قال الكاتب الإسرائيلي يوسي أحيمائير، اليوم الأربعاء، إن استمرار إطلاق البالونات الحارقة من غزة باتجاه المستوطنات الجنوبية أمر غير محتمل، لأن أي دولة في العالم لن تسمح باستمرار هذا الجدول اليومي من الاستفزاز لسيادتها، وبالتالي فإن غزة لا علاج لها ما دامت حماس تسيطر عليها، لكن "إسرائيل" في الوقت ذاته ليس لديها "شمشون" لهدم أبوابها، وسنبقى في هذه المحنة لسنوات عديدة.
وأضاف أحيمائير في مقاله بصحيفة معاريف، أننا حلمنا ذات مرة بالسلام مع بعض الدول العربية، واليوم نحققه مع اتفاقية سلام ثالثة مع دولة صحراوية وهي الإمارات، ذات الأبراج الشاهقة، والمساجد الرائعة، والبحيرات الصناعية، وعوامل الجذب غير العادية، ويستقبلنا الإماراتيون بترحيب لطيف وأذرع مفتوحة في مملكة الملياردير محمد بن زايد، دولة لم نشهد معها حربا، بعكس الأردن ومصر.
وأشار إلى أن المفارقة الإسرائيلية تقول إن لدينا دبي البعيدة، وغزة القريبة، كم هو مؤسف أن الوضع لم ينقلب، بحيث تصبح غزة مثل دبي، وبينما تندلع دائرة السلام باتجاه دول الخليج، وربما في المغرب العربي، فإن أصوات الانفجارات تتصاعد على حدودنا المباشرة مع غزة، أصوات السلام هناك، وقرع طبول الحرب هنا، على حدود قطاع بائس، يغوص في هاوية الفقر والعنف، تحت حكم حماس، منذ تركناها وانسحبنا منها.
والإغلاق والاحتلال ذريعة لإطلاق البالونات والصواريخ، وتطلب فتح البوابات والمعابر، في الوقت الذي تتفاقم فيه جبهاتها في غزة التي لا تعرف حدودا أمام نقاط الضعف الإسرائيلية، المبتلاة بالانقسام والتظاهرات بسبب أزمتها السياسية الحادة، والنتيجة أن الردود الإسرائيلية الخافتة على غزة تزيد من عناد حماس.
وأشار إلى أن الفلسطينيين في غزة لن يتعلموا أبدا من تجربة عرب الخليج "المستنيرين"، وفي حين أن دائرة السلام مع الدول العربية البعيدة قد تتسع في أعقاب الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة، فلا يوجد احتمال للسلام مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحماس في غزة، وبالتالي فإن حلم تحول غزة إلى دبي أو سنغافورة إنما هو حلم مضحك وهلوسة، ومن الأفضل أن يستيقظ الإسرائيليون من هذا الوهم.
وأوضح أنه لن يتم اقتلاع شوكة حماس من خاصرة "إسرائيل" عما قريب، ولذلك طائرات إف35 للإمارات ليست هي ما تقلقنا، بل الأسلحة المتقدمة على غرار البالونات الحارقة التي يتم نفخها باتجاهنا من القطاع، وبينما ستبقى غزة في واقعها الصعب الحالي، ستعمل تل أبيب وأبوظبي على تعميق تعاونهما، رغم أن ما يفصلني عن غزة هو ساعة واحدة بالسيارة، فيما أبتعد عن الإمارات أكثر من ألفي كيلومتر جوا.