نقلت صحيفة "معاريف" اليوم الجمعة، عن مسؤول رفيع في حكومة الاحتلال الإسرائيلية قوله إن فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، برئاسة الولايات المتحدة، على حساب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من شأنه أن يعزز لدى رئيس الوزراء الإحتلال، بنيامين نتنياهو، خيار عدم الذهاب لانتخابات مبكرة، يفترض أن تجري في مارس القادم، في حال لم يتم إقرار ميزانية للدولة قبل الثالث من ديسمبر القادم.
وفي حال أصر نتنياهو على عدم إقرار ميزانية العام 2021، في ظل مطالبة حزب "كاحول لفان" بإقرارها بما يضمن تنفيذ اتفاقية التناوب في رئاسة الحكومة بين نتنياهو وبني غانتس، ستتجه إسرائيل لإجراء انتخابات جديدة.
ويبذل نتنياهو جهودا كبيرة، لعدم إقرار الميزانية بما يمكنه من تفكيك الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة، تدل الاستطلاعات الإسرائيلية المختلفة أنه سيكون قادرا بعدها على تشكيل حكومة ائتلاف جديد بدلا عن حكومة الوحدة الحالية.
وبحسب المسؤول الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه، فإنه نتنياهو سيكون بحاجة في مواجهة إدارة ديمقراطية بقيادة بايدن، لحكومة وحدة واسعة يكون فيها حزب "كاحول لفان" ونواب حزب "العمل" بمثابة "درع واق في مواجهة الإدارة الأميركية الجديدة"، على غرار ما كان خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما.
ووفقا للمصدر، فإنه من غير المنطقي تفكيك حكومة وحدة وطنية خصوصا أن زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينت، زعيم التيار الديني الصهيوني الاستيطاني (الذي تتوقع الاستطلاعات بأن يفوز حزبه بأكثر من 20 مقعدا) لا يمكن له أن يكون الشريك الصحيح لنتنياهو في مواجهة إدارة ديمقراطية.
ولفتت "معاريف" إلى أن أطرافاً مختلفة في الأحزاب الإسرائيلية تتوقع أن يؤدي فوز بايدن إلى تخفيف فرص التوجه لانتخابات مبكرة في إسرائيل، وأن يؤدي كذلك إلى تعيينات جديدة مهمة ومؤثرة في الحكومة وفي السلك الدبلوماسي بشرط أن تكمل الحكومة الحالية ولايتها وصولا إلى نوفمبر 2021 موعد تسلم غانتس منصب رئيس الحكومة وفقا لاتفاقية التناوب مع نتنياهو.
في المقابل وبالرغم من هذه التصريحات، فإن نتنياهو، الذي ستبدأ جلسات الاستماع للشهود في محاكمته بتهم الفساد في يناير/ 2021، يمكن أن يتجه على الرغم من ذلك لتفكيك الحكومة الحالية والذهاب لانتخابات مبكرة.
وسيحاول نتنياهو تقديم نفسه أمام الناخب الإسرائيلي بأنه الوحيد الذي سيكون قادرا على مواجهة توجه أميركي جديد مغاير، يمكن له أن يضر بـ "المصالح الإسرائيلية الحيوية"، ولا سيما ما يتعلق بمخططات الضم في الضفة الغربية والبناء في المستوطنات، مستشهدا بالمواجهة التي قادها ضد إدارة أوباما، وخاصة في كل ما يتعلق بالملف الإيراني.
وقد يعتمد نتنياهو في دعايته الانتخابية أيضا على ما بدا يكرره ناطقو حزب "الليكود" عن علاقته الجيدة مع بايدن وأنه سيكون قادرا على العمل مع إدارة النائب السابق لأوباما، دون العودة بالضرورة لحالات التوتر التي ميزت علاقات إسرائيل مع الإدارة الأميركية قبل وصول ترامب.