كشفت شبكة "بي بي سي" (BBC) أدلة جديدة تؤكد أن أبوظبي ضالعة في قتل 26 تلميذا عسكريا ليبيا أعزل، بطائرة إماراتية مسيرة في طرابلس في يناير الماضي.
وكشف التحقيق أن التلاميذ العسكريين قتلوا بصاروخ جو أرض صيني الصنع، يعرف باسم السهم الأزرق 7، أطلقته طائرة مسيرة تسمى "وينغ لوونغ 2" (Wing Loong 2).
وأكد التحقيق أن طائرات وينغ لوونغ 2 كانت تعمل من قاعدة جوية ليبية واحدة هي الخادم وقت الغارة، وأن الإمارات هي التي زودت وشغلت الطائرات المسيرة التي كانت هناك.
وعززت "بي بي سي" تحقيقها بسجل أسلحة يبين أن الإمارات اشترت 15 طائرة مسيرة من طراز وينغ لوونغ 2، و350 صاروخا من نوع السهم الأزرق 7 عام 2017.
كما وجد التحقيق أدلة على أن طائرات وينغ لوونغ 2 كانت تعمل فقط من قاعدة جوية ليبية واحدة - هي الخادم - وقت الغارة وأن أبوظبي قامت بتزويد وتشغيل الطائرات المسيرة التي كانت متمركزة هناك.
ووجد تحقيق بي بي سي أدلة جديدة على أن مصر تسمح للإمارات باستخدام القواعد الجوية العسكرية المصرية القريبة من الحدود الليبية.
إذ تبين أنه في فبراير 2020 نقلت طائرات وينغ لوونغ 2 المتمركزة في ليبيا عبر الحدود إلى مصر، إلى قاعدة جوية بالقرب من سيوة في الصحراء الغربية المصرية.
واعتمد تحقيق بي بي سي، الذي استمر ثلاثة أشهر، على أدلة فيديو لإعادة بناء الصاروخ الذي قتل الطلاب العسكريين في طرابلس، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية لتأكيد وجود طائرات بدون طيار من طراز وينغ لوونغ في القواعد الجوية الليبية، وتتبع هذه الطائرات بدون طيار وهي تقطع الحدود الى مصر كما يبدو.
وحلل فريق التحقيق أيضا بيانات الرحلات التي سجلها الرادار لتأكيد حركة طائرات الشحن بين الإمارات وقاعدة سيدي براني الجوية العسكرية في غرب مصر.
وقدمت بي بي سي أفريقيا وبي بي سي عربي نتائج هذا التحقيق إلى حكومتي الإمارات العربية المتحدة ومصر لكنها لم تتلق أي رد حتى الآن.
وفي العام الماضي، كان هناك تصعيد في استخدام الطائرات بدون طيار من قبل كلا الجانبين في الصراع.
ووصف غسان سلامة، الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، هذا بأنه "ربما يكون أكبر مسرح حرب طائرات بدون طيار في العالم الآن".