.

المركز الفلسطيني للإعلام بعد نشره هذا الكاركاتير المسيء للخليجيين وخاصة السعوديين قام بحذف التغريدة.
في اتصال اجريته مع مسؤل فلسطيني قال لي بكل وقاحة : السعوديين بعد ما دفعوا مستحقاتهم للديبلوماسيين الفلسطينيين ولوكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين لعام ٢٠٢٠.

يا شماتة!!!! pic.twitter.com/rZ7F7uqaxA

— إيدي كوهين אדי כהן  (@EdyCohen) April 21, 2020

فيما نشر رسام الكاريكاتير، محمود عبّاس، توضيحا على صفحته في موقع فيسبوك، قال فيه: “مع انهيار أسعار النفط العالمية، قمت برسم كاريكاتير وتم تداوله بشكر كبير حتى أصبح ترند بالمملكة العربية السعودية، لذلك أحببت أن أوضح بعض النقاط”.

وأضاف: “أولا، أي رسم أقوم به يمثلني شخصيا ولا يمثل جنسيتي ولا أي جهة أعمل معها. ثانيا، لم أقصد -برسمي هذا- السعودية على وجه التحديد، بل إن “المواطن العربي” من أكثر المتضررين جراء انهيار أسعار النفط، كون الدول العربية من بين أكبر من يمتلكون من احتياطي النفط بالعالم. كذلك قمت برسم عن انهيار الخام النفطي الأمريكي. ثالثا، أي محاولة من قبل الإعلام الإسرائيلي أو إيدي كوهين على وجه التحديد للإساءة لاحترامي واحترام شعبي الفلسطيني للسعودية وشعبها ما هي إلا محاولة للصيد في الماء العكر”.

يُذكر أن أسعار النفط الأمريكي شهدت انهيارا تاريخيا، حيث وصلت إلى ما دون الصفر، متأثرة بأزمة كورونا وحرب الأسعار بين السعودية وروسيا، وهو ما دعا البعض للتحذير من “أزمة كارثية” في الدول العربية وخاصة التي يعتمد اقتصادها أساسا على تصدير النفط.