كشف وزير تونسي سابق عن تلقي حزب نداء تونس (الحزب الحاكم السابق) لأكثر من 40 مليون دولار من الإمارات والسعودية، خلال فترة رئاسة الباجي قائد السبسي.
وقال الوزير السابق، لزهر العكرمي، إن حزبه السابق (نداء تونس) حصل على 40 مليون دولار على شكل دفعات تم إرسالها من دولتين عربيتين (في إشارة للإمارات والسعودية)، وتم إيداعها في الخارج في حسابات القيادات الأولى في الحزب.
وأثار تصريح العكرمي جدلا كبيرا على مواقع التواصل، حيث استرجع نشطاء حديثا قديما لوزير مكافحة الفساد السابق، محمد عبّو، أكد فيه أن لديه وثائق تثبت تلقي حزب نداء تونس لأموال طائلة من الإمارات.
وكان محسن مرزوق، رئيس حزب مشروع تونس ورئيس الحملة الانتخابية لقائد السبسي، أكد في حوار سابق تلقي الأخير لـ”هبة إماراتية” تضمنت سيارتين مصفحتين مشيرا إلى أن “هذه الهبة لم تأتِ للحزب بل جاءت للسبسي الذي تربطه بالقيادات الإماراتية علاقة صداقة وثيقة منذ زمن الشيخ زايد آل نهيان”.
ومنذ سنوات، تبذل دولة الإمارات جهودًا مكثفة لتوجيه السياسات الداخلية والخارجية لبعض الدول، وبينها تونس، بهدف بناء "نظام إقليمي جديد" ينسجم مع تصوراتها، وتشن لتحقيق ذلك هجمات تستهدف منع تعزيز الديمقراطية، ونشر الفوضى في بلدان عديدة، وفق تعبير مراقبين.
ودعمت أبوظبي الاحتجاجات المناهضة لحركة "النهضة"، عام 2013، كما دعمت حزب "نداء تونس" ضد "النهضة" في الانتخابات الرئاسية، عام 2014، وعملت على استمالة الرئيس التونسي (الراحل)، الباجي قايد السبسي، لكسر تحالف النهضة-نداء تونس، الذي بزغ عقب انتخابات 2014.
بالمثل، مولت أبوظبي الاحتجاجات المناهضة للحكومة، عام 2018، لإيجاد أزمة مصطنعة باتخاذ قرار لا يتناسب مع الأعراف الدبلوماسية، عبر منع التونسيات من دخول الإمارات.
كما عملت أبوظبي على توجيه السياسات الداخلية التونسية، بدعم وزراء مثل لطفي براهم، ونبيل القروي، زعيم حزب "قلب تونس"، إلا أن جميع خطواتها باءت بالفشل.
ومن خلال الأزمة المفتعلة ضد الغنوشي، دعت مجموعات الذباب الإلكتروني، التابعة للمحور الإماراتي السعودي، البرلمان التونسي إلى سحب الثقة من الحكومة الائتلافية (تشارك فيه "النهضة").
وعبر وسائل إعلام تابعة لهذا المحور، مثل "العربية" و"سكاي نيوز"، وجهت شخصيات تونسية تابعة لذلك المحور، مثل عبير موسى، انتقادات لاذعة للغنوشي، معتبرة أن احتجاجات تونس، بداية من ديسمبر 2010، لم تكن ثورة. لينتقل بعدها النشاط الإماراتي من تونس إلى التدخل في الشؤون الداخلية الليبية.