شنت وسائل إعلام إماراتية رسمية، هجوماً لاذعاً على المعارضة المصرية وانتقادات لاذعة ضد ثورات "الربيع العربي" مع حلول الذكرى الثامنة لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة شرقي العاصمة المصرية القاهرة.
وأفردت صحيفة "الاتحاد" الرسمية، مساحة واسعة (7 صفحات) تحرّض وتهاجم فيها جماعة الإخوان المسلمين، بل وتثني في الوقت ذاته على ما أسمته "انتفاضة" تونس ضدهم (الانقلاب الدستوري)، التي قالت إنها تلاقت مع ثورتي الحسم في السودان ومصر، وتوجه إنذاراً إلى ليبيا، وتدعو أوروبا وأمريكا لمزيد من الإجراءات ضد التنظيم. وقالت الصحيفة، إن آ"خر أوراق التوت قطعت لتعري وتفضح الوجه الحقيقي للجماعة في تونس، وتسدل الستار على 10 سنوات عجاف لحزب تحكم بمفاصل الدولة تحت إسم حركة النهضة". حسب تعبيرها.
وزعمت الصحيفة الإماراتية الرسمية أن ثورات الربيع العربي مثلت عقداً من الفقر والمرض والفساد والاغتيالات وسوء الأوضاع في كل المجالات.
وزعمت الصحيفة، أن "الانقلاب الدستوري الذي أعلنه الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو، انحياز لوجع الشعب الذي يئن تحت وطأة أزمات اقتصادية واجتماعية وصحية، واتخذ قرارا حاسما يوقف ارتهان البلاد للإخوان".
وذكرت الصحيفة، أن "انتفاضة تونس"، تتلاقى مع ما سبقها من ثورتي القرار والحسم في السودان ومصر، وتوجه جرس إنذار إلى الجوار الليبي الذي لا يزال مهدداً من هذه الجماعة في انتخابات ديسمبر المقبل، وتضيء الطريق أمام أوروبا وأميركا لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد التنظيم.
وتابعت "لا أحد يريد هذه الجماعة.. ومن أرادها عاد ونبذها، بسبب أكاذيبها الجلية، وبواطنها الخفية، ووعودها الفارغة التي لم تحقق سوى مصالحها الشخصية. أينما حلت كان الخراب، أو الفساد، أو شيء من الاثنين معجون بعقلية الهيمنة، وذهنية الإلغاء".
وفي 14 أغسطس 2013، فضت قوات من الجيش والشرطة المصرية اعتصامين لأنصار الرئيس السابق الراحل محمد مرسي المنتمي للجماعة، في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة".
وأسفرت عملية الفض عن سقوط 632 قتيلا، منهم 8 من رجال الشرطة، حسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، فيما قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد الضحايا تجاوز هذا العدد.
وشهدت الذكرى فعاليات لإحيائها من معارضين، أغلبها في الفضاء الإلكتروني، بينما شنت صحف محلية موالية للنظام وأخرى خليجية منها صحف أبوظبي "حملة انتقادات" ضدها.
الجدير بالذكر أن أبوظبي تشن بين الحين والأخر حملات غير مسبوقة وتمول تيارات عسكرية وأخرى مدنية لإفشال ثورات الربيع العربي التي اندلعت في عدد من البلدان العربية، وذلك خشية منها من انتقال موجة الربيع باتجاه الأنظمة الخليجية الملكية.
وقد كان لأبوظبي دور بارز في دعم الانقلاب العسكري بقيادة الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، بل إنها عرضت مبالغ مالية هائلة أغرت من خلالها الجيش المصري مقابل تنفيذ الانقلاب والإطاحة بأول نظام مدني منتخب ديمقراطيا في مصر.