قال رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد إن الإسلام يلزم المسلمين بالاستعداد للدفاع عن الأمة، مشيرا إلى أن المسلمين يفتقدون هذه المقدرة منذ مدة طويلة.
وأضاف مهاتير محمد -في الحلقة الـ18 من برنامج "شاهد على العصر"- الذي تبثه قناة الجزيرة، أن كثيرا من المسلمين يفرون من بلدانهم حاليا لأنها لا توفر لهم الأمن، الأمر الذي يُلزمنا بتوفير الأمن دفاعا عن الأمة.
وقال مؤسس ماليزيا الحديثة إن العالم الإسلامي في أزمة، ورغم ذلك فلا يتم فعل شيء لإيقافها، فالمسلمون يحارب بعضهم بعضا ويعانون من عدم الاستقرار، كما أن بعض الدول الإسلامية ليس لديها حكومات رشيدة، مشيرا إلى أن القمة الإسلامية -التي عقدت في كوالالمبور في ديسمبر 2019- كانت تهدف إلى البحث في أسباب الأزمات التي يعاني منها المسلمون.
وأوضح مهاتير محمد أن هذه القمة ليست بديلة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مؤكدا أنه تمت دعوة السعودية إليها. كما دعا الدول الإسلامية إلى أن تمارس الحكم الرشيد كي تنعم بالاستقرار وتصل إلى التقدم.
وأضاف أن تركيا هي أكثر دول العالم الإسلامي تقدما، ولديها قدرة على توفير قدرات دفاعية، وهي دولة مستقرة مقارنة بغيرها من الدول الإسلامية، كما أن بإمكانها فعل الكثر لحماية المسلمين في العالم.
وقال رئيس الوزراء الماليزي السابق إنه حرص على أن تكون لبلاده علاقات ودية مع كل دول العالم بغض النظر عن أيديولوجيتها، مشيرا إلى أن بلاده دولة محايدة لا تنحاز إلى أي طرف في أي نزاع دولي، واصفا ذلك بالسياسة الناجحة.
وأوضح مهاتير محمد أن ماليزيا حافظت على حيادها حتى مع سيطرة الولايات المتحدة بمفردها على العالم، مؤكدا أن بلاده لا تنحاز إلى أميركا أو الصين في النزاع القائم بينهما حاليا.
وأضاف مهاتير أن أميركا الآن لا تسيطر على العالم بالقدر الذي كانت تسيطر به سابقا بسبب منافستها مع الصين الصاعدة، لافتا في هذا الصدد إلى أن أوروبا لا تعادي الصين مثل أميركا، فلا تزال هناك رغبة أوروبية في الاستثمار مع الصين، كما أن روسيا تقف في صف الصين.
وعن موقف العالم الإسلامي من هذا الصراع القائم، قال رئيس الوزراء الماليزي الأسبق إنه لا تأثير دوليا للعالم الإسلامي لأنه ضعيف ومضطهد من الجميع، مشددا على أن من حق كل دولة أن تكون قوية اقتصاديا وعسكريا.
واتهم مهاتير محمد أوروبا بسلب فلسطين من أهلها لإقامة دولة إسرائيل، موضحا أن هذا ظلم أغضب العرب والماليزيين. ووصف قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة واشنطن إلى القدس بأنه قرار خاطئ، لأن القدس لا تنتمي إلى إسرائيل.