في مدينة مقديشو الساحلية حيث الحر الشديد حاول شريف أحمد الاعتداء على أقاربه وجيرانه في واقعة أسفرت عن نقله مكبل اليدين إلى مستشفى للأمراض النفسية.
لم تكن الحرب الأهلية التي لا تلوح لها نهاية في الأفق هي التي تسببت في هياج الشاب ابن الاثنين والعشرين عاما، بل أعراض الانسحاب التي نجمت عن التوقف عن تعاطي نبات القات الذي اعتاد أن يلوكه في فمه منذ بلغ الخامسة عشرة.
والصومال سوق رئيسية للقات الذي يُزرع في المرتفعات الوسطى الخصبة في كينيا المتاخمة للصومال ويُنقل بسرعة برا عقب حصاده إلى مطار نيروبي لتوزيعه على المستهلكين في الخارج.
وما إن يصل القات إلى مقديشو يتجمع الرجال في حلقات لمضغ أوراقه التي تعتبر مُنشطا متوسطا ويتبادلون الأحاديث حتى الساعات الأولى من الصباح.
وفي أواخر مارس آذار أوقف الصومال الرحلات الجوية للحد من انتشار الفيروس مما أدى إلى توقف استيراد القات جوا من كينيا.
وكان لذلك أثره على المتعاطين، وقال الدكتور عبد الرشيد عبدالله الطبيب بمستشفى حبيب للطوارئ النفسية في مقديشو إن البعض وجدوا أنفسهم عاجزين عن النوم لفترات طويلة.
أضاف الطبيب ”أعراض الانسحاب ظهرت“، مضيفا أن من يعجزون عن النوم يعانون في الغالب من كوابيس.
قامت حليمة محمد والدة أحمد بنقله إلى المستشفى في المدينة التي تنتشر فيها آثار المعارك هذا الشهر على أمل علاجه من الإدمان.
وارتفع سعر القات ليصل إلى 300 دولار للكيلوجرام من 20 دولارا فقط عندما توقفت الرحلات الجوية بسبب القيود التي فُرضت لاحتواء الفيروس، ليصبح أغلب المتعاطين عاجزين عن الشراء.
وتسبب ذلك في ضغوط شديدة على إمكانيات مستشفى حبيب.
وقال الدكتور عبد الله في إشارة إلى 40 مريضا يعالجهم ”من بين العدد الإجمالي للمرضى لدينا النصف مدمنون“ للقات.
ويقول معهد كينيا للأبحاث الطبية ومقره في نيروبي إن عدد متعاطي القات يتجاوز عشرة ملايين في مختلف أنحاء العالم.