أحدث الأخبار
  • 02:09 . "موانئ أبوظبي" تستكمل دمج أصول شركة "نواتوم"... المزيد
  • 01:23 . تقارير: زوجة الرئيس المخلوع بشار الأسد تعاني بشدة من سرطان الدم... المزيد
  • 12:38 . فرنسا: إنقاذ 107 مهاجرين خلال محاولتهم عبور المانش إلى بريطانيا... المزيد
  • 12:05 . حاكم الشارقة: أهل الخليج تربوا على الوحدة والترابط والأخُّوة الحقيقية... المزيد
  • 11:42 . الذهب يلمع وسط ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية... المزيد
  • 11:11 . البحرين تبدأ استقبال طلبات السوريين الراغبين بالعودة لبلادهم... المزيد
  • 10:56 . الكويت تعلن إجراءات جديدة لملف سحب الجنسية... المزيد
  • 10:50 . استشهاد خمسة صحفيين وغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بغزة... المزيد
  • 10:41 . أسعار النفط ترتفع قليلا بدعم من آمال التحفيز الصيني... المزيد
  • 10:38 . مقتل 14 من عناصر الداخلية السورية الجديدة على يد "فلول" النظام السابق... المزيد
  • 12:18 . البحرين يفوز على العراق ويتأهل لنصف نهائي كأس الخليج... المزيد
  • 12:17 . الإمارات وتركيا تؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لمنع اتساع الصراع في المنطقة... المزيد
  • 10:20 . السعودية تقلب تأخرها أمام اليمن إلى فوز مثير في "خليجي 26"... المزيد
  • 09:07 . صحيفة بريطانية: الإمارات تصبح أكبر مستثمر في أفريقيا وسط مخاوف بشأن حقوق الإنسان... المزيد
  • 08:31 . عثرت عليها داخل المربع الأمني للأسد.. السلطات السورية تحرق "مليون حبة كبتاغون"... المزيد
  • 08:20 . حماس: شروط الاحتلال الجديدة أجّلت الصفقة... المزيد

"داعش".. التساؤلات أصعب من الإجابات في تاريخ الإرهاب الأسود

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 03-09-2014


منذ أن ظهر التنظيم الإرهابي الأكثر وحشية وقسوة في التاريخ المعاصر "داعش" وتتعرض القيم الإنسانية لامتحانات قاسية وصادمة تخلع وتهلع القلوب من هول  الممارسات منقطعة الآدمية من جهة، والمنسوبة زورا وبهتانا لجماعات وأفراد تدعي الانتساب للإسلام من جهة ثانية.
لقد كان متوقعا أن القمع الوحشي الذي يقوم به نظام الأسد، سيؤدي إلى وجود مقابل موضوعي ليس أقل وحشية منه يمثله نظام أو تنظيم، غير أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هو الذي تورط في هذا الإرهاب الأسود، وإن كان الإرهاب على عمومه وإطلاقه وشموله إرهابا مرفوضا ومذموما.
وبعد تواصل جرائم هذا التنظيم، نُسجت حوله أساطير ومعلومات قد تكون مقصودة بذاتها لتسويق الخوف ليسهل عمليات الموالاة فيما بعد للمناطق التي يسيطر عليها، فتنظيم كهذا يستخدم كل شيء من أجل مصلحته بما فيها الدعاية وتسويق الرعب.

تساءلات حائرة وإجابات منعدمة

أثيرت حول التنظيم الكثير من الأسئلة والاتهامات، ومجرد صياغة هذه الأسئلة لتكون دقيقة هي عملية صعبة وبالغة التعقيد وتحمل جزءا من التضليل أيضا في أحيان عديدة، وهو ما انعكس على غياب الإجابات المنطقية القطعية التي تقدم للجمهور رواية متماسكة مقنعة حول هوية هذا التنظيم وهويته، ومن يقف خلفه، ومن يدعمه، وما هي أهدافه، وما مدى صلته بالإسلام وأي فهم سلفي أو معاصر؟
في ظل غياب المعلومات، فإن "الضرب بالودع"هو ما يغلب على تقديم تحليلات قابلة للصمود أمام مناهج التحقق والتدقيق المطلوب بصورة استثنائية في مسائل مصيرية كهذه. لذلك فإن سيل التحليلات والتكهنات حول التنظيم لا تقل حجما عن حجم جرائمه، وفيها جزء لا يبعد عن المبالغات ليس في توصيف إمكانياته، وإنما تطيش في تحديد الإجابات المعقولة لارتباطات هذا التنظيم، كون الجميع يتهم الجميع بدعم التنظيم، لأن كل طرف يرى في سلوك التنظيم أنه يحقق مصلحة الطرف الآخر.
فعندما يستهدف السنة يتم توجيه الاتهامات للشيعة بأنهم خلف التنظيم، وعندما يستهدف المسيحيين أو اليزيديين يتهم السنة بدعم التنظيم، ويطفو على السطح اسم إيران والمليشيات الشيعية في الحالة الأولى، بينما يظهر اسم السعودية وقطر وتركيا في الحالة الثانية.
ولكن سلوك التنظيم يؤكد أنه يعادي الجميع حتى الآن، ولا يأبه لهذه الاتهامات، إذ لم يسجل عليه أنه ذات يوم أصدر توضيحا أو تأكيدا أو نفيا لمسألة مختلف عليها.
الاستبداد والظلم رديف داعش
في مقال للمفكر العربي عزمي بشارة بعنوان "من يقف خلف داعش؟ سؤال عقيم "، يشرح قائلا : لا السلفيّة الجهادية ولدت اليوم، ولا نسختها الداعشية الدموية التي بزّت، في قسوتها، جميع تياراتها، وليدة السنوات الثلاث الماضية؛ ولا يمكن فهمها من دون فهم الاستبداد وأساليبه في حالاتٍ مثل العراق وسوريّة، ..،وفشل الدّولة الوطنيّة في القضايا الرئيسيّة المتعلقة بالفقر والتنمية والمواطنة وحقوق المواطن، وعجزها عن إدارة العلاقة بين الهويات المختلفة، الوطنيّة والقوميّة والدينيّة والإثنيّة، وفشلها في عملية بناء الأمة.".

ويستخلص بشارة:" لم تنشأ هذه الحركات في ظل نظام ديمقراطي، ولا في ظل ثورة ديمقراطية، بل نشأت في ظل الاستبداد والاحتلال، وعنف النظام الوحشي ضد الثورات. ولا شك لدي في أنها قوى زائلة، بحكم مخالفتها منطق العصر والتاريخ، وتناقضها مع حاجات الناس ومتطلباتهم، وصدامها مع طبائع البشر في المجتمعات العربية المتمدنة".

سؤال العلاقة بين "داعش" ودول خليجية

كما أسلفنا، فإن هناك توجها يقضي باتهام السعودية وقطر بالوقوف خلف التنظيم، كرد فعل على همجية مليشيات نظام الأسد والمليشيات الشيعية في العراق على ضرب الوجود السني وتصفيته. فقد سبق لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أن وجه اتهاما صريحا للسعودية وقطر بدعم الإرهاب في بلاده، وهو ما نفته الدولتان جملة وتفصيلا.

ومؤخرا أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر، أن الحكومة الألمانية ليس لديها دليل على أن قطر تموّل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش"، آسفاً لأي إساءة سببّتها تصريحات وزير المساعدة الانمائية غيرد مولر.
وكان مولر قد اتهم صراحة قطر بتمويل مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال شيفر إن الحكومة الألمانية أجرت اتصالات مع قطر، بعد تصريحات مولر،  قائلاً:" إذا كان هناك أي سوء فهم، فنحن نأسف بشأنه".
ووصف المتحدث قطر بأنها شريك "ولاعب إقليمي مهم"، لكنّه قال إن هناك اختلافاً في وجهات نظر ألمانيا وقطر بشأن بعض القضايا.
وأشارت متحدثة باسم وزارة التنمية إلى أن تصريحات مولر استندت إلى تقارير صحافية وليس أدلة ملموسة لدى الحكومة.

ومع ذلك، فقد نشرت "بي بي سي" تقريرا مطولا حول "داعش" وتطرقت لسؤال:" من يقف خلف التنظيم؟". و نفى التقرير بوضوح أي صلة بين "داعش" وقطر والسعودية وتركيا، وإن اعتبر أن صعود هذا التنظيم جاء في غمرة جهود هذه الدول في سياق الإطاحة بنظام لا يقل إجراما عن داعش.

اقتصاد التنظيم

يقطع تقرير "بي بي سي" بأن لداعش اقتصادها الخاص وتمويلها الذاتي، والذي يوفر إجابة أكثر خطورة من الإجابة عن سؤال " من يدعم داعش؟". فيقول التقرير:" إن فهم كيفية عمل اقتصاد التنظيم أشبه بالخوض في عالم مظلم من الوسطاء وصفقات مشبوهة من الأعمال، فهو يصدر نحو 9 الآف برميل من النفط يوميا بأسعار تترواح من 25 و 45 دولارا للبرميل يذهب بعضها إلى نظام الأسد الذي بدوره يبيع الأسلحة مرة أخرى إلى التنظيم".

وتتمثل الإجابة الأكثر خطورة " أن تنظيم الدولة الإسلامية يمول أنشطته ذاتيا، وبالتالي لا يمكن عزله أو استئصاله عن العالم لأنه وثيق الارتباط بالاستقرار الإقليمي على نحو لا يحقق له الاستفادة لنفسه فحسب، بل لأولئك الذين يحاربهم"، ويتابع التقرير:"السؤال الأكبر بالطبع هو ما إذا كان هذا الجزء الذي لا يتجزأ عن المنطقة يمكن هزيمته. فمن غير المرجح أن يحدث ذلك بدون تدخل من الدول الغربية".

الشعوب العربية وداعش

عانت الشعوب العربية طويلا من حقبات متتالية من المؤامرات الخارجية وسوء الأحوال الداخلية، بدءا من الاستعمار والاستبداد والانقلابات و فشل الحكومات بصورة عامة من توفير متطلبات هذه الشعوب وحقوقها وحرياتها. وعندما انطلق الربيع العربي وكانت الشعوب منطلقه ومنتهاه، تآمرت عليها الدولة العميقة في تلك الدول التي سقطت أنظمتها أو ظهر بطش الأنظمة الطائفية، فتحول المواطن العربي إلى مستهدف من المستبدين والدولة العميقة ومن الجماعات الإرهابية، ولا يمتلك المواطن العربي المستضعف خيارا أمام هذه الغزوات الطاحنة، إلا بقية من أمل بأن هذه الفترة الحرجة ستمر كما مر غيرها، ويعود المواطن العربي عزيزا حرا، بدون حكومات فاشلة ومستبدة وبدون تنظيمات إرهابية وبدون دول غربية متسلطة.