صاغت مجموعة من التحليلات المنحازة في الولايات المتحدة الصفقة سيئة الذكر بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والإمارات العربية بأنها “فوز كبير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب” و”زلزال جيوسياسي” امتداداً لمزاعم وزير الخارجية، مايك بومبيو الذي وصف الاتفاقية بأنها “يوم تاريخي للسلام في الشرق الأوسط.
وهذا بالضبط ما كانت تريده إدارة ترامب من الصفقة، وفقاً للباحثة أنيل شلين من معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول: الكثير من الدعاية لترامب ونتنياهو وبن زايد، ولكن بدون جوهر للصفقة.
وأكدت شلين أنّ ما يدعى بالاختراق كان في الغالب دفعة علاقات عامة للثلاثي المذكور، في حين سيتحمل الطرف الفلسطيني المستبعد جميع التكاليف.
وأشارت الباحثة إلى مزاعم محمد بن زايد بأن الاتفاقية توقف “ضم الأراضي فلسطينية” وأنها خارطة طريق نحو إقامة علاقات ثنائية، في حين أكد نتنياهو أنه لم يجر “أي تغيير في خطط الضم”.
ولاحظت أن القادة حاولوا أن يُظهروا لمؤيديهم بأن لهم القدرة على إبرام الصفقات، وهي ساحة لطالما أفرط فيها هولاء القادة في الوعود وعدم تقديمها، كما يتضح من الإخفاق الكبير لترامب في العلاقات مع كوريا الشمالية وإيران والصين.
وكما هو متوقع، سيتراجع نتنياهو عن وعوده، وسيمهد المنافس الديمقراطي جو بايدن إذا فاز خارطة طريق جديدة، وسيوقف الزخم، وسيواصل محمد بن زايد سياسة انتهاكات حقوق الإنسان ضد مواطنيه والتظاهر بأن الإمارات هي “معقل الإسلام المعتدل” مع استعراضات مسرحية حول التسامح، بما في ذلك بناء معبد لطائفة المورمون والجماعات الدينية الأخرى.
والمهم في الأمر، كما تضيف الباحثة، أن الصفقة، بخلاف كونها حيلة دعائية، لا تمثل تحولاً كبيراً في العلاقات الجيوسياسية، حيث كانت الإمارات وإسرائيل تتعاونان بالفعل بهدوء في المسائل الأمنية رداً على التهديد المزعوم من إيران.
واستنتجت الباحثة أن المشكلة الحقيقية هنا أن تاثير الصفقة على الصراع العربي- الإسرائيلي سيكون سيئاً للغاية، حيث ستقل احتمالات التوصل لحل جذري للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن “التطبيع” لم يعد يعترف بحقوق الفلسطينيين.
التعبير الشعبي السعودي عم دعم فلسطين هو تعبير عن عدم الرضا السياسي
وتناولت الباحثة حجم رد الفعل على الدول التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل، وقالت إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يقترب من الانتحار، حيث تم اغتيال أنور السادات عام 1981 فيما كشفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن مخطط للرئيس السوري السابق حافظ الأسد لاغتيال العاهل الأردني الملك حسين وشقيقه الأمير الحسن، انتقاما من الصفقة، ولكنها لاحظت أن بن زايد لن يواجه الشيء الكثير رداُ على تطبيع العلاقات.
وقالت الباحثة إن المحللين يعتقدون أن البحرين ستحذو حذو الامارات في التطبيع مع إسرائيل، بهدف الحصول على استحسان الإدارة الأمريكية
وأكدت شلين أن الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في المنطقة لا يزال قوياً، على الرغم من الجهود المخفية لإظهار أن القضية لم تعد بارزة، ولاحظت ان التعبير عن دعم فلسطين هو في الواقع، ايضاً، تعبير عن عدم الرضا السياسي، وخاصة في السعودية والبحرين والإمارات
وأشارت إلى طوفان من التغريدات على تويتر لدعم فلسطين من السعوديين، مع صورة للملك فيصل المعروف بموقفه المؤيد لفلسطين والمعارض للصهيونية، وقالت إن الصور هي من أحدى الطرق التي يعبر فيها السعوديون عن عدم رضاهم عن سياسات معينة دون توجيه انتقادات صريحة.