أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

تحية لمبادرة «اقرأ»

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-09-2014

الدعوة التي تلقيتها من فريق «اقرأ» في شركة أرامكو السعودية، للمشاركة في المبادرة لمدة ثلاثة أيام في مدينة الدمام بالسعودية، لم تكن واضحة بما يكفي بالنسبة لي، لكنني تحمست للفكرة، وأبديت موافقة فورية للمشاركة، في الحقيقة كانت الظروف الشخصية غير مواتية فأنا بالكاد عائدة من سفر طويل، وليس بين عودتي وسفري للدمام سوى يومين فقط، لكنني مساء أمس وجدت نفسي أسير بخطى متسارعة في مطار الملك فهد بن عبدالعزيز خارجة منه إلى مقر إقامتي عابرة صحراء طويلة وقاحلة من المطار إلى مدينة الخبر، كنت متشوقة لـ«اقرأ» هذا كل ما كان يجول في خاطري!

مشكلتنا في بلدان النفط، أننا ربينا جيلاً كاملاً من الشباب، اتضح في نهاية الأمر أننا نسينا تزويده بتوجه معرفي شديد الأهمية، هو الاهتمام بالقراءة، ففي دول العالم المتقدمة ينظر للقراءة كفعل حضاري يشكل فارقاً بين الحضارة والتخلف، وبين الركود والتنمية، وبين الغفلة والوعي، وبين أن تعيش في كهف «كرجال كهف أفلاطون» وأن تعيش تحت الشمس وفي النور مباشرة، وحين استدركنا خطأنا كمجتمع، كمؤسسات، كأسر، كمدارس، كمثقفين وأفراد عاديين، بدأنا نركض هنا وهناك، ونندب حظنا، ونقارن أنفسنا بغيرنا، في محاولة جلد للذات كعقاب مستحق، بدأ الكتاب يتحدثون عن الأسباب، والعلماء يحللون الظاهرة، والصحافة تسأل وتطلق الأحكام، وكانت النتيجة النهائية السوداء: «العرب أمة لا تقرأ» و«الشباب العربي لا يهتم بالقراءة بل ولا يدرجها ضمن اهتماماته وهواياته، وطبيعي فالكتاب ليس سلعة أولية في حياة المجتمعات العربي كما هي الحال في إسبانيا وبريطانيا والسويد وألمانيا، وانهالت المقارنات من بين سطور وفقرات تقارير التنمية البشرية»، وضع العرب مخجل جداً بحسب جداول صناعة وإنتاج الكتب، وبحسب الاهتمام العربي بالقراءة وشيوعها بين الناس كسلوك!

وبدأ الكل يتكلم، وما زلنا نتكلم، خاصة أن ديوان حضارتنا الرئيس قائم على ملكة الشعر والنثر، أي على الكلام، نادرة هي المجتمعات التي غادرت منطقة الكلام إلى منطقة الفعل أو منطقة التفكير المنهجي لمعالجة الظاهرة الإشكالية، الذين تصدوا لظاهرة تدني الاهتمام بصناعة الكتاب والترجمة والقراءة عمدوا إلى ترسيخ تراث حضاري متمثل في معرض الكتب، جوائز الكتب والروايات، مسابقات النشر والتأليف للشباب تحديداً، برامج الترجمة، برامج إثراء توجهات الشباب نحو القراءة، وبرنامج «اقرأ» الذي تتبناه أرامكو السعودية، ويهدف إلى الهام وإثراء مليوني شاب وفتاة في مجال القراءة والإبداع ببلوغ عام 2020، إنه واحد من برامج التنمية المعرفية البشرية، يستحق التقدير فعلاً، ويستحق عناء الحضور والمشاركة!

ما يكرسه البرنامج أولاً هو أننا إذا أردنا أن نتجاوز مشكلة فعلينا أن نفككها، وأن نحل عقدها، أما أن ندير حولها حفل زار كلامية لا نهاية لها، فإن المشكلة ستبقى وستراكم إفرازات أكثر، يكرس البرنامج فكرة الاحتفاء بالمعرفة، فالمعرفة والقراءة والثقافة إنتاج حقيقي ذو مردود مؤثر في سياقات تطور المجتمع، إنه لا يقل عن إنتاج البترول وصناعة السيارات والبتروكيماويات.

إن الشباب الذي يقرأ ويحتفي بالقراءة يمتلك سلم قيم تعمل بشكل أوتوماتيكي في الارتقاء بنشاطه ووجهاته وأفكاره وإنتاجه، بطريقة متحضرة وعملية وفاعلة، بعيداً عن الشطط والتطرف والكسل والانحراف .