قالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن الإمارات خفّضت دعمها لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بشكل ملموس، مشيرة إلى أن هذا التحرك يأتي في سياق تقليص انخراط أبوظبي في عديد من النزاعات بالمنطقة.
ونقلت الوكالة، اليوم الأحد، عن خمسة مصادر مطلعة، قولها إن الإمارات خفَّضت بشكل ملموس، مساعداتها اللوجيستية والتسليحية لقوات حفتر.
وقال مصدران: إن الإمارات "ليست موجودة عسكرياً في ليبيا تماماً الآن"، فيما ذكر مصدر ثالث أن أبوظبي خفَّضت بشكل ملحوظ، عدد الرحلات الجوية إلى شرقي ليبيا، الذي يسيطر عليه حفتر.
وأضاف المصدر أن هذا الأمر ربما يعني أن الإماراتيين قد نشروا الكميات المطلوبة من المعدات العسكرية هناك.
وأقر مصدران آخران بأن الإمارات خفضت مستوى وجودها العسكري في ليبيا، فيما أكدت جميع المصادر عدم وجود أي أدلة على أن أبوظبي قطعت الاتصالات مع حفتر أو المرتزقة السودانيين وغيرهم المنخرطين في النزاع.
وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن عدم وجود دليل على قطع الاتصالات بين أبوظبي وحفتر، "يتناقض مع إطار تخلي الإمارات عن السياسة التي انتهجتها منذ الربيع العربي، وأدت ضمنها دوراً نشطاً في النزاعات الإقليمية، وعلى رأسها اليمن وليبيا".
ولفتت إلى أن وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى الحكم يعد عاملاً رئيساً دفع أبوظبي إلى تفعيل جهودها في هذا الاتجاه.
وأكدت "بلومبيرغ"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، صحة الأنباء عن تفكيك الإمارات أجزاء من القاعدة التي طوَّرتها في مدينة عصب الإرترية، وسحب معداتها وقواتها المنتشرة هناك.
وجاء تفكيك الإمارات أجزاء من قاعدة عصب، بعد استخدامها على مدى سنوات كنقطة لوجيستية مهمة لنقل قوات وأسلحة ثقيلة إلى اليمن.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا التغيير في السياسات يتزامن مع تعديل وزاري؛ حيث تولى الشيخ شخبوط بن نهيان منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية خلفاً لأنور قرقاش الذي تسلّم منصب المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة.
وخلال السنوات الست الماضية، قدمت الإمارات دعماً عسكرياً ومالياً وسياسياً للواء الليبي المتقاعد الذي حاول السيطرة على ليبيا بالقوة، قبل أن يتراجع العام الماضي، مع الضغط الدولي ودخول تركيا إلى جانب حكومة الوفاق.
وتأتي هذه الأخبار بعد وقت قصير من اختيار حكومة ومجلس رئاسي جديدين بليبيا، في إطار الحوار الوطني الذي رعته الأمم المتحدة والذي لم يتضح دور حفتر فيه حتى الآن.