أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو أن صفقة بيع الطائرات المقاتلة من طراز أف-35 لأبوظبي قبيل توقيع اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مطلع العام الماضي، كانت جزءا لا يتجزأ من اتفاقيات التطبيع.
وشدد بومبيو في حوار مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، على أنه بالرغم من المحاولات الدائمة لنفي مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين وإماراتيين أن تكون صفقة الأسلحة هي جزء من اتفاقية التطبيع، إلا أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أقروا بذلك في حينه، وأن الاتفاق وضع أبوظبي في وضع أفضل لاستلام هذه الأسلحة المتطورة.
وأشار إلى أن صفقة بيع طائرات “إف-35" للأمارات كان أمراً حاسماً لإتمام اتفاقية التطبيع والمضي قدماً في توقيعها، وأنها طمأنت الإمارات بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتبرانها شريكاً أمنيا موثوقاً به.
ولفت إلى أنه بالرغم من النفي الإسرائيلي المتكرر للدور الذي لعبته صفقة الأسلحة المذكورة في إتمام اتفاقية التطبيع، إلا أن الإدارة الأمريكية في عهد ترامب، أكدت أنها تأتي ضمن سلسلة إجراءات سمحت لاتفاقية التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي بالمضي قدماً.
وأوضح بومبيو أن أهمية الصفقة تكمن في حقيقة أنها “نقلت رسالة مفادها أن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تشترك جميعها في نفس المفهوم الأمني”. محذراً من أن التقارب الإماراتي الصيني قد يؤثر على الصفقة.
وحسب بومبيو فإن واشنطن وقعت مع أبوظبي صفقة بقيمة 23 مليار دولار لبيعها 50 طائرة إف-35، و18 طائرة دون طيار مسلحة، وتقنيات أخرى من عدد من كبار مقاولي الدفاع الأمريكيين.
كما نوه إلى المخاوف الأمريكية لتقدم العلاقات بين الإمارات والصين، على إثر تزايد العلاقات بينهما، وهو ما قد يعرض صفقة الأسلحة للخطر.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورينال” قالت إن العديد من المسؤولين الأمريكيين المجهولين أثاروا مخاوف من العلاقات الوثيقة بشكل متزايد بين أبوظبي وبكين، وهو ما قد يعيق عمليات البيع المتوقعة.
وبحسب الاتفاق، فإنه من المقرر تسليم الطائرات بحلول عام 2027، إذ أصدر الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن مراجعة لعملية البيع بمجرد توليه منصبه وأعلن عن تقدمها في منتصف أبريل الماضي.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن إسرائيل طالبت الولايات المتحدة بضمان حقها في التفوق العسكري في المنطقة، وأن عليها التشاور مع إسرائيل بشأن المبيعات المقترحة للأسلحة المقدمة لدول أخرى في المنطقة.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ذكرت في سبتبمر 2020، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو وافق سراً على صفقة الأسلحة بغية دفع التطبيع مع الإمارات”، وهو ما نفته إسرائيل لأول مره في حينه.
و في أكتوبر 2020، أصدر نتنياهو بيانا مشتركا مع وزير الجيش بيني غانتس قال فيه إنهما اتفقا على أنه “نظرًا لأن الولايات المتحدة تعمل على تحديث القدرات العسكرية لإسرائيل وتحافظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، فلن تعارض إسرائيل بيع هذه الأنظمة إلى الإمارات العربية المتحدة”.