تلقى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي مساء الأربعاء اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري بشار الأسد، ضمن مساعي عدد من الدول العربية لإخراج النظام السوري من عزلته السياسية التي يعيشها منذ اندلاع الثورة السورية في 2011.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن محمد بن زايد والأسد بحثا علاقات البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة.
وأضافت أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع في سوريا و منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وقالت صفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية" التابعة للنظام إن محمد بن زايد أكد دعم الإمارات للنظام السوري في هذه الظروف التي وصفها بالاستثنائية، وأن سورية "لن تبقى وحدها بظل هذه الظروف الحرجة".
ويعتبر اتصال محمد بن زايد والأسد، وقبله مع العاهل الأردني، محطات ضمن خطوات لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام، وسط جهود الإمارات والأردن لإخراج النظام السوري من العزلة عربياً، بدفع روسي واضح.
وفي مارس الماضي، أعرب وزير الخارجية عبد الله بن زايد عن تمسكه بـ"عودة سوريا لمحيطها العربي" في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره سيرغي لافروف، معتبراً "قانون قيصر" بأنه يعقد الأوضاع في سوريا.
ومنذ يوليو الماضي، تسارعت خطوات التطبيع العربي مع النظام السوري، لا سيما من قبل الأردن والإمارات ومصر، متمثلة في لقاءات متبادلة، واتفاقات وتفاهمات اقتصادية.
والأحد 10 أكتوبر الجاري، اتفق وزير الاقتصاد عبد الله بن طوق المري ونظيره السوري محمد سامر خليل على تعزيز التعاون الاقتصادي مستقبلاً، وذلك على هامش حضور الأخير معرض "إكسبو 2020 دبي".
ونوه المري إلى أن "حجم التبادل التجاري غير النفطي خلال العام الماضي 2020 بلغ نحو 2.6 مليار درهم، فيما بلغ خلال النصف الأول من العام الجاري 2021 نحو مليار درهم، فيما تجاوزت قيمة الاستثمار السوري المباشر في دولة الإمارات 1.5 مليار درهم بنهاية 2019".
كما وافق مجلس وزراء نظام الأسد الأسبوع الماضي على استكمال إجراءات التعاقد لإنشاء المحطة في منطقة وديان الربيع بمحافظة ريف دمشق في مدة لا تتجاوز 15 شهراً، وكامل الكميات المنتجة من المحطة سيتم حقنها بالشبكة الكهربائية، مما يعني زيادة الكميات الموزعة وتخفيض ساعات التقنين الكهربائي.
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، سالم المسلط، أشار قبل أيام أن "التطبيع مكافأة لجرائم النظام"، لافتاً إلى أن "التطبيع إساءة قبل أن تكون للسوريين، هي إساءة للدول التي تتجه باتجاه النظام لأن المخطط الإيراني مضر بهذه الدول نفسها". وفق صحيفة "العربي الجديد".
وأوضح المسلط أن "الولايات المتحدة رافضة لخطوات التطبيع"، مضيفاً "نرى أن مصلحة الدول أن تبتعد عن هذا النظام لأنه ضرر لها قبل أن يكون ضرراً لشعبنا، المخطط الإيراني خطير وكبير والنظام مندوب لهذا المشروع".
يذكر أنه في 27 مارس 2020 جرى أول اتصال بين محمد بن زايد وبشار الأسد بحثا خلاله "تداعيات تفشي فيروس كورونا"، وفقا لوكالة الأنباء السورية "سانا".
وكانت أبوظبي قد قطعت العلاقات مع النظام السوري في فبراير 2012، مع تصاعد قمع الاحتجاجات. وفي ديسمبر 2018 أعادت فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق.